عثمان ميرغني

أنا متفائل.. !!


رغم كل شيء.. ونيران الأسعار المشتعلة في كل جيب.. إلا إنني جد متفائل بمستقبل هذا البلد، والشعب النبيل.
وتفاؤلي ليس مجرد عاطفة، أو مواساة، أو تطييب خواطر لشعبنا السوداني.. بل هي حقيقة أراها بعين اليقين.. فنحن شعب ثري، يملك بلداً مترفا بالخيرات.. تجري من تحتنا الأنهار، ونتمدد على أرض واسعة خصبة عطوفة.. لكننا طوال عمرنا المستقل لم ننل فرصة استثمار خيرات بلادنا.. وتنكبت بنا السبل.. وأرهقنا حالنا بمعارك سياسية، وعسكرية ما كان لها أن تحدث لو– وإن لو تفتح باب الشيطان- تكبدنا مشاق البصيرة، والرشد الخلاق.
في كتابي بعنوان (كيف أضاعوا السودان- عشر مخازٍ سودانية) بيّنت كيف أننا ارتكبنا الموبقات الوطنية الجليلة بكل سهولة، وأغرقنا فضيلة العمل العام في ضحالة الفكر السياسي.. حتى أصبح المنصب العام مجرد مدخل لتلبية المصالح الشخصية الضيقة.
الآن.. وبعد (61) عاماً من الاستقلال (أي أكثر بـ 3 سنوات من عمر الاستعمار) ليس لدينا وقت للتسكع في الأمنيات التائهة بلا دليل.. نحن في حاجة ماسة إلى خارطة طريق وطنية.. لا تهويل ولا تهوين فيها.. تنير المسار الذي يجب أن نسلكه لصنع مستقبل وريف الظلال.
تبقى أقل من شهر لنهاية هذا العام وشروق شمس عام 2017.. فأين نحن؟، وإلى أين نخطط أن نذهب؟، وأي طريق يجب أن نسلك؟، هذا هو محور الأسئلة التي يجب أن نحمل إجاباتنا الواضحة عنها قبل أن نطفئ شمعة هذا العام.

لدينا العقول والخبرات في كل مجال.. ولدينا الإنسان المستنير المترف بالأخلاق النبيلة.. لكن المشكلة أننا لا نعرف كيف (نحلم).. ونتمنى أن يأتينا من الخارج من (يحلم) لنا نيابة عنا.
كل البلاد التي هبّت من الصفر، وطارت في الفضاء تأسست نهضتها على (حلم) وطني.. ولحسن الحظ عالم اليوم تغير.. ما كان يتطلب التحقيق في أعوام طويلة صار اليوم في يد المنال على بعد شهور قليلة.. وما كان يحتاج إلى شهور.. صار اليوم نزهة أسابيع- فقط- المطلوب حلم محمول على (همة) وطنية جادة وصادقة.
لا وقت للدموع؛ أقترح أن نؤسس (الحلم السوداني).. ونبدأ من اليوم.. نحلم بوطن كبير!.
والله لا يغير ما بقوم.. حتى يحلموا بالتغيير!.

صحيفة التيار


‫2 تعليقات