الصادق الرزيقي

كسلا تقول كلمتها ..!!

> لم يعد السودان كما كان، ولم تعد الخرطوم وحدها هي مركز القوة والسلطة ولا تيرمومتر لقياس درجة الحرارة السياسية في البلاد، بالأمس كانت مدينة كسلا وحدها هي الرد الكاسح لكل دعوات المعارضة وبعض الناشطين اليساريين والمعارضين، وهي تستقبل السيد الرئيس ترد على كل من يحلم ويغرق في التوهم بإسقاط النظام عن طريق العصيان المدني أو غيره من الوسائل التي يُعلن كل يوم عن جديد منها دون أن تُثير غير الشفقة على المعارضة والسخرية من جهالاتها. ما جرى في كسلا وهي عنوان لشرق السودان، هو تعبير حقيقي عن موقف المواطن السوداني الذي رغم ضنك العيش والمرحلة الحرجة التي تعيشها البلاد، يشمخ بوعيه ويسمو فوق ما يعانيه ويخرج بمئات الألوف ليس تأييداً لحكومة فقط أو ولاءً لرئيس، إنما خرج ليقول كلمته بصدق وطمأنينة فوق كيد الكائدين بأن السودان لن يكون محرقة ومذابح جديدة وساحة تتلاعب فيها المعارضة بطيشها والعملاء بجنونهم وربائب الغرب بمؤامراتهم ..
> لقد قالت كسلا بالأمس كلمة كل السودانيين التي تعتمل في صدورهم، ففي كل مدينة وقرية ونجع وفريق ودامرة وحي على طول البلاد وعرضها يوجد هذا المشهد ونفس الوجوه وذات العزيمة الجبارة التي تُبطل كل مخطط خبيث لتمزيق بلادنا وتخريب أمنها وتفتيت وحدتها وضرب تماسكها ..

> لقد أغضبت الدعوات الباطلة وتحريض القوى الأجنبية ومن هم في جوارنا القريب، لبعض المستغفلين والمسيسين من الناشطين وأتباع أحزاب اليسار والمعارضة البائرة، جماهير الشعب السوداني وأنهضت فيه روح الإباء والكبرياء والشمم، ولذا خرجت كسلا كأنها لم تخرج من قبل، لأن أهل كسلا وسائر السودانيين في كل مكان من أرضهم الفسيحة يعلمون أن الفوضى هي المقابل الوحيد لذهاب النظام القائم، والخراب هو المصير المحتوم في حال أفرز عمل المعارضة الدنيء مواجهات وصدامات فيها أوخم العواقب .

> في مثل هذه المواقف التي تستفز الشعور الوطني وتثير حفيظة كل وطني غيور، يخرج أهل كسلا وكل السودان، ضد المخططات التي تُرسم من الخارج والمؤامرات المصدرة إلينا من خارج الحدود، وهم عندما يخرجون ليسوا مخدوعين لسلطة ولا مؤطَّرين في كيان حزبي ضيق، وليسوا هم فقط عضوية المؤتمر الوطني وحلفائه، من خرجوا في كسلا أمس هم كل مواطنيها وناسها وغمارها وكبراءها صغيرهم وكبيرهم من ريفهم وحضرهم، ليقولوا كلمتهم ويمشوا مطمئنين لمستقبل بلادهم وراهنها .

> الكلمات والهتافات كانت واضحة ومباشرة، مؤداها أنه لا يمكن لأي سوداني صميم أن يبيع أمنه بالفراغ والعدم والدمار، يمكن للسوداني أن يتحمل أكثر، يشعر بالمسغبة وقلة الزاد وضعف الخدمات والفقر المخيم والناشب أظافره في اللحم الحي، لكنه لن يرضى الضيم ولن يخرب بلده بأيديه ولن يحوِّل ترابها الى رماد تذروه الرياح ..

> لو كانت الجماهير التي خرجت في كسلا أمس تحفل بالدعوات للعصيان وتنتبه للزعيق الماكر الذي يُبث ويُنشر على شبكات التواصل الاجتماعي، لما خرجت .. لأنه ليس هناك ما يجبر الجماهير في السودان على الخروج لاستقبال رئيس أو زعيم أو قائد، فشعبنا العملاق لا يُساق كما تُساق النعاج والديوك والدجاج، هو شعب عرف الثورات ضد الظلم، ويخبر جيدا ًما ينفعه وما يضره، وليست هناك قوة على وجه الأرض تستطيعأ تروِّضه وترهبه أو ترغبه في الخروج لاستقبال حاكم ورئيس، يخرج شعبنا وحده يختار بنفسه ما يريده، لا يوجد سيف مُسلَّط على رقبته ولا دنانير ترن في أذنيه، هو وحده صاحب القرار وهو من يختار .. يخرج على (كيفه) وبقناعاته ورغبته وبوعيه وحسن إدراكه ..

> لهذا نحن شعب معلِّم، علمنا الشعوب من حولنا وفي محيطنا الثورات والانتفاضات والعصيانات، فكيف لا نفرِّق بين الهاوية والسقوط فيها وبين الاستقرار والسلام والبقاء شامخاً في فنائه وجنباته ..؟ !

>من أراد أن يعرف مصير دعوات العصيان المدني وخيبتها، فلينظر ما صنعت كسلا بالأمس ..؟ وماذا قالت وكيف أرسلت رسالتها القوية، تفضح المترددين وترد كيد المعتدين ..وتعلن فشل عصيان المعارضين قبل أن يبدأ ويحل أوانه ويهتز كيانه وزمانه.

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة

‫3 تعليقات

  1. عزيزي عكس ما تقول كسلا أعرت الرئيس وأخرجته من طوره وجلعته كما يقولون يفك آخره.
    هذه الذي فهمناه من لقاء كسلا.

  2. كنت أظنك كاتبا مستنيرا و لكن يبدو أن تحت هذه العمامة “قرعة” فارغة..الا تعلم ايها الرجل ان هكذا حشود لا تعبر عن أي شئ فهي حشود مصطنعة تحدث لكل الرؤساء بغض النظر عما يفعلوه بشعوبهم..شعبية الإنقاذ من عدمها لاتحتاج معرفتها الى ذكاء فهذه الحكومة قد افقرت الشعب و قتلت الابرياء و سرقت قوته و انحدرت بالبلاد الى أسفل سافلين..ليتك كنت اكثر ذكاء في طرحك فانت رئيس تحرير صحيفة و لكن لا غرو فرئيس البلاد نفسه يتحدث كبلطجي و من شابه رئيسه فما ظلم.

  3. اقتباس :
    لقد قالت كسلا بالأمس كلمة كل السودانيين التي تعتمل في صدورهم

    هى كسلا دى تالعة لأريتيريا و لا شنو ؟!

    70% مت الحضور غير سودانيين