مقالات متنوعة

بل نجح العصيان!!


* نجح العصيان المدني المعلن يوم أمس وليس كما ظل يردد النظام عبر نوافذه الاعلامية منذ إعلان عصيان 27 ديسمبر الماضي.
* نجح العصيان الذي أيدته قائمة ضمت 500 صحفياً وإلتف حوله أكثر من 373 من المحامين من خلال قائمة مؤيدة أيضاً، وتأكد نجاحه من خلال القائمة المؤيده له من ألمع الأسماء الفنية من موسيقيون وتشكيليون ودراميون.
* نجاح العصيان ليس بجلوس المواطنين في منازلهم أو خروج البعض منهم، بل برز في حالة الهستيريا والهذيان التى صاحبت كبار المسؤولين بالدولة حتى باتوا يتحدثون عن العصيان أكثر من الداعين له.
* نجاح العصيان رأيناه في إتحاد الأحزاب المعارضة ودعوتها لقواعدها بالانخراط فيه، وإستنفار شباب 27 لكافة فئات المجتمع واسماع صوتهم، فكيف يكون العصيان فاشلا ؟

* نجح العصيان في تهكم وسخرية مساعد رئيس الجمهورية ابراهيم محمود من دعاة العصيان ووصفه له بأن أن العصيان يمثل صفراً كبيراً، ناسياً أن رصفائه من دول أخرى تتسم مواقفهم في مثل هذه الظروف بالرزانة والحكمة والديبلوماسية وإحترام المعارضة..
* العصيان لم يفشل كما إدعي المؤتمر الوطني ومن والاه، بل نجح في أنكار الناطق بإسم وزارة الخارجية في رده علي بيان الخارجية الامريكية بعدم وجود معتقلين سياسيين، في الوقت الذي تمتلئ فيه المعتقلات والسجون بالعشرات منهم ولاكثر من 40 يوما.
* من وجهة نظري الشخصية ونظر الكثير جداً من السودانيين، فقد نجح العصيان لأنه أرسل رسالة للعالم بعدم قبول الشعب السوداني عن النظام وسياساته، وصار حديث القنوات ووكالات الانباء العالمية.

* العصيان الناجح رغم الإنكار، وحَد المعارضة لأول مرة منذ سنوات، ورفع من الروح المعنوية للشعب السوداني بعد حالة الإحباط التي كانت سائدة، والتي بدورها استبدلت الخوف واليأس إلى التأهب والاستنفار، ودلل على ذلك باتخاذ التعبير السلمي كمنهج للتعبير، وترك لغة العنف والتهديد للحكومة .
* نجاح العصيان رأيناه في غياب أعداد كبيرة (الفريشة)، ووأصحاب المهن الصغيرة وسيدات الأطعمة والشاي خاصة بالمواقف الكبري للمواصلات.
* نجاح العصيان سادتي تتحدث عنه خزينة الدولة العامة وهي تشكو قلة الوارد فيها من رسوم وجبايات بعد عزوف معظم المواطنين عن إجراءات معاملاتهم الرسمية تلبية لنداء العصيان.
* ومقابلها، على مناهضي العصيان أن يجيبوا على تساؤلات الشارع، كم خرج من الخزينة من أموال لمجابهة حالة الرفض العامة والسعي لإفشال العصيان، سواء أكان من القوات النظامية أو القواعد التي يتم حشدها من الأطراف لمواقع الحدث؟
* وكم من رسائل تهديد أرسلها النظام للمؤسسات الخدمية والتعليمية بعدم الإستجابة لدعوات العصيان، وفرض عقوبات حال الغياب.

* العصيان بمنظار الشارع لم يكن قدر الطموح، ولكنه بمنظار الواقع، فقد نجح في إحداث حراك خلخل النظام، واحدث فيه ربكة لن تنتهي قريباً، ومارس ضغطاً رهيباً عليه سيضاعف من حالة الفوضي التي سادت منذ العصيان الاول، ما يعني أن الفعل التراكمي في النهاية وهو المطلوب، سيؤدي إلى التغيير المنشود.
* فقط يتوجب علي دعاة العصيان تقييم تجربتي العصيان الاولي والثانية أولاً، تمهيداً لإنجاح الخطوة القادمة واستغلال حالة الذعر والهلع للنظام ومنسوبيه وممارسة المزيد من الضغوط على النظام الذي ثبت أن كمية الثقوب والثغرات التى دخل منها العصاة أسهل طريق لإسقاط النظام بشكل سلمي جدا وبدون إراقة دماء. .

بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. أي نجاح يا هنادي، هذه المسوغات التي سقتها لا وجود لها في الشارع السياسي، الشعب السوداني على درجة عالية من الحصافة والحكمة والرزانة، ويزن الأمور بميزان العقل، وقد استلزم هذا الميزان طرح عدة أسئلة إجاباتها تقرر مدى النجاح أو فشله، وهي: من هم قادة العصيان ورموزه المختفون خلف الفضاء الإلكتروني؟ هل ينقاد هذا الشعب الكريم صاحب المعتقد الصافي صفاء البللور للحزب الشيوعي ونزلاء الفنادق العالمية؟ أم لسياسيين لفظتهم التجربة السياسية؟ ماذا بعد العصيان؟ هل يستجيبون لفكر ومنهج السودانيين الذين احتفوا مؤخرًا بملحدي السودان والعالم الإسلامي؟ أم بالزنادقة الذي تباهوا علنًا بأنهم لا يؤمنون ولا برسوله الكريم، ونشروا صور للخمور التي يتعاطونها في بلاد الإفرنج إمعانا في استفزار المسلمين؟ أم لفتيات تبجحن بملء الفم بعصيانهن للنهج الإسلامي القويم؟ هذه المبررات التي أوردتها يا هنادي لا قيمة لها، لأننا شعب يدرك أن غياب البرنامج والفكر السياسي والاستراتيجية التي تدير السودان لاحقًا، سيقودنا حتمًا إلى ربكة وفوضى مدمرة.. لم نسمع حتى الآن سياسيًّا أو مفكرًا سطر لنا كيف يُدار السودان بعد سقوط الإنقاذ، استنكار ما يصرح به سياسيو الإنقاذ ليس مبررًا لإعلان نجاح العصيان والحياة في كل مدن السودان تجري على وتيرتها إلى أن يقيض الله لهذا الشعب المسكين من يسوسه وفق حاجاته الاقتصادية والاجتماعية والدعوية بشكل ينقذ البلاد من الاحتراب والصراعات التي لا تنتهي.. وجزاك الله خيرًا حتى وإن كان منطلق طرحك مناهضًا لقيمنا ومعتقدنا.. وشكرًا لك