عالمية

أوباما يرجم الإدارة الجديدة بحجر الوداع

تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى الانتقادات، التي وجهها باراك أوباما إلى الجمهوريين في آخر مؤتمر صحافي له، مشيرة إلى أنه يغمز من قناتهم في المرة الأخيرة.

جاء في مقال الصحيفة:

دعا الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما وسائل الإعلام إلى الاستمرار في توجيه أسئلة محرجة إلى السلطات؛ مشيرا إلى أن مراقبة عمل السلطات هو إحدى مهمات الصحافيين. وكان دونالد ترامب، الذي ينصَّب يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري رئيسا للولايات المتحدة، قد انتقد وسائل الإعلام عدة مرات.

وأشار أوباما إلى أنه كان “يسعده العمل” مع ممثلي وسائل الإعلام خلال ثماني سنوات من حكمه، مذكرا بأن الصحافة الحرة، هي إحدى الوسائل الرئيسة المكونة للديمقراطية الأمريكية. ودعا رجال الصحافة إلى عدم الخوف، وطرح أسئلة معقدة ومحرجة ونقل المعلومات الكاملة بصدق إلى القراء.

وقال: “لا ينبغي أن تكونوا متعصبين، عليكم أن تكونوا مشككين، وعليكم طرح أسئلة صعبة علي. يجب أن يكون موقفكم حازما مع، الذين بيدهم سلطة كبيرة، ومراقبتهم، لأننا مسؤولين أمام المواطنين الذي انتخبونا”.

ويذكر ان ترامب انتقد قبل أيام عددا من وسائل الإعلام بسبب تسيسها. وقد أطلق عليها اسم “كومة قمامة” على موقع Buzz Feed، الذي نشر عدة موضوعات عن صلاته المزعومة بموسكو. كما انتقد “سي إن إن، لأنها تنشر “أخبارا مضللة”. كما اتهم في موقعه على شبكة تويتر قناة “إن بي سي” بـ “التحيز”.

كما أنه منع الصحافيين من الدخول إلى فندق ترامب الدولي في واشنطن حيث يقيم دونالد ترامب، خلال فترة التحضير لمراسم تنصيبه رئيسا للبلاد.

تقول الباحثة في مركز دراسات أمريكا الشمالية، فكتوريا جورافليوفا، كانت غالبية وسائل الإعلام تساند هيلاري كلينتون خلال الحملة الانتخابية، وتنقل صورة سلبية عن ترامب. لذلك ليس مستغربا أن يكون هذا موقفه ضمن هذا السياق من وسائل الإعلام.

وأضافت: “أما بشأن علاقته مع الصحافة في المستقبل، فإنها تتوقف على مستوى صداقة المؤسسة السياسية معه. لأن درجة كبيرة من هذه الضجة حول ترامب سببها ضغط المؤسسة السياسية عليه، بما في ذلك عبر الصحافة”.

ويذكر أن عددا من أعضاء فريق ترامب اقترحوا نقل قاعة المؤتمرات من البيت الأبيض إلى مبنى منفصل، وقد برر رئيس إدارة ترامب رينيس بريبوس هذا المقترح بعدم كفاية المقاعد في قاعة البيت الأبيض.

أوباما من جانبه، أشار في مؤتمره الصحافي إلى أن العلاقات الأمريكية–الروسية ساءت نتيجة ازدياد عدم الثقة بين موسكو وواشنطن بعد مجيء فلاديمير بوتين إلى السلطة. وقال إنه كان كما العالم كله يريد علاقات “بناءة” مع موسكو، وإنه بنى سياسته في هذا الاتجاه خلال فترة حكمه. وأضاف: “عندما بدأت فترة ولايتي الأولى، حاولت حفز روسيا لكي تصبح شريكا بناء في المجتمع الدولي و… نوعت مصادر اقتصادها. بيد أن من العدل الإشارة إلى أن بوتين عندما عاد إلى السلطة كانت مواقفه من القضايا الدولية كما يبدو مبنية على اعتبار أن أي عمل للولايات المتحدة هو موجه ضد روسيا”. و”هذا ما عقد علاقاتنا”.

وتشير جورافليوفا إلى “وجود نزعة لدى الأمريكيين إلى شخصنة النزاع في العلاقات الثنائية، وأن العديد من المسؤولين وليس أوباما فقط، عندما يدور الحديث عن نقاط سلبية ما فهم بدلا من استخدام كلمة “روسيا” يقولون “بوتين”. وهم بهذا يحاولون تركيز الاهتمام على أن المشكلة ليست في البلاد نفسها، بل في زعيمها، وإذا تغير ذلك فسوف يختلف كل شيء”.

روسيا اليوم