إنزل الشارع سيدي الوزير
* صدق أديبنا العالمي الطيب صالح عندما قال ( من أين أتى هولاء)، وزراء ومسؤولين علاقتهم بالمسؤولية كعلاقتي بعلم الفلك والذرة.
* بعد أن تفننوا في إستفزاز المواطن وشتمه والسخرية منه ونعته بأبشع النعوت، هاهو وزير المالية السابق، النائب البرلماني، وأحد الذين تسببوا في وصول الاقتصاد السوداني لغرفة (الإنعاش) علي محمود، يواصل نهج أهل الانقاذ في (التريقة) علي المواطن، وتفوق عليهم هذه المرة بجهله التام بحال المواطن وتردي الحالة الاقتصادية في جميع البيوت السودانية وهو يتحدث بلهجة متعالية يقول فيها أن الخير وفير منتج، وكل شيء متوفر في السودان.
* ودعاهم مرة أخرى للعودة لتناول (الكِسْره)، لأن الرغيف الذي يأكله المواطن السوداني (جودته) على مستوى دول الاتحاد الاورزبي على حد قوله.
* محمود يؤكد أن مسؤول النظام لازال بعيداً جداً في إحساسه بما يتخذه من قرارات تجاه المواطن، والدليل على ذلك (تهيأه) أن الكسرة هي السلعة (الأرخص) على جيب المواطن وهو لا يدري أن (لفَة) الكسرة الصغيرة جداً سعرها يساوي سعر الرغيفتين التي يستكترها علينا وهو يمتنَ علينا بها بأنها على مستوى الاتحاد الاوروبي.
* الوزير السابق والنائب الحالي لا يدري أن تناول الكسرة بات لدي بعض الأُسر أضحى (ترفاً)، وأن الكثير جداً من الاسر في الاطراف والهامش نسيت طعم الرغيف ناهيك عن الكسرة، لأنها باتت تعتمد أصلاً علي أسوا أنواع الذرة وأرخصها، وهناك من يعتمد علي (القرقوش) من بواقي رغيف وبقايا طعام موائد (الأكابر).
* والذي يعلمه أولاً يعلمه محمود أن سياساته الخرقاء هي التي أوصلت الكثير من الاسر لبراميل (القمامة) متقاسمة بقايا المطاعم والكافتريات وموائد (الاكابر) مع القطط والكلاب الضآلة.
* الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تجاوزه لمصادرة حق المواطن في التمتع بالحديث تلفونيا، برفع القيمة المضافة على المكالمات بنسبة 5%.
* المسؤولين وأولهم علي محمود يرون بعجرفة، أن (زيادة الاتصالات حيدفعا الزول البيتكلم وليس الشركة، وأن زيادتها تمت عشان ما تتكلموا ساي) حسب قول محمود، وأردف (كل من يتكلم لابد أن يدفع للحكومة التي توفر الفضاء ولا عيب في ذلك).
* المحادثات التلفونية التي أصبحت ضمن السلع التي أحكم النظام سيطرته عليها وبالغ في رفع قيمتها، بهدف إستغلال المواطن وضخ المزيد من الاموال في خزينة الدولة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تحجيم المواطن عن التواصل السهل، لعلمهم التام بأن الاتصالات إختصرت الزمن وإختزلت المسافة علي المواطنين، وبالتأكيد راحة المواطن لم ولن تكن ضمن أولويات النظام.
* حديث ود محمود له ما بعده، ولن يكون الأول ولن يكون الاخير وحتماً سنعود لهذا الحديث لاحقاً، وقبلها نهمس في أذن علي محمود، (أنزل الشارع) وغبَر رجليك قليلاً في سوق 6 بالحاج يوسف، أو سوق صابرين ، أو أسواق امبدات والحارات، لتعرف كيف يعيش مواطنك، عندها فقد ستعي حجم المسؤولية ومعني الحديث الشريف(كلكم راع وكلكم مسؤول).
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة
لا اخشى على هذه الحكومه من المعاضه فهى اضعف الضعف ولكن مثل هولاء الذين يستفذون الشعب ولا يعيشون واقعه