محمود الدنعو

تجارة الحروب

[JUSTIFY]
تجارة الحروب

ما أكثر بؤر النزاعات في عالمنا اليوم وخصوصا منطقتنا العربية والأفريقية، ومع كل المبادرات التي تسوقها لنا الدول العظمى لإنهاء هذه النزاعات المسلحة نكتشف أنها ترغب في إطالة أمد هذه الحروب من أجل سوق رائجة للسلاح ومداخيل لا تنضب لصنع السلام كأتعاب للوسطاء ومهندسي مبادرات السلام ومؤتمرات، وأوجه كثيرة للصرف على الحصول على السلام الذي بات عصيا بسبب تجارة السلاح التي تقول دراسة نشرت، أمس الأول أن النفقات العسكرية العالمية ستعاود ارتفاعها في العام 2014، للمرة الأولى منذ خمس سنوات مع زيادة متوقعة في كل من روسيا وآسيا والشرق الأوسط. وتوقعت المجموعة الاستشارية (آي إتش إس جاينز) البريطانية في هذه الدراسة، أن تبلغ الموازنات العسكرية في العالم نحو 1.547 تريليون دولار خلال 2014، في ارتفاع طفيف بنسبة 0.6% مقارنة بعام 2013، لكنه الأول منذ العام 2009 وقال بول بورتون، مدير في (آي إتش إس جاينز) للطيران والدفاع والأمن، إن روسيا وآسيا والشرق الأوسط، ستكون محرك النمو المرتقب في 2014، والانتعاش المرتقب اعتبارا من 2016
من أجل هذا السوق الرائج للسلاح، فلا تتوقعون نجاح مبادرات السلام الراهنة بل إن حروبا أخرى ستنشب طالما الأمر (بزنس) ولا يقتصر فقط على الحروب وتجارة السلاح فإن الأوضاع الامنية والسياسية المضطربة تفتح الباب للفوضى التي يسعى آخرون لاستغلالها فتجارة المخدرات وتهريب البشر تنتعش في ظل الفوضى الأمنية بل إن عمليات الاختطاف باتت (بنزس) جديدة في عالم الحروب والنزاعات خصوصا في أفريقيا، حيث أكد مدير المركز الإفريقى للدراسات والبحث حول الإرهاب، السفير فرانسيسكو جوزي ماديرا، أن أكثر من 35% من حالات الاختطاف التي تتم من قبل الجماعات الإرهابية مقابل دفع فدية قد سجلت في إفريقيا وأشار ماديرا، في كلمته أثناء أعمال ورشة إقليمية حول “إعادة تفعيل مذكرة الجزائر حول مكافحة الاختطافات ودفع الفدية”، إلى الانتشار الكبير لهذه الحالات في أفريقيا، لاسيما في منطقة الساحل منذ أن اتخذ الإرهاب الدولي شكلاً جديداً مع تقسيم القاعدة إلى عدة فروع مستقلة تضطر إلى البحث عن مصادر تمويلها بنفسها
النزاعات في أفريقيا من مالي إلى نيجيريا إلى أفريقيا الوسطى إلى الصومال إلى جنوب السودان لو تتبعنا جذورها لوجدنا أن تجارة السلاح والمستفيدين من الحروب هم من يدرونها من على البعد وساكني هذه المناطق المضطربة من يدفعون الثمن الباهظ موتا وتشريدا وتخريبا للأوطان، وبالتالي يجب مراجعة مبادرات السلام التي تسوق لنا عند كل أزمة تنشب في المنطقة، وهي في الغالب تستنزف الموارد وتستنزف الوقت لإطالة أمد الحروب لصالح تجارة السلاح الرائجة في العالم.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي