يحافظ على درجة حرارة الجسم ويمنع جفاف البشرة.. الماء في الشتاء
راجع الطيب تقرير الفحص جيدا، ثم قال لمحمد صاحب الأربعين عاما: “ربك لطف انت اقتربت من الفشل الكلوى”، استنكر محمد الأمر ليس لأنه يشك في الفحص، ولكنه يظن مثل الكثيرين أن الفشل الكلوي لا يأتي إلا لشخص يعاقر الكحول على سبيل المثال، وينسى الجميع أن نقص الماء بالجسم يسبب الكثير من المشاكل الصحية، خصوصا في مثل هذه الأيام من فصل الشتاء، حيث يهمل الناس شرب الماء لعدم الإحساس بالعطش، ومحمد يعمل لأكثر من تسع ساعات في اليوم داخل مكتب شديد البرودة لوجود أجهزة تحتاج درجة حرارة معينة، وهو بينها طوال اليوم لا يشعر بالعطش، وبالتالي لا يكثر من شرب الماء.
الماء أساس الحياة
يدخل الماء في تكوين جسم للإنسان البالغ بنسبة 70% والمسنين 50% أما جسم الأطفال حديثي الولادة 80%، لذلك فإن قلة شرب الماء يؤدي إلى معاطب صحية قد تصل حد الوفاة، بالتالي يجب شرب كميّات كافية منها بمقدار يعادل لتراً ونصف إلى لترين يوميا على الأقل في الأوقات الآتية: قبل النوم مما يساعد على الوقاية من السكتات القلبية، وبعد النوم على الريق لطرد كميات هائلة من السموم، وطرد الأملاح الزائدة والبروتينات والدهون الزائدة أيضا، وقبل الأكل حتى لا تفرط في تناول الطعام، وعلينا الحرص على تناول الماء خاصة في فصل الشتاء الذي يقل فيه الإحساس بالعطش، وفي ذات الوقت يفتقد الجسم كميات كبيرة من الماء عبر التنفس حسب قول الخبراء.
الأزيار تحافظ على درجة حرارة الجو
في مجرى الحديث، يقول إبراهيم موسى (سائق): “بحكم طبيعة عملي أتناول قدراً كافياً من الماء، كوني أتعرض لحرارة الطقس المباشرة طوال اليوم في الأثناء ما يجعلني متلهفاً إلى الماء دوما”. وأضاف: “ونحن نكابد ازدحام شوارع العاصمة على مدار الساعة، تحتاج أجسامنا إلى كميات مقدرة من السوائل، حتى نستطيع أن نقاوم هذا العمل الشاق، وللماء عدة استخدامات غير الشرب، ففي حالة ارتفاع درجات الحرارة أحرص على ملء قارورة مياة برفقتي، وعندما تحمو أشعة الشمس أصب الماء على رأسي وأغسل وجهي حينها تنتابني راحة، بالتالي أستطيع مزاولة عملي مرة أخرى”. واستطرد: “مع كل ذلك نحن أفضل حالا من الذين يقضون فترات طويلة داخل المكاتب ذات التكييف العالي، قطعا لا يتذكرون شرب الماء، وفي اعتقادي هذا سبب رئيس لتفشي أمراض كنا لا نسمع بها سابقا، ولا أخص حديثي بالمكاتب فقط بل معظم المساكن أضحت تهتم بشأن التكييف”. وعلق ساخرا: ” وبقوا ذي ناس بره وتركوا نوم الحيشات”، وزاد: “عمري يتعدى الخمسين والحمدلله لا أعاني من مرض عضال، ولن أنجرف نحو هذا التطور الملغوم في الحياة، مازلت أهتم بـ (الأزيار) كونها صحية وتحافظ على درجة حرارة الجو، لذلك تستطيع الشرب منها مهما برد الطقس”. وأوصى بالحفاظ عليها وترك حافظات البلاستيك التي لن تجلب لنا سوى الأمراض.
إحساس بالعطش
وإلى ذلك، أشار د.أمجد علي اختصاصي الباطنية والأمراض المعدية وماجستير طب المناطق الحارة، إلى أن الماء هو أساس كل كائن حي، كما يتكون جسم الإنسان منها بصورة كبيرة، وهو مهم لعمل الخلايا وتكوين كل سوائل الجسم، وعادة في الشتاء يقل إحساس الشخص بالعطش نسبة لانخفاض درجة الحرارة، بالتالي لا يتناول كمية كافية من الماء، ولا يحس مع مرور الوقت، وأيضا يعتقد كثيرون أن الجسم لا يتعرق في فصل الشتاء، وبهذا يحافظ على الماء بداخله، لكن الحقيقة العلمية هي أن الجسم يفتقد ذات الكمية عن طريق الجهاز التنفسي بالتبخر. وأكد: “لذلك لابد من تعويضه، ونوصي دائما بشرب الماء ولا تنتظر إحساسك بالعطش، ففي فصل الشتاء تحديدا يتداخل الإحساس بالجوع مع الشعور بالعطش، ويلجأ الفرد منا إلى الأكل، وينسى أمر الماء في حين أنه سبق الأكل بكوب ماء قد يأخذ الجسم حصته منها، ويذهب تلقائيا إحساسه بالجوع، ونكون تفادينا مسألة البدانة، بالإضافة إلى أنه مهم لنشاط الجسم وحيويته كون الجفاف يؤدي الى الخمول والإحساس بالتعب المستمر، ولا يدري الإنسان أنه فقط يحتاج إلى سوائل، وأيضا يساعد في عملية الهضم، ابتداء من المعدة، بجانب تسهيل عملية الامتصاص إلى الدم، وإخراج كثير من السموم عن طريق التبول، التي بدورها تتراكم في الجسم، وتسبب مشاكل صحية كترسبات الدهون على الشرايين، علاوة على ترسبات بعض المواد السامة على المفاصل وخاصة المسنين”.
في سياق متصل، تابع أمجد حديثه: “عدم شرب المياه يتسبب أيضا في جفاف البشرة وتشققها كما يحدث عادة في الشتاء، وبالتالي يؤدي إلى شحوب اللون، وللماء أيضا دور كبير في معالجة الإمساك، إذ يعمل على تسهيل خلط الطعام وامتصاصة، وأكرر أن شرب الماء بانتظام يجنب الشخص أمراض المصران العصبي من سوء الهضم وتراكم الغازات، وجل الأعراض المزعجة التي نشكو منها مع قدوم فصل الشتاء والبرد”. وأمّن أمجد على شرب الماء في الشتاء كونه يحافظ على درجة الحرارة الملائمة للجسم حتى تعادل درجة برودة الطقس الخارجي، وهي مهمة في الوقاية من الأمراض وتحديدا أمراض الجهاز التنفسي وأمراض البرد كافة.
الخرطوم: خالدة ودالمدني
صحيفة اليوم التالي