محاسن هارون: رفع الاثقال ليس حكرا على “الرجال.. ولاعبات “شمال كردفان” الافضل على مستوى السودان
الرباعة السودانية” وصاحبة “فضية الصين” في مقابلة مع صحيفة “الجوهرة”*
————————-
*محاسن هارون : انتظر التكريم من رئاسة الجمهورية*
—————————-
*انا جديرة بالحصول على رعاية “الهلال والمريخ”.. وافكر في الاعتزال بعد “اولمبياد طوكيو”*
——————————-
*”رفع الاثقال” ليس حكرا على “الرجال”.. ولاعبات “شمال كردفان” الافضل على مستوى السودان*
محاسن هارون.. فتاة نحتت على الصخر وتحدت الصعوبات، بداية من التكوين البيالوجى، لتثبت للرجل بانها لاتختلف عنه كثيرا، لا يختلف اثنان على موهبتها فهي صاعدة بسرعة الصاروخ الي العالمية، في لعبة رمى الجلة والرمح ورفع الاثقال، اخذت من منهم قوة الشخصية التى تفصلها شعرة معاوية عن الغرور وهى تردد: “أن رياضة رفع الاثقال ليست حكرا على الرجال نحن تفوقنا، وتحملنا اكثر” وترى ضيفتنا أنها جديرة بالوصول لحلمها الاحترافي، مهما كانت الصعوبات التى تواجهها وغيرها فى فمه ملعقة ذهب ورغم ذلك تتفوق عليهم، فمنذ أن اقتحمت مجال الاوزان و وضعت قدمها في الملاعب وعمرها 12 عاما، وهي حديث الكل.
*ماذا تقولين لمن لا يعرف البطلة محاسن..؟
– محاسن هارون.. لاعبة المنتخب السوداني لرفع الاثقال ولاعبه العاب قوي رمي جله ورمي رمح ومدربه لياقه بدنيه وايروبك وزومبا من بنات الابيض 1989 جميع مراحلي الدراسيه في الابيض بدأت الرياضه من الدورات المدرسيه بدايه في العاب القوى ثم رفع الاثقال اول مشاركة لي كانت في بطولة محلية عام 2006 بالابيض ثم المشاركة في دورة الالعاب العربيه 2007بمصر واحرزت المركز الرابع ثم البطولة العربية بيالعراق 2009، واحرزت ثلاث ميداليات برونزيه ثم 2010 البطوله العربيه بالاردن واحرزت ثلاث ميداليات فضية، ثم دوره الالعاب العربيه 2011 الميداليه الفضيه ثم بطوله العالم للجائزة الكبرى بيالصين واحرزت الميداليه الفضيه في نفس عام 2011 ثم عام 2012 البطولة الافريقية بنيروبي بكينيا، والمركز الخامس على مستوى افريقيا ثم 2013 كاس العرب بالاردن ثم ثلاث ميداليات فضيات وبطولة الاندية العربية باسم نادي المريخ السوداني ثلاث ميدالية فضية، ثم 2014 كاس قطر الدولي لرفع الاثقال فى 2015 دوره الالعاب الافريقيه بالكنغو برازفيل، واحرزت المركز التاسع ثم بطولة كاس قطر 2016 احرزت المركز الرابع بالاضافة لتصنيفي افضل لاعبة في السودان في عام 2006 وبالاضافه لحصدي جميع الميداليات الفضية والذهبية في العاب القوى في رمي الرمح والجلة من العام 2010 الى العام 2015.
*بداية مبروك وما هي حكاية المركز الثالث فى بطولة كاس قطر؟
– مبروك لكم ولكل من ينشط في المجال الرياضي على مستوى السودان.. حصلت على المركز التاسع نسبة لدمج الاوزان مع بعضها.. لكنني لو لعبت في ميزاني الاساسي لاحرزت المركز الثالث كما جاء تساؤلكم.
*هلا شرحتي لنا وللقراء دمج اﻻوزان وهل كان خصم عليك؟
اكيد خصم علي انا وكل اللاعبات في وزن 75 لاننا نلعب في وزن غير وزننا فهناك فرق في الارقام بمراحل متقدمه لانه معروف اصعب واشرس وزن في الاوزان كلها، بمعنى اخر اضطريت لرفع وزني حتى العب فى الوزن المفتوح لانهم دمجو ميزانين في ميزان واحد وهو وزن 75 ووزن “+75 “يعني الغاء الوزن 75 الذي كنت العب فيه +75 وانا اضطريت لرفع وزني خلال البطولة حتى استطيع المشاركة بالبطولة كلها، اصبحت 4 موازين بدل 7 موازين الرسمية للسيدات.
*هناك صعوبات واجهتك قبل المشاركة فى اخر بطولة ؟
– لا لم اجابه اي صعوبات بل العكس، تمت الاجراءات بكل سهوله وشاركت بعد تسلم الدعوة والتذاكر من الاتحاد العربي عبر الاتحاد السوداني، وهذا ما يخص بطولة قطر.
*ماذا عن الصعوبات التى تواجهك فى المشاركات الخارجية؟
الصعوبات التى تواجهني كثيره جدا خلال كل مشاركاتي الخارجيه نسبه الاعداد للمشاركات بسيطه جدا، واطول معسكر اعداد بكون مدته شهر وهذا يؤثر في اداء اللاعب ويكون محدود الانجاز، وثانيا عدم وجود مدرب الا مرات معدودة انا الان لايوجد عندي مدرب متخصص بتماريني او الاشراف على اعدادي كل هذا افعله بنفسى فى حدود امكانياتى.. فى الدول الثانيه معروف بان اي بطلة عندها مدرب وعندها معسكرات ورواتب وحوافز بتجيها، ونحن نظم لنا معسكر مرتين فقط لدورة الالعاب العربيه 2011 واخر لدورة الالعاب الافريقيه 2015، ونحن لارواتب ولاحوافز من الوزارة ولا من الاتحاد ولا توجد جهات تتقدم للرعاية وتبني الابطال، كما يحدث في الدول الاخرى، لا نجد سوى النثرية اثناء المشاركات الخارجيه والتي لا تتعدى الـ 100 دولار.
*نظرا لتحقيقك عديد الانجازات.. هل يتم تكريمك اثر كل انجاز ؟
– ابدا لا يوجد ادنى تكريم، على اي انجاز، واذكر ان المرة الوحيدة التي لاقيت فيها التكريم كانت عبر الوزير حاج ماجد سوار وتحديدا في 2011 بعد فضية الصين.
*في ظل ردود الافعال الايجابية من الاعلام السودانى وانتشار مواقع التواصل.. وظهورك بصورة واسعة عبر صفحتك الشخصية والقروبات، كونك حصلتي على أول ميدالية عالميه نسائيه في منشط رفع الاثقال للسودان هل تنتظري تكريمك من وزارة الرياضة..؟
– انتظر التكريم من رئاسه الجمهورية، ليس من وزارة الرياضة، سيما وانني اول امرأة سودانية تلعب لعبة شاقة وصعبة، مثل رفع الاثقال وتحقق انجازات وتنافس وترفع علم بلدها في كل المحافل على مدار عشر سنوات متتاليات يستحق التكريم، الذي انتظره من فخامة المشير البشير شخصيا، ان شاء الله.
*هل تتوقعين تحقيق السودان لميدالية أخرى.. وعن طريق من ؟
– بالطبع اتوقع ذلك.. بل واعمل على ان يأتي حصد الميدالية عن طريقي.. او وعن طريق اللاعبات الناشئات، حال وجدن الاهتمام والرعاية وتوفير معينات التدريب والمعسكرات والتأهيل على اعلى مستوى.
*من هن اللاعبات اللاتي تقصدين..؟
– اقصد لاعبات ولايه شمال كردفان الناشئات.. لهن مستقبل مشرق لان ادائهن وطموحهن يساعدهن على تحقيق الانجازات
* وماذا عن لاعبات العاصمة الخرطوم؟؟
– توجد لاعبات قويات ايضا.. ولكنهن قليلات، مقارنة بولاية شمال كردفان التي تستند على مؤسسة رياضية تضم خامات ناشئة متميزة.
*حدثينا عن شعورك عند تأهلك للنهائيات اﻻخيرة واحراز ميدالية ورفع علم بلادك ؟
– شعور لا يوصف بطبيعة الحال.. لان مشاركتي جاءت ضمن 51 دولة وفي بطولة دولية .. سعدت جدا برفع علم بلادي بين الدول.. واحراز الميداليات حلم اي رياضي.
*بالنظر بعيدا في الخطط.. ماذا عن طوكيو 2020 ؟
– طوكيو حلم ما قبل الاعتزال.. واخطط لها بشكل جيد.. قريبا جدا ساباشر العمل في التحضيرات مع الاتحاد بداية من استقدام مدرب متخصص يشرف على مستواي ويدربني حتى ولو على نفقتي الخاصة، لاتمكن من التأهل الى الاولمبياد، علما بانني كنت قريبة جدا من المشاركة في “اولمبياد ريو” السابقة، ولو شاركت سأكون من الـ 8 الاوئل في البرازيل بس للأسف لم يتم تأهيلي.
*لماذا تفكرين في الاعتزال.. على الرغم من صغر سنك..؟
بعد الاولمبياد ان شاء الله، ساتوجه الى التدريب لاكون اكبر فريق نسائي في السودان ليمثلنا في جميع المحافل.
*مع دعم وإبراز قدرات المرأة، شكّل الاتحاد البحريني لرفع الأثقال وكمال الأجسام أول منتخب نسائي لرفع الأثقال، ليكسر احتكار الرجال لهذه الرياضة، ويعطي المرأة حق ممارسة لعبة “الأوزان الثقيلة”.. هل نحن بحاجة الى تلك الفكرة..؟
– لسنا في حاجة لذلك.. لاننا سبقناهم على هذه التجربة، بعد تكوين اول فريق سوداني يتكون من عدد من اللاعبات.. ومثلنا السودان عام 2007 في مصر لكن عدم الاهتمام فكك المنتخب.. مثلنا السودان خلال السنوات العشرة السابقة.. الآن كل لاعبات المنتخب تركن المنشط، بعضهن انشغل بحياتهن الخاصة وتكوين الاسرة.. واخريات اتجهن لرياضات اخرى، سيما وان رفع الاثقال بحاجة لتوفير الامكانات الضخمة.
*حال تمت اعادة تكوين المنتخب.. هل انت جديرة بقيادة امره..؟
– بالطبع.. جديرة بصناعة فريق يمكنه ان يحقق النجاحات اللازمة.
*هل هذه ثقة ام غرور..؟
– ثقة في امكاناتي، التي اكتسبتها من الاحتكاك والتدريب والخبرات التي حصلت عليها اثر عملي مع مدربين من مختلف الدول.
*هل تحتاجين لمدربة اجنبية لمساعدتك على تلك المهمة..؟
– لماذا اجانب.. نحن احسن منهن بكثير.. لكن تنقصنا الاماكانات.
* يرى البعض ان مشاركتك في احدى البطولات الدولية كانت صدفة.. وهل يعترف بالصدفة فى قانون رياضة رفع الاثقال ؟
– الصدفه لعبت معي دور في بطولة العالم للجائزة الكبرى بالصين.. كنت المرشحة الثالثة واخذت المركز الثاني بالصدفه لخروج البطلة الصينية من المنافسة.. وبذلك حققت ابرز واكبر انجازاتي في بطولة العالم للجائزة الكبرى بالصين وحصلت على الميدالية الفضية، فضلا عن فضية الالعاب العربية بقطر.
ممارسة رياضة رفع الأثقال.. ألا تؤدي إلى مضاعفات صحية على الفتاة، او تتعارض مع أنوثتها..؟
-لا تتعارض.. بل العكس تصبح الفتاة قوية وجسمها متسق ورشيق
*هل واجهتي انتقادات..؟
-بالطبع واجهت الكثير من الانتقادات في بادئ الأمر.. ولكن مع الوقت وبعد اثبات موهبتي، بدأ المتابعون الاقتناع بأن رياضة رفع الاثقال ليست حكرا على الرجال، وأن الموهبة هي الفيصل.
*ماذا اعطتك هذه الرياضة وماهى التحديات..؟
اعطتني الكثير.. بداية من حب الناس والشهرة.. واعطتني الثقة بنفسي ومكنتنى من مواجهة اي كبيرة وصغيرة.. اما التحديات يكمن اهمها في نظرة المجتمع باعتباري بنت وارفع حديد.. لكن الحمد لله.. اجتزت هذه النظرة الضيقة.
رياضة رفع ﻻثقال اكثر ذكورية.. هل نجحت المراة فى هذا المجال..؟
– نعم نجحت.. وتحدت الرجال.. برفعها لنفس الاوزان وتحقيق الارقام القياسية.. المصريه شيماء خلف رفعت 150 كيلو جرام نتر و111 خطف، ونهله رمضان ايضا كثير.. وهنالك الكثيرات اللاتى احرزن ارقام مثل ارقام الرجال.
*فى رايك ما العائق الذى يقف بينك وبين البطوﻻت؟
– المعسكر الجيد.. لو توفر لي فانني اراهن على تحقيق الرقم الاولمبي في وزني وتحقيق ميدالية اولمبية.. كل ما اطلبه جهة ترعاني وتوفر الراتب والمدرب والمعسكر لمدة عام فحسب.
*سبق وان استفدت من رعاية نادي المريخ..؟
– نعم.. واناشده تجديد الرعاية مرة اخرى.. بعد ان رعاني في 2013 حيث مثلته في الاردن واحرزت ست ميداليات.
*هل يمكن للهلال ان يرعاك..؟
– ما المشكلة في ذلك.. الهلال او المريخ من يرعاني ألعب باسم ناديه.. وكل انجازاتي تحسب له.
*من واقع سفرك الدائم ومتابعاتك الرياضية اﻻ ترين ان هنالك تخبط رياضى فى جميع ضروب الرياضة كرة قدم وسلة ورفع اثقال وغيرها من الرياضة.. دائما نسمع ضجيج وﻻ نرى طحين.. اين العلة فى نظرك..؟
– هذا صحيح.. التخبط حاصل في جميع المناشط.. ولايوجد اي ترتيب وتاهيل لاي منشط.. ارى ان العلة تكمن في غياب التخطيط السليم والتدبير لاي نشاط.. وتأهيل الفرق من الناشئين.. كما يجب الاعتماد على ادارات متخصصة وكفاءات يستهدفون النهوض بالمنشط بدلا عن التجار الذين يديرون المؤسسات الرياضية لتحقيق المصالح الشخصية.
* بعد اقتحامك مجال الاعلان.. هل ترين ان هذا المجال خصم على النجم ام اضافة..؟
– اكيد اضافة.
* وهل ترين انك مشهورة بما فيه الكفاية لتقومين بعمل اعلان؟
– بالطبع مشهورة.. وعمل الاعلان يتطلب شخص جدير وذو شخصية قوية حتى يعكس للناس الصورة المقصودة.. ويحفز المشاهد على التعامل مع المنتج او المعلن عنه بصفة عامة.. وانا جديرة بذلك نسبه لتفرد شخصيتي ونوع نشاطي بوصفي سودانية تحمل مئات الكيلوهات من الحديد.. واخر اعلان كنت ضمن صورة البوستر الرئيسي في المركز الذي اعمل به في “الجيم”.. وكثيرون جذبهم البوستر، وقفتي وابتسامتي وانا ارفع الحديد.
حوار : احلام مجذوب
الجوهرة