المقالات

(كرور الحوار.. تستاهلوا)..!!

* بعض أقوال الحكماء إذا (لصَقت) بالذاكرة وصارت جزء من السلوك اليومي ــ بالمراجعة ــ فهي كفيلة بتحصين الأنفس..! ومما أتذكره صباحاً ومساء؛ جواب ذلك الحكيم الذي سُئل: بما ينتصر الإنسان على عدوّه؟ فقال: بإصلاح نفسه..!
* تمعنوها ــ الحكمة ــ وأنتم في السودان؛ حيث العدو معك في كل مكان؛ أو على بابك..! ألا وهو السلطة التي تحكم بالفساد والإفساد وقد خبر الناس خبثها..! لكن تجربة 28 سنة من حكم البشير لم تعلّم الجماعات والأحزاب (الكرور) السعي لإصلاح (أنفسها) بالتروي والحذر من (الطَيش) على الأقل؛ فاندفقت بكل لزوجة موالية للحزب الحاكم في حواره الذي فرضه لوحده وحدد مراميه لوحده أيضاً.. (لا شريك له) في ما اسماه (الحوار الوطني) الذي ابتدأ في العاشر من اكتوبر 2015م ولم ينتهي لشيء مرجو.. بل لن ينتهي إلاّ بما يصبو إليه طغاة الخرطوم..!
* معذرة للقارئ باتخاذنا كلمة في العنوان يختلف معناها الفصيح كلياً عن ما نقصده؛ (فالكرور) كما تعارفنا عليها في عاميتنا السودانية؛ كلمة قد تعني مجموعة الأشياء العشوائية المتداخلة؛ وربما الأغراض المتزاحمة التي لا قيمة لها.. وتحتمل الكلمة الدارجة أكثر من معنى حسب الحالة.. لكنها في حالة (تحالف القوى المعارضة بالحوار الوطني) تنحدر لأدنى معانيها..!
* التحالف المذكور ــ بحسب صحيفة التيار ــ اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم بقتل الروح الوفاقية التي كانت تسود أروقة الحوار الوطني، وتشتيت معارضة الحوار بطرح محاصصات بعيدة عن آلية الحوار المعنية بذلك.
ــ وهل المؤتمر الوطني في الأساس حزب وفاق أو سلام؟!
* لمن فاتته (ولوَلة) الذين ارتضوا أن يكونوا أذيالاً لحزب البشير؛ سنضطر لنقل المزيد من الخبر الممل: (قال الأمين العام لتحالف القوى المعارضة بالحوار؛ إن هناك اتفاقاً بين المؤتمر الوطني وأعضاء آلية الحوار الوطني من أجل تمرير أجندة الوطني، والتخلص من التزامات القوى المعارضة بالحوار التي فوضتهم، وسمحت لهم بالمشاركة في الآلية؛ بغرض الاستئثار بالمناصب في الحكومة المقبلة)، وتابع الأمين العام ــ عبدالعزيز دفع الله ــ بالقول: “حزب الحقيقة الفيدرالي بقيادة فضل السيد شعيب، وتحالف الشعب القومي بقيادة عثمان أبو المجد خرجا من تحالف المعارضة؛ من أجل إرضاء الوطني”، وقطع أن الآلية الموجودة ــ حالياً ــ بالحوار لا تمثل المعارضة.. الخ).
ــ إزاء ما تقدّم لا نملك (لفقاقيع الحوار) سوى الجهر بالقول: (تستاهلوا).. فمن يتبع الدجاج معلوم (إلى أين سيقوده)..!
* منذ انطلاق بالونة الحوار؛ وطوال سنواته لم نكف عن تعرية أهدافه وتوضيح كافة ما يتعلق بحواشيه؛ إذ هو أصلاً بلا (متون).. وربما سئم القارئ ترديد سيرة الحوار عبر هذا العمود.. لكن ما بال هذه (الشـُّـلليات!) التي مسكت بقرة الحوار من قرونها انتظاراً لما يتبقى من لبن الحزب الحاكم (الفاسد)؟! ما بالها تسأم في نهاية المطاف وهي ترتضي ــ ابتداء ــ أن تكون جزءاً من ديكور مسرحية أو ضمن (كرور) الطغيان؟! مع العلم أن الأحزاب التي أكملت السخف داخل حوار الحزب الحاكم وهي تدعي (المعارضة)؛ لم تملأ كفتها بأية ضمانات سوى (عواطف) مضحكة لحد السقوط؛ ضمانات على شاكلة: (البشير هو الضامن للحوار)..!! والآن نتيجة العاطفة الفاشلة يجسدها (التباكي) ثم لوم من لا عهد لهم ولا (أخلاق).. كما يوضح النبأ..!
* في الخبر السالف اعتراف؛ بأن بعض الأحزاب أدخلت أياديها في مائدة الحوار (المسمومة!) إرضاء للحزب الحاكم..! الأكثر دقة مما قِيل أن الأحزاب المعنية (الكربونية!) وكذلك الجماعات الأخرى المشاركة في الحوار (الورقي)؛ تسعى لمآكلها ومشاربها ومآربها.. تنسى شيء اسمه الوطن.. بدليل أن الحوار المزعوم مرَّ بفترات كان الصراع فيها على (النثريات) لافتاً..! فالمال عدو الحكمة والرشد.. ومال الحزب الحاكم تحديداً عدو الإصلاح.. قلنا وقتها: (لا أحد يعمل لله.. لا أحد يعمل للوطن..! الكروش تحجب الرؤية الصائبة.. لكن يُحمد “للمنتثرين” عدم المطالبة بنثرية سجائر أو تمباك..! ثم ختاماً.. لا فرق بين الرزق والإرتزاق في ميقات الظلمة)..!
أعوذ بالله

أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. وما هو بديلك للحوار يا عثمان سعيد شبونة رابطة سنار الأدبية؟
    هل بديلك هو ياسر سعيد عرمان والحرب والضرب؟
    راحت عليك والله وفلاحتكم وراكم ليها الشعب السوداني يوم عصيانكم المزعوم.