المشهد النيجيري
قاد الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان أمس الثلاثاء، اجتماعا مغلقا دام عدة ساعات في القصر الرئاسي مع قادة الجيش والأمن الجدد لبحث التطورات الأمنية الأخيرة في البلاد، التي أدت إلى مقتل وإصابة المئات خلال الأيام الماضية. ولم تصدر الرئاسة بيانا حول ما دار في الاجتماع، لكن وسائل إعلام نيجيرية قالت إنه ناقش الأوضاع الأمنية، مشيرة إلى الاجتماع حضره رئيس هيئة الدفاع المارشال أليكس باديه ورئيس الأركان كينيث ميميه وقائد البحرية الأميرال عثمان جبرين وقائد القوات الجوية المارشال أديسولا أموسو ومستشار الأمن القومي سامبو دسوقي والمفتش العام للشرطة محمد أبو بكر.
إذن اجتماع بهذا الحضور لأركان الأجهزة الأمنية كافة في نيجيريا يؤشر إلى مدى خطورة الأوضاع الأمنية في البلاد التي تعيش حالة مواجهة مستمرة مع تنظيم جماعة بوكو حرام منذ عدة أشهر، وكان الرئيس جوناثان قد أعلن حالة الطوارئ في شمال شرق البلاد، وبالتحديد في ولايات (يوبي) و(بورنو) و(أدماوا)، وأمر الجيش بالنزول إلى تلك الولايات لمطاردة أعضاء بوكو حرام.
ويجد الرئيس جوناثان على بعد عام واحد من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يواجه في الوقت نفسه أزمتين أمنية وسياسية داخل حزبه تهددان بخسارته للانتخابات في حال قرر خوضها، ووسط الأزمة الأمنية المتفاقمة التي يدل عليها اجتماع مجلس الحرب بكامل هيئته أمس الثلاثاء وسط هذه الأزمة الأمنية تتصاعد حدة أزمة سياسية موازية داخل حزب الشعب الديمقراطي الحاكم الذي تتوالى الانشقاقات في صفوفه، حيث أعلن 26 عضوًا من برلمان ولاية (كانو) انشقاقهم عن الحزب وانضمامهم إلى صفوف ائتلاف المعارضة تحت قيادة حزب المؤتمر التقدمي للجميع، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن انشقاق نائب رئيس نيجيريا السابق عتيق أبو بكر عن حزب الشعب الديمقراطي وانضمامه إلى ائتلاف المعارضة.
وكان أبو بكر من مؤسسي حزب الشعب وعمل نائبا لرئيس نيجيريا من عام 1999 إلى عام 2007، وانضم بذلك إلى خمسة من حكام الولايات وعشرات من أعضاء البرلمان الذين انضموا إلى حزب المؤتمر التقدمي الذي استخدم ثقله المتنامي للتهديد بتعطيل ميزانية هذا العام في البرلمان.
إذن، الأزمات باتت تحيط بحزب الشعب الديمقراطي الحاكم، وهي أزمات يرى خصومه السياسيون أنها ناجمة ضعف القيادة، التي تواجه تنافسا محموما في الانتخابات المقبلة التي حمي وطيسها قبل عام من انطلاقها بدخول شخصيات كالجنرال.
الجنرال محمد بخاري الحاكم العسكري السابق لنيجيريا مضمار السباق وتعهده بالقضاء علي الانفلات الأمني والفساد، وتحسين الظروف الاقتصادية للمواطنين، في حال فوز المعارضة التي يتزعمها بانتخابات الرئاسة المقرر في فبراير 2015.
المشهد النيجيري قبل انتخابات 2015 تتنازعه أزمتان أمنية وسياسية يخشى أن تلقي بظلالها على ثاني أكبر اقتصاد في أفريقيا وأكبر مصدر للنفط في القارة.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي