مزمل ابو القاسم

تحفة الشرطة

صدق سعادة الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين، المدير العام لقوات الشرطة حين قال: (ليس من رأى كمن رأى)، متعمداً تحريف المقولة الشهيرة، وساعياً إلى إقناع الزملاء الإعلاميين بعدم الاكتفاء بمشاهدة الفيلم التسجيلي الذي أعدته إدارة الإعلام حول مجمعات خدمة الجمهور التي بنتها الشرطة في الخرطوم وبحري وأم درمان، وحضهم على الانتقال إلى موقع الحدث.
* استجبنا لحديثه وذهبنا لنرى بأعيننا، وتأكدنا أن الشعار الشهير الذي ارتبط بحفظة الأمن منذ قديم الزمان (الشرطة في خدمة الشعب) تنزل تماماً إلى أرض الواقع، وتحول بكلياته إلى أجمل حقيقة.

* ما رأيناه أمس يفوق طاقتنا التعبيرية، ويتخطى حدود الدهشة إلى الإبداع.
* المجمعات المذكورة تعد من أكبر الإنجازات التي حققتها وزارة الداخلية عموماً، وقوات الشرطة على وجه الخصوص، لأن إنفاق مئات المليارات من الجنيهات لتيسير وتسهيل الخدمات المقدمة للمواطنين وإراحتهم من العناء يعد عملاً جليلاً، وإنجازاً فخيماً، يستحق أن تبذل له كل حروف المدح بسخاء.
* ابتداءً من غرة يناير المقبل، ستبدأ المجمعات الثلاثة في تقديم خدمات (خمسة نجوم) لمواطني العاصمة، بنظام النافذة الوحدة (ONE WINDOW OPERATION SYSTEM)، وستتلاشى عبارة (الشبكة طاشة) لأن التحفة الخدمية الجديدة مزودة بنظام تشغيل إلكتروني متطور، ومدعوم بتقنية (الفايبر)، ومسنود بثلاثة أنظمة للإنترنت السريع.
* يدخل المواطن المجمع وينجز كل معاملاته في مكانٍ واحد، مزود بكل وسائل الراحة، بل والرفاهية، من دون أن يتكبد عناء التجوال بين الأقسام التي تتولى استخراج الأوراق الثبوتية والمستندات الرسمية للمواطنين في ما سبق.
* المواقع الثلاثة مبرَّدة بأنظمة التكييف المركزي.

* كل مبنى مزود باثني عشر مصعداً، وبالمئات من نوافذ الخدمة لخدمات استخراج رخص القيادة وتجديدها، ورخص المركبات، وترخيص السلاح، والفيش، والرقم الوطني، والبطاقة القومية، والجوازات بكل فروعها (استخراج وتأشيرة).
* المغتربون سيودعون عهود المعاناة، لأن المجمعات الجديدة وفرت طابقاً كاملاً لخدمتهم، في كل موقع.
* حتى الجهات المرتبطة بعمل بعض أقسام الشرطة (مثل شركات التأمين) توافرت لها مواقع داخل المجمعات.
* الصالات المخصصة لخدمة المواطنين مزودة بأثاث فاخر، وإذاعة داخلية، ومسجد يتسع لألف مصلٍ، ومصنع لاستخراج الجواز الإلكتروني في كل مجمع، بطاقة تصل 230 جوازاً في الساعة، وتلك ميزة جديدة مكنت قيادة الشرطة من تخصيص مصنع الجوازات القديم لخدمة مواطني الولايات وسفاراتنا بالخارج، وستجعل استخراج الجواز الإلكتروني في اليوم نفسه متاحاً.

* كل ذلك العمل الضخم تم في ثمانية عشر شهراً فقط، ونتمنى له أن يعمر عشرات السنوات، لأن التحدي الأكبر الذي ينتظر قيادة الشرطة ينحصر في كيفية المحافظة على تلك التحفة البديعة، وإدارتها بطريقة عصرية تتناسب مع جمالها وحداثتها وضخامتها وأهميتها البالغة بالنسبة إلى المواطنين.
* التقطنا عشرات الصور، وقررت شخصياً أن أزور تلك المجمعات بعد ستة أشهر من الآن (إن كان في العمر بقية) لأرى، هل ستبقى على جمالها الحالي، ونظافتها اللافتة، وحداثتها المثيرة للانتباه، وتحقق الهدف الذي أنشئت من أجله، أم تتدهور وتفقد بريقها الأخاذ بمرور الوقت، ككل الأشياء الجميلة في السودان؟.

مزمل ابوالقاسم – للعطر افتضاح
صحيفة اليوم التالي

‫3 تعليقات

  1. هذه هي البشريات والبدية فقط وحتماً سوف ينتقل هذا العمل لبعض الولايات مدني وبورتسودان والابيض ودنقلا
    ويبقي الشيء المهم هو المحافظة عليها لأن التجارب في كثير من المنشأت الحكومية بعد عام يتغير شكلها وادائها