عثمان ميرغني

خذوا الحكم من (مذيعة قناة CNN)!


حديث المدينة السبت 21 يناير 2017

أتمنى ألا تكون فاتتكم متعة مشاهدة مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترمب” أمس في (الكابتول).. بعد انتهاء المراسم سار ترمب وزوجته مع سلفه أوباما وزوجته حتى سلم الطائرة الهيلوكبتر.. ثم عانقه بحرارة مودعاً، وصعد أوباما مع زوجته “ميشيل” إلى داخل الطائرة.. وأغلق الباب، ورُفع سلم الطائرة.. ثم بعد قليل ارتفعت الهيلكوبتر عن الأرض، وحلقت في السماء.
مذيعة قناة CNN التي كانت تعلق على الهواء مباشرة قالت بصوت مؤثر: (رغم أن أوباما يعلم من أول يوم دخل فيه البيت الأبيض أن لحظة الوداع قادمة لا ريب فيها.. إلا إن الأمر عندما يصل مرحلة الحقيقة يصبح مؤثراً وحزيناً للغاية.. لكن هذا ما تركه لنا “آباؤنا المؤسسون”..).
رغم إنها جملة عابرة.. إلا إنها تصيب كبد الحقيقة التي ظللت أكتب عنها كثيراً.. بل وأفردت لها فصلاً كاملاً في كتابي (كيف أضاعوا السودان).. قلت إن (الآباء المؤسسين) في السودان لم يتركوا لنا إرثاً مؤسسياً يبني وطناً مستقراً.. كل الذي خلفوه لنا معارك سياسية، و(يوميات) لا تصلح أساساً لوطن شامخ قوي بمؤسساته وشعبه..

نحن وطن فاقد لمفاهيم قيم التأسيس الأخلاقية، التي تمثل أحد أهم أركان بناء الأمة القوية المستقرة.. فالوطن ليس مجرد حدود سياسية، بل قيم راسخة عميقة الجذور.
ما نعاني منه اليوم لن ينقشع بمخرجات حوار مهما كثرت.. ولا بحكومة (وفاق وطني) مهما احتوت من ألوان الطيف السياسي.. بل بإعادة بناء المفاهيم التي يجب أن تقوم عليها الدولة السودانية.. فنحن دولة بلا (آباء مؤسسين)، وبلا مفاهيم.. تحكمها (يوميات) تدير الأزمة المزمنة.

إعادة هيكلة الدولة السودانية تتطلب النظر بعمق في دور (طبقة السياسة) في الدولة.. لن يهتم أو يقلق المواطن بمن يحكمه إن لم يكن مصير المواطن مرتبطا بمن يحكمه.. فالمطلوب إذن (تصغير الحكومة) لصالح (تكبير المجتمع).. أن تصبح الحكومة مجرد الجسم السيادي المنظم، بلا تغول على قدرة المجتمع في حكم نفسه.. لكن الواقع الراهن، الحكومة تزداد تغولاً على حياة المواطن إلى الدرجة التي تشتري له (الشيلة)، وتحتفل به في الزواج الجماعي.
هذا ليس مجرد (تنظير) بعيداً عن واقع التطبيق، فالأمم المتقدمة الراشدة في عالم اليوم تقوم على مثل هذه المفاهيم.. تنزوي الحكومة في أضيق مكان، وتترك المجتمع يدير نفسه.

فصل السلطة عن الثروة.. واقعنا اليوم على قدر أهل السلطة تؤتى الثروة.. يجب ألا يرتبط القرار الإداري في أي موقع بالمال.. بتشريعات تكبل قرار التصرف في المال العام إلا وفق قانون وتفويض من البرلمان أو المجالس التشريعية.
هناك خلل في قوام وهيكل دولتنا.. تجعلنا ندور في دائرة مفرغة بلا طائل.. فالسودان ليس (دولة) بالمفهوم الحديث.. هو مجرد (عموديات).. كل عمدة مخير في عموديته بأوسع ما تيسر.

عثمان ميرغني
صحيفة التيار


‫5 تعليقات

  1. تتكون الدولة من ارض لها حدود معروفة زائد شعب اضافة الى قوانين تحكمة وتسيير امورة هذه القوانين يجب ان لا يتغول عليها احد قوانين ولوائح ثابتة تسمى دستور يستمد قوته من الدين والتقاليد والعرف . حكومة تتكون من مجلس رئاسى يتكون من كتل البرلمان المنتخب انتخابا شفافا بلا تزوير . مجلس وزراء يتكون من 14 وزير بدون وزراء دولة ( وزراء الدولة وزراء ترضيات ومحاصصات قبلية وحزبية وجهوية لا فائدة منها . وكلاء وزارات لهم صلاحيات تنفيذية واسعة وهم من التكنوقراط تدرجو من الدرجة التاسعة حتى الثانية او المجموعة الاولى. رجال يقدمون مصلحة الوطن على المصالح الشخصية . برلمان يسأل الظالم ويرد اموال الشعب المنهوبة . قضاء مستقل . نائب عام قوى . جهاز امن يتبع للشرطة ليس جهاز يسلط سيوفه على الموطنين العزل . نبدأ بدعم الزراعة وتقانة البذور وتطوير آلات الحصاد يتزامن مع اعادة تطوير المصانع وبداية الصناعة التحويلة اولا . نطور زراعة الصمغ العريى وتصنيعة داخليا ثث تصدير كسلعة صناعية وليس خاما . كل هذه تمنيات بسيطة وفى مقدور الدولة تنفيذها ولكن بقوة الارادة وعقلية الادارة

  2. لا يستقيم الحال الا في حال خروج الحكومة مما يؤثر في معاش الناس اي ان تخرج الحكومة من الخدمات العامة والتي تمثل معاش الناس … طاقة من غار وبترول وكهرباء…المياه من مخطات وتوزيع ومشتركين … الزراعة والتجاره والصناعة … تعليم وصحة … مثلما حدث بالاتصالات …. مسئولية الحكومة تنحصر في الامن ( شرطة وجيش وامن قومي) الخارجية ( العلاقات الاقليمية والدولية) … العدل والقضاء ….. بمعني فصل السلطة عن الثروه كما جاء بالمقال …. تري هنالك اشياء لابد من اعادة النظر فيها نتيجة الممارسات السياسية الماحقة من قبل ساستنا الاقطاعيين المكنكشين من القصور الي القبور … قديما قالوا ( جدودنا زمان وصونا علي الوطن علي التراب الغالي الماليه ثمن) …( السودان بلدنا وتب شبر ما بنديهوا الا مراكب العدو فوق دمانا تعدي) …والله المستعان

  3. يا اخي اتلهي بس انت رجل محبط طبيعيا ومريض نفسيا لاتعرف التطلع للجديد ولا يوجد بداخلك اي نوع من التفاؤل والامل .. ستعيش هكذا وستموت هكذا . يا اخي لكل شيء او حدث سلبياته وايجاته فلا يمكن دائما عثمان ميرغني نجتيف وباعث على الملل والامتعاض دا شنو الكبسة دا . ما بعرف زي النوع دا عايش كيف في بيته يكون محبطهم طول حياتهم .. ولا يعجبه العجب
    انتم الصحافيون ماهو دوركم في ترسيخ هذه المباديء التي تذكرها .. صفر افشل اعلام وافشل صحافة ولا تؤثر في تربية النشء او تصحيح مفهوم المواطن فقط يعتبرون الصحافي هو الذي يعرف يكيل السباب والانتقاص من الاخرين والتشنيع بكل ما لا يعجبهم .. اتحدى هذا العثمان ميرغني ان يبرز يوما مقالا واحد كتبه كنت فرحا او متفائلا او حتى لديه احساس بالجمال .. صحافي في شكله مبهدل حيجيب شنو ..
    قوموا بلا علقنة وانحطاك صحفي معاكم

    1. بغض النظر يا أخ MUKH MAFI عن حالة كاتب المقال سواءاً كان فرحان او زعلان هو يكتب ملاحظاته عن تاريخ قريب للبلد عايشه صغيراً ومازال يتألم من حال البلد وأسباب التخلُف التي سادت منذ سبعين عاماً والبلدان أخذت إستقلالها بعدنا هم وين والسودان وييييييين؟ وحالة الإحباط ليست حِكراً عليه فقط أنا متأكد أن أغلب الشعب السوداني مُحبط و قنعان من نتايج الستين عام ونحن محلك سر.

  4. أستاذ عثمان ميرغني والقراء الكرام إليكم عناوين خبرين وردا اليوم في الأخبار يثبتان مكتبت عنه من إختلاف ( آباؤهم المؤسسون) منذ سبعين عاماً تقريباً. اللهم أصلخ حال البلد بعد العُسر والضيق وإلى العناوين:-
    سياسية
    تجدد الخلافات حول الأحقية بمسمى حزب الأمة
    تحقيقات وتقارير
    قبل عودة المهدي.. صراع التيارات يتفاقم