الشياطين الصامتة
* تزايدت الدعوة للعصيان المدني صباح اليوم، في ظل مناهضة قوية من قبل الحكومة التي ترفض مجرد الحديث عن دعوة الشارع والمنظمات المناهضة للسياسات الحكومية التي اثبتت فشلها وأدخلت البلاد في عنق الزجاجة.
* الدعوة اليوم بالتأكيد ليس الهدف منها إثارة الفوضى وإنما هي دعوة مطلبية كلفها القانون والدستور.
* النظام وفي ردة فعل إستبقائية للدعوة المشروعة اليوم، شرع في خطوات مكافحة عالية تحد من انجاحها وسيكون لها ما بعدها، ولعل الملصقات التي ملأت المحلات التجارية والسيارات الداعية لمقاطعة العصيان، ومناهضة الحملات الاسفيرية أكبر دليل على رفض الحزب الحاكم لأي خطوة يقوم بها المواطن لإعلان رفضه للوضع الحالي ، في محاولة لتغييبه مستخدماً الخطاب العاطفي الباهت الذي حفظه أصغر سوداني عن ظهر قلب.
* أي منطقة بالسودان من حق أهلها أن ينعموا بالمستشفيات المجهزة والمراكز الصحية والعيادات، ومن حق اطفالها أن ينعموا بحقهم في التعليم وتوفير الكتاب والكرسي والطبشور ، هذا حق لا يجتاج لتكرار وعود.
* أما الطرق والبني التحتية فلا تقل عن الصحة ولا التعليم، ولكن النظام يتعامل مع المواطن بسياسة (العصا والجزرة) .
* ما يقوم به النظام في هذه المواجهة الشرسة مع الحق، تؤكد حقيقة ما كتبه الصحفي المصري جلال عامر، أننا نعيش في مجتمع لا يهمه الجائع إلا إذا كان ناخباً، ولا يهمه العاري الا إذا كانت إمرأة.
* المواطن لم يعد يستجيب لهذه الوعود أو الوعيد الذي يتهدده ، والدليل خروج العديد من الاصوات الهامسة، وارتفاع الحناجر بكل عبارات الرفض، ولم يعد ممكناً ان يعمل المواطن الاعمال الشاقة التي تزهق فيها الارواح، لينعم بخيرها الدستوريين الجالسين في كراسيهم الوثيرة، وكما قال الزميل، معظم الهاربين بأموالنا كانوا يقيمون لنا موائد الرحمن، (واتاري احنا اللي عازمينهم).
* من حقنا ان نرفض وان نرفع صوتنا بكافة اشكال اللاءات، ومن حقنا ان نخوض معركة استرداد كرامتنا وحريتنا وأموالنا ، ومن حق أي مواطن ذاق ويلات المرض والصالح العام، والفقر والعوز ان يخرج شاهراً صوته بالمطالبة بحقوقه، ومن حق المعتقلين السياسيين ان يتنسموا عبير الحرية وان يناهضوا كافة اشكال العنف دون ان نوثق أيديهم بالحديد أو أن نمنعهم قيادة معركة شريفة أن كان طرف النزال واثقاً من موقفه.
* ومن حق أي أم أن تنعم برفقة إبنها وأي زوجة برفقة زوجها، ومن حق الصحفيين ان يكتبوا الكلمة التي ترضي ضميرهم دون خوف من مصادرة أو حجر على حرية الكلمة.
* من حقنا ان نعيش سادتي مثل كل خلق الله، وبالطبع لن نكون شياطين صامتة.، الم يقل الساكت عن الحق شيطان أخرس.
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة
هل هناك عاقل يصدق ان هده الابواق البعيدة ان تصنع ضجيجا ، لن تقتل دبابة والله الكيزان محظوظين بمعارضة هزيلة .