عالمية

الهيئة الناخبة تستعد لتعيين دونالد ترامب رئيساً لأميركا

تتجه أنظار الأميركيين اليوم على غير العادة إلى الهيئة الناخبة الأميركية التي تتشكل من 538 ناخباً كبيراً مكلفين بدورهم بانتخاب الرئيس، أملاً في «انتفاضة اللحظة الأخيرة» التي دعا لها عدد كبير منهم مطالبين المندوبين الجمهوريين بمخالفة رأى ناخبيهم برفض التصويت للرئيس دونالد ترامب، وفيما لا توجد أي مؤشرات على تلكم الانتفاضة أعلن النائب الجمهوري عن ولاية تكساس كريستوفر سوبران عن عزمه مخالفة ناخبيه برفض التصويت للملياردير السبعيني.

ويندد منتقدوه العديدون بنظام انتخابي مخالف لمبدأ «صوت لكل شخص»، يدفع المرشحين للرئاسة إلى تركيز حملاتهم الانتخابية على عدد محدود من الولايات. لكن رغم الانتقادات الشديدة الموجهة إلى هذا النظام منذ عقود، لم يتم إصلاحه، وحين توجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع في 8 نوفمبر، فهم لم ينتخبوا مباشرة رئيسهم المقبل، بل اختاروا 538 ناخباً كبيراً مكلفين بدورهم انتخاب الرئيس، وفاز ترامب بغالبية واضحة بحصوله على أصوات 306 من كبار الناخبين، ولو أن منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون نالت نسبة أعلى منه في التصويت الشعبي. وهذه ليست حالة غير مسبوقة تواجهها البلاد، إذ سجل وضع مماثل عام 2000 حين فاز الجمهوري جورج بوش على الديموقراطي آل غور.

اجتماع

ويجتمع كبار الناخبين اليوم الاثنين في كل الولايات الخمسين لتعيين الرئيس ونائبه. وفي ختام حملة انتخابية اتسمت بمستوى غير مسبوق من العدائية، تثير هذه المرحلة من الآلية الانتخابية ترقباً كبيراً في حين أنها تتم عادة من غير تسليط الأضواء عليها كثيراً. ومن النادر للغاية ألا يلتزم كبار الناخبين بنتائج الانتخابات. وفي الحالات القليلة المسجلة في التاريخ، لم يكن عدد كبار الناخبين المعارضين للاقتراع الشعبي كافياً لإيصال رئيس آخر إلى البيت الأبيض. غير أن قسماً من الديموقراطيين يرى في رئاسة ترامب خطراً على الديموقراطية الأميركية، ويتمسك بالأمل في أن يقرر عشرات الجمهوريين عدم التصويت للرئيس المنتخب، وفي هذه الحالة، يعود لمجلس النواب أن يعين خلفاً باراك أوباما.

وجمعت عريضة بهذا الصدد حوالي خمسة ملايين توقيع، وبث عدد من نجوم هوليوود مثل مارتن شين الذي لعب دور «الرئيس بارتلت» في مسلسل «ذي ويست وينغ» الذي لقي رواجاً كبيراً في العقد الماضي، شريط فيديو يدعو إلى انتفاضة. وقال النجوم متوجهين إلى كبار الناخبين الجمهوريين الذين تتجه اليهم الأنظار كلها بعدما كانوا مجهولين تماماً «لديكم السلطة والفرصة لأن تصبحوا أبطالًا في الكتب، غيروا مجرى التاريخ».

لكن هذا السيناريو غير مرجح كثيراً في غياب أي مؤشرات تدل على أن 37 من «كبار الناخبين غير الملتزمين» من الجمهوريين سيقررون التخلي عن دونالد ترامب.

ولم يعلن حتى الآن سوى واحد فقط هو النائب عن ولاية تكساس كريستوفر سوبران عزمه على مخالفة خيار الناخبين. وقد لا تعرف النتيجة النهائية اليوم، إذ تحظى الولايات بمهلة عدة أيام من أجل نشر أرقامها. وفي مطلق الأحوال، فإن الكونغرس سيعلن اسم الرئيس المنتخب في 6 يناير عند انتهاء التعداد الرسمي للأصوات.

نظام “كارثي”

أقر أوباما خلال آخر مؤتمر صحافي يعقده السنة الحالية قبل التوجه إلى هاواي، بأن هذا النظام الانتخابي «من بقايا الماضي، إرث من رؤية قديمة لعمل حكومتنا الفدرالية»، وأنه يمكن أن يكون غير مؤات للديموقراطيين. لكنه حض الديموقراطيين على استخلاص العبر من فشلهم والعمل على استراتيجية للمستقبل بدل التشكي من نتائج الانتخابات أو السعي لإعادة النظر فيها.

وقال «الحقيقة أنه إذا كنا نملك رسالة قوية، وإن كنا نستجيب لتطلعات الأميركيين، فإن التصويت الشعبي وتصويت المجمع الناخب يكونان متطابقين»، في إشارة إلى فوزه في انتخابات 2008 و2012. في المقابل، يرى أستاذ الحقوق في جامعة كولومبيا للقانون ديفيد بوزن أن انتقاد هذه الآلية التي تتفرد بها الولايات المتحدة يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى التغيير.

تغيير

أعلنت هيلاري كلينتون بوضوح في نوفمبر 2000 بعيد فوزها بمقعد في مجلس الشيوخ عن تأييدها الانتقال إلى نظام انتخابي بالاقتراع العام المباشر. أما ترامب، فقد بدل رأيه بشكل جذري بشأن هذه المسألة خلال أربع سنوات.

البيان