تحقيقات وتقارير

صرف المرتبات المعدلة.. تهدئة الأوضاع

يبدو أن المتغيرات كان لها دورها الفاعل في تغيير خطة وزارة المالية التقشفية، والقرارت الاقتصادية الصارمة التي قذف بها وزير المالية بدر الدين محمود في وجه المواطن السوداني، وقال (أنا عارف الكلام دا حيجيب لي المشاكل، وأنا ما بخاف من المشاكل حتى لو استشهدنا)، ولكن يبدو أن أمراً ما قد حدث جعل الوزارة تعيد حساباتها.

*محاولات تسكين
سارعت الوزارة بالإعلان عن شروعها في تنفيذ استقطاعات النسبة التي أقرها البرلمان من مخصصات الدستوريين وكانت بداية الاستقطاعات بنسبة (25%) من النسبة المقررة، بجانب تخفيض الإنفاق الحكومي والذي حددت المالية النسبة المقررة له بـ(10%)، وبرغم حديث المالية الذي يؤكد عدم تأثر دولاب العمل في الدولة بالعصيان المدني إطلاقاً، إلا أن تصريحات وزير الدولة بالمالية عبد الرحمن ضرار في البرلمان تشي بعكس ذلك، حيث قطع ضرار بأن رواتب شهر نوفمبر سيتم استلامها في يوم (30) من الشهر وفق التعديل الجديد للمرتبات.

*أوراق ضغط
والشاهد أن اتحاد العمال ظل طيلة الفترة السابقة يطالب الوزارة بتطبيق الزيادة بجانب تلويحه بالإضراب حال عدم تنفيذها، والأخيرة كانت تماطل في تنفيذ الخطوة، ولكن الاتحاد وجه مؤخراً بعدم استلام أي رواتب لا تشمل التعديلات، سيما بعد أن أقدمت المالية على تقديم مرتبات غير معدلة لبعض الدوائر الحكومية، الأمر الذي أدى إلى إرباك الوزارة، وعليه دعا الوزير إلى اجتماع عاجل للإدارات المعنية لبحث سبل المعالجة.

*استجابة فورية
ويبدو أن تلك الاجتماعات قد آتت أوكلها حيث أكد رئيس اتحاد نقابات عمال ولاية الخرطوم هاشم التوم عبدالله جاهزية الولاية لصرف مرتبات شهر نوفمبر الحالي معدلاً وفق قرار مجلس الوزراء خلال اجتماعه أمس (الثلاثاء)، بمدير عام وزارة المالية عادل محمد عثمان، وأكد فيه أن المرتبات المعدلة سيتم صرفها بكشف واحد خلافاً لما أشيع مؤخراً، مطمئناً العمال التزام وزارة المالية بالولاية تنفيذ قرار مجلس الوزراء بهذا الشأن، موجهاً جميع المحليات والوزرات والوحدات بإكمال صرف متأخر فرق شهر نوفمبر 2015 من تطيبق الهيكل الراتبي الفقرة 8 للعام 2013م قبل بداية صرف مرتبات الشهر الحالي.

*وظائف وهمية
وفي اتجاه مغاير يبدو أن قضية المرتبات لا تعاني من مشكلة التعديل والزيادات فحسب، ولكن طفت على السطح مؤخراً قضية أخرى وهي صرف مرتبات لوظائف وهمية لا يعرف من يصرفها أو يستفيد منها، ففي مستشفى أحمد قاسم وحدها كشف إضراب نفذه التقنيون والسيسترات بالمستشفى عن (147) وظيفة وهمية بالكشوفات، حوت عاملين توقفوا عن العمل منذ (2015)، بجانب قوائم مرتبات أخرى تم صرفها تخص تقنيين وممرضين مقيمين خارج البلاد، وأخرى لعاملين مفصولين، منهم مدير طبي سابق، وتتبادر إلى الأذهان عدة أسئلة، منها كم وظيفة وهمية يتم صرف مرتباتها في الدوائر والمؤسسات الأخرى؟، وكم بلغ حجم تلك المرتبات؟، ومن هم المستفيدون منها؟

*إجراء متأخر
وبالمقابل اتهم الخبير الاقتصادي كمال كرار اتحاد العمال بأنه لم يقف يوماً في صف العمال، بل كان مسانداً للحكومة في جميع الأوقات بداية من موافقته على الخصخصة، وأنه السبب الأساسي في زيادة الأسعار وانتهاءً بأمر الأجور، معتبراً أن خطوة الوزارة في تسريع تنفيذ الزيادات بنهاية الشهر الحالي إجراء تأخر كثيراً، مقللاً من تأثيره على المواطنين، واعتبر كرار أن الزيادة بنسبة (20%) ضئيلة وأنها لا تشمل كافة المؤسسات بالبلاد وإنما الحكومية فقط.

تقرير:اسماء سليمان
صحيفة آخر لحظة