تفاصيل اجتماعات سلفا كير في جنوب إفريقيا
كشف مصدر دبلوماسي مطلع بالعاصمة بريتوريا بدولة جنوب افريقيا ان الرئيس سلفاكير ميارديت التقى مساء يوم الأربعاء الماضي الرئيس اليوغندي يوري موسفيني حيث عقد الاثنان اجتماعا مغلقا استمر ساعات تناول الأوضاع بدولة جنوب السودان وتأثيرها على الوضع الاقليمي ، وطالب موسفيني من سلفا كير اعادة الحكومة الانتقالية وعودة زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار الى منصبه كنائب اول للرئيس, لكن سلفاكير رفض العرض ورفعت الجلسة بوصول رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما في ذات المساء العائد من كوبا لكنه التقى الرئيس سلفا كير صباح امس (الخميس) حيث جدد له الرئيس زوما المطالبه بعودة رياك مشار الى جوبا أو مواجهة المجتمع الدولي او وضع جنوب السودان تحت الوصاية الدولية ، كما أكد المصدر ان الاجتماع استمر لحوالي ساعة بعدها غادر سلفاكير لإجراء مراجعات طبية بسبب تعاطيه المستمر للمشروبات الروحية التى أثرت على الكبد بشكل كبير، وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس.
حشود قوات مشار
احتشدت قوات المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان التي يقودها الدكتور رياك مشار بشكل مكثف بولاية اعالي النيل الكبرى حيث أكد مصدر عسكري رفيع بدولة جنوب السودان ان قوات مشار حاليا تحتشد حول المدن الرئيسة في الولاية (فلج وبوط وملكال) ، واشار المصدر الى ان المدنيين في الرنك بدأوا بالهروب الى معسكرات الأمم المتحدة بينما فضل آخرون منهم الذهاب الى السودان خوفا من المعارك القادمة بين الحكومة والمعارضة المسلحة، ويضيف المصدر ان (كنجور) قبيلة دينكا افدانق طالبهم ايضا بالمغادرة الى السودان للحفاظ على حياتهم، وفي الصعيد الميداني بولاية وسط الاستوائية اكد المصدر ان الاشتباكات التي وقعت بين طرفي الصراع بدولة جنوب السودان بلغ الضحايا فيها العشرات من جنود الجيش الشعبي الحكومي بينما نقل (53) جريحا الى مستشفى جوبا العسكري بحسب شهود عيان.
انشقاقات كبيرة
انضم نائب رئيس هيئة الأركان المنشق عن الجيش الحكومي الفريق بافنيج منتويل الى قوات المعارضة المسلحة التي يقودها الدكتور رياك مشار حيث قادت قواته المدانية التى يقودها اللواء بي الوي من بانتيو الى منطقة (نيالديو) ولم تمض ساعات على وصول قوات اللواء بي حتى وصل فوج جديد من القوات بقيادة اللواء ماثيو فول ينق الذي انضم هو الآخر الى قوات مشار حيث شكل القائدان أكبر عملية انضمام في تاريخ المعارضة منذ تأسيسها في يوم واحد حيث اكتظت منطقة (نيالديو) بالجنود، وبحسب المصدر نفسه فان ضباطين من الجيش الشعبي انضما الى حركة مشار هما العقيد بول كونغ برفقته المئات من الجنود الذين اصبحوا تحت لواء مشار بولاية الوحدة.
تحركات الجبهة الثورية
أكد مصدر بدولة جنوب السودان ان قوة من الجبهة الثورية تضم حركات دارفور بواسطة (70) سيارة قامت بالتحرك من منطقة راجا بولاية غرب بحر الغزال امس في طريقها الى مدينة بانتيو بولاية الوحدة خوفا من هجوم قوات مشار على العاصمة النفطية الشهيرة.
سقوط طائرة بكينيا
سقط طائرة في مطار جومو كينياتا الدولي بالعاصمة الكينية نيروبي أثناء هبوطها خارج المدرج ولم يعرف سر الطائرة التي ذكر انها مرتبطة بالجيش الشعبي الحكومي بدولة جنوب السودان.
عودة الجيش اليوغندي
تشهد حدود جنوب السودان ودولة يوغندا انتشارا كبيرا لتجارة الأسلحة غير الشرعية مما أزعج الحكومة اليوغندية ووجهت أجهزتها الأمنية باتخاذ كافة التدابير للقبض ومعاقبة المجرمين في هذه التجارة والذين يتسببون في زعزعة الأمن، وقتل المواطنين على طول الحدود الشمالية لدولة يوغندا، وبحسب المصادر فان القوات اليوغندية تستعد هذه الأيام للعودة الى جنوب السودان مرة أخرى بحجة تدفق أسلحة مجهولة المصدر، وفقدان أسلحة في يوغندا وجاء هذا القرار بعد مقتل ضابط كبير فى الجيش اليوغندي يدعى سليمان كيجوندو على أيدي أشخاص مجهولين. حيث ابدى الرئيس اليوغندي يوري موسفيني غضبه لما يجرى فى بلاده، داعيا قادة الأجهزة الأمنية لمعرفة الجناة، وإلقاء القبض عليهم فورا، ومعرفة أماكن السلاح المفقود ، بدوره قال رئيس أركان الجيش اليوغندي الجنرال ادوارد كاتومبا وامالا ان الأسلحة المجهولة قادمة من دولة جنوب السودان، وأشار الى أن تقارير استخباراتية تقول ان تلك الأسلحة أصبحت تستخدم ضد اليوغنديين، وذكر كاتومبا ان الوضع فى جنوب السودان مقلق جدا ولا يمكننا الجلوس في الخلف والمشاهدة، ولدينا كل الاعتقاد ان هذه الأسلحة هي من جنوب السودان، وأضاف كدولة لدينا كل القدرة على تجنب انتشار السلاح، وبالتأكيد لن يكون لنا أي خيار سوى العودة إلى جنوب السودان ومعالجة هذه المسالة، وزعم كاتومبا أن حكومته في السابق أنفقت الكثير لمعالجة مشكلة الأسلحة غير الشرعية فى منطقة كاراموجا والتي كانت أصبحت خطرا هناك استغرقنا الوقت والموارد لجمع أكثر من 40 ألف قطعة سلاح ناري من كاراموجا ، ولن نسمح لنفس الشيء ان يحدث مرة أخرى ، وهذه الأسلحة المجهولة هي من جنوب السودان، يجب علينا الوصول الى هناك لمنعهم،وتقول تقارير استخباراتية في يوغندا إن الأسلحة في الحدود بين الدولتين تباع بأسعار مخفضة تصل إلى 100 دولار أمريكي، وساهم في هذه التجارة الحدود الواسعة والسهل الاختراق مع تزايد تدفق اللاجئين إلى المنطقة بسبب الحرب.
رد على أنتوني
رد نائب المتحدث الرسمي باسم المعارضة المسلحة العقيد نيارجى رومان في تصريح لـ(الإنتباهة) ان حديث المتحدث الرسمي باسم رئاسة دولة جنوب السودان انتج ويك حول زيارة سلفا كير ميارديت بان زعيم المعارضة رياك مشار هو مواطن من دولة جنوب السودان وان المتحدث باسم سلفاكير فات عليه ان سلفاكير ومشار موقعان على اتفاق سلام اغسطس 2015 برعاية المجتمع الدولي ومنظمة ايقاد ، واضاف رومان ان رياك مشار هو أكبر زعيم لحركة معارضة في جنوب السودان وتسيطر على نصف البلاد كما انه الشريك الاساس في اتفاقية السلام.
فضيحة رياضية
عقد مجلس إدارة الاتحاد العام لكرة القدم بدولة جنوب السودان مؤتمرا صحفيا عاجلا مساء امس (الخميس) اعلن خلاله ايقاف رئيس الاتحاد العام شبور قوج وتكليف اندريا عبدالله بسبب تجاوزات مالية تصل الى 400 ألف دولار.
واشنطن تكافح
قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة تواجه صعوبة لجمع الحد الأدنى من الأصوات اللازمة لفرض مجلس الأمن حظر سلاح على جنوب السودان وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من إبادة جماعية محتملة في أحدث دولة في العالم. ولتبني قرار يتعين أن يحصل على تسعة أصوات مع عدم استخدام حق النقض (الفيتو) لكن دبلوماسيا كبيرا في الأمم المتحدة قال متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته, إن سبعة أعضاء فقط يؤيدون المشروع حتى الآن في حين يخطط الثمانية المتبقون للامتناع عن التصويت أو التصويت بلا. في حين تبدي روسيا والصين تشككاً فيما إذا كان فرض حظر سلاح على جنوب السودان سيحقق الكثير في بلد يعج بالأسلحة بالفعل لا يتوقع دبلوماسيون أن يعرقل البلدان الإجراء إذا طرح للتصويت بالمجلس. وقال الدبلوماسي الكبير”لا أحد يتحدث عن استخدام حق النقض … هناك تساؤل بشأن ما إذا كان بمقدور (الولايات المتحدة) جمع الأصوات التسعة المؤيدة أم لا” مضيفا أن بعض الدول طلبت مزيدا من الوقت لدراسة هذه الخطوة.وقال الدبلوماسي إنه يأمل أن تقتنع ماليزيا واليابان والسنغال وأنغولا بالتصويت لصالح المشروع بدلا من الامتناع من أجل طرحه للتصويت.وكانت اليابان بدأت الأسبوع الماضي نشر قوة قوامها 350 جنديا للانضمام إلى مهمة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان والمنتشرة هناك منذ أن انفصلت البلاد عن السودان في 2011.وأدى التنافس السياسي بين رئيس جنوب السودان سلفا كير وهو من عرق الدينكا ونائبه السابق رياك مشار وهو من النوير إلى حرب أهلية في 2013 دارت غالبا على أسس عرقية. ووقع الاثنان اتفاق سلام هش العام الماضي لكن القتال استمر وفر مشار من البلاد في يوليو.
مساعدات للمجتمعات الريفية
طالب فستوس موقاي رئيس مفوضية مراقبة سلام جنوب السودان المعروفة بـ(جميك)، حكومة جنوب السودان بعدم عرقلة توصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق الريفية في البلاد، وذلك للحفاظ على السلام والأمن. جاء ذلك في خطابه خلال ورشة عمل لبناء السلام نظمه المعهد الدولي للبحوث والتنمية بوزارة الشؤون البرلمانية بمدينة جوبا، وشدد موقاي على ضرورة وضع حد للعنف وايجاد حلول للأزمة الاقتصادية في جنوب السودان، مبينا أن هذه الخطوة ستجلب السلام إلى المناطق الريفية التي تعتبر المصدر الأساس للاستقرار الاقتصادي في البلاد. وقال إن جزور الأزمة الاقتصادية تعود للحرب وسوء الإدارة المالية والاقتصادية في وقت سابق. مشيرا إلى أن انعدام الأمن الغذائي في البلاد سببه انخفاض الإنتاج الزراعي وهجرة السكان من المناطق الريفية بسبب العنف.
قبول القوة الإقليمية
ينظر متابعون للشأن السياسي بدولة جنوب السودان للقرار المفاجئ لحكومتها بالسماح بنشر قوة إقليمية لحماية المدنيين وتأمين المرافق الحيوية داخل العاصمة جوبا، بأنه يعكس توجها واقعيا للحكومة المهددة بالانهيار مع تفاقم أوضاع البلاد الاقتصادية والأمنية، وتزايد عزلتها إقليميا ودوليا. إلا أن البعض يرى أن الضغوط التي مارستها واشنطن على جوبا هي التي دفعت الحكومة للإسراع في موافقتها على نشر هذه القوات، في وقت كان البعض من قادة النظام يدعمون الحملة الشعبية الرافضة دخول هذه القوات بذريعة “حماية السيادة الوطنية”. وكانت حكومة جوبا أعلنت نهاية الأسبوع الماضي موافقتها دون شروط على نشر قوة إقليمية قوامها أربعة آلاف جندي تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي 2304 الصادر في أغسطس الماضي.وستكون هذه القوة من دول الجوار (كينيا ورواندا وإثيوبيا)، وبعد موافقة جوبا على نشرها، أعلنت منظمة شرق أفريقيا للتنمية (إيقاد) -التي توسطت لإنهاء النزاع في دولة جنوب السودان- عزمها على عقد قمة طارئة نهاية الأسبوع الجاري لتحديد موعد رسمي لنشر هذه القوات. ورحبت “إيغاد” بالموافقة على نشر القوة الإقليمية، ووصفه ممثل المنظمة في جوبا بأنه مفاجئ، لكنه يبعث الأمل في مستقبل دولة جنوب السودان. ومنح القرار الأممي القوة الإقليمية تفويضا كاملا لحماية المدنيين والمرافق الحيوية، على أن تعمل هذه القوة تحت مظلة قوات بعثة الأمم المتحدة الموجودة في البلاد منذ 2011، والمؤلفة من 12 ألف جندي.واستبعد وزير الدفاع بدولة جنوب السودان كوال منيانق جوك أن تكون الحكومة تراجعت عن تحفظاتها السابقة على هذه القوة بسبب ضغوط واشنطن ودول غربية أخرى. وقال إن تفاهمات جوبا مع دول الجوار هي التي أدت إلى إعلان موافقتها على نشر القوة الإقليمية بلا شروط. وأضاف “لم نتعرض لأي ضغوط، وما حدث هو أننا نجحنا في التوصل لأرضية للتفاهم حول تفاصيل فنية لهذه القوات قبل نشرها في البلاد”. وكانت واشنطن قدمت قبل نحو أسبوعين مقترحا لمشروع قرار بمجلس الأمن ينص على فرض حظر سلاح على حكومة جوبا، وعقوبات على قائد الجيش بول ملونق ووزير الإعلام مايكل مكوي.
وتشمل العقوبات المقترحة على الرجلين اللذين يعدّان من أشد المعارضين لنشر القوة الإقليمية منعهما من السفر وتجميد أموالهما”، وحث المقترح الدول المجاورة لجنوب السودان على التعاون لتضييق الخناق على الرجلين. بدوره يرى إسماعيل سليمان عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي بجنوب السودان أن إصرار واشنطن الشديد على نشر هذه القوة الإقليمية هو ما دفع حكومة جوبا للتراجع، وقال إن تصريحات الحكومة التي نفت فيها الرضوخ لضغوط خارجية “كاذبة ومضللة”. وتأتي موافقة السلطات على نشر هذه القوة الإقليمية وسط تدهور أمني في المناطق القريبة من العاصمة، فقد تكررت حوادث القتل والنهب على طريق جوبا-نمولي، الذي يمثل شريان الحياة بالنسبة للعاصمة، وأثارت تلك الحوادث الهلع، وتسببت في ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية. ولا يستبعد المحلل السياسي أنطوني واكو أن تندلع مواجهات مسلحة قرب جوبا مع تزايد حالات عدم الاستقرار الأمني في محيطها، وقال إن موافقة الحكومة على نشر القوة الإقليمية سيخفف عنها الضغط الناتج عن التدهور الأمني في محيط العاصمة. ورأى أن جوبا أحسنت قراءة الواقع، خاصة أن الجماعات المسلحة التي تدعم قائد المعارضة رياك مشار تنتظر حلول موسم الصيف لقيادة عمليات عسكرية على نطاق واسع، وختم بالقول إن نشر هذه القوة يعني أن على تلك الجماعات المعارضة قراءة المتغيرات الجديدة التي ستتشكل على أرض الواقع.
الانتباهة