لماذا السيد الصادق ؟
مع أحترامنا وتقديرنا وحبنا الكبير للسيد الصادق المهدى ومكانته الدينية والعائلية وإنجازاته الوطنية إلا إننا نناشده للمرة الثانية والثالثة أن يترك شؤون الحزب السياسية والإطماع الوزارية وهو فى عامه الثمانين والواحد جعله الله أيامه فى طاعته وشكره . التمسك فى الحزب الذى ظل أكثر من خمسين عاما لا يقدم جديد ولا يزيد عددا ولا يجمع صفا وليس له مشاركة وطنية وخارجية تُغير مجريات الأحداث ولا توجد له فروع بالولايات ذات نشاط الدينى والسياسى والإجتماعى والخيرى والثقافى يكون حزبا خاملا ومحتكرا وقبلي . وإتباع الحركات السياسية أو العسكرية التى أضاعت نفسها ووطنها وشعبها لم تصل الى مبتغاها لانها جربت كل السبل وضاعت بين الأطماع الشخصية ووعود الأعداء والإنشقاقات الداخلية.
السيد الصادق ما زال الكثيرون يحفظون لك مكانتك الدينية والأسرية يكفى حب السلطة والتسلط والتشرد من الوطن . الوطن هو أغلى شىء والعيش فيه بسلام وأمان وإحترام أجمل من فنادق اسمرة وأديس والقاهرة ولندن . عيش سعيدا بين أسرتك وأهلك وأتباعك وشارك شعبك وليستفيد منك طلاب العلم من ما تعلمت . زيارتك الأخيرة لمصر (وهى ليس زيارة إختيارية ) ماذا جنيت منها غير إنتشار صورك وأنت تحتفل بعيد ميلادك وتمارس الرياضة فى الوقت الذى يحتاج أتباعك الى دواء إنسولين .
السيد الصادق إنك تعلم علم اليقين بأن المُلك بيد الله يؤتيه من يشاء وأنت فعلت الأسباب وأرادة الله هى خير لك وهو العالم بكل شىء وعسى أن تحبوا شىء وهو شر لكم . جعل الله ذلك المنصب الذى تتطلعون إليه عسيرا عليكم لخيرا لكم . نتمنى أن تعود للأرض الوطن سالما وأن تختار الطريق الصحيح لهذا العمر وأن تعمل عليه وأترك الحزب وسياسته وتطلعاته لمن خلفك وأبناءك أعلم بخفايا السياسة والسلطة والجيل الحالى والتطور العصرى . عليك بالدعوة لله وهى أنسب لك والعمل على توحيد الصفوف وأنت أعلم بالمعارضة والحكومة والأهداف المبطنة للطرفين .
السودان ليس ملكا للأحد والخلود لله وهذه الحكومة التى طال حكمها ليس بمجهودها ولا عتادها وقوتها ولا سلطتها لكن هى إرادة الله فى خلقه وقد حكم فرعون أكثر فترة منها وهو يبطش بقومه ويعذبهم وموسى عليه السلام يدعوه للنجاة كما ورد فى الأثر ومكث نوح عليه السلام فى قومه أكثر من تسعمائة سنة يدعوهم للنجاة ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام ترك بيت الله وموطنه من مضايقة المشركين حتى عاد اليها فاتحا ومنتصرا بفضل الله . لايهمكم الإستقبال والإحتفال وغلإستقبال الحقيقى هو كما قال الله تعالى : (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ( الأنبياء 103) والله من وراء القصد.
عمر الشريف
هذه دعوة صادقة وهي امنية كل سوداني غيور على بلده وليس الصادق المهدي فقط بل كل السياسين الذين تجاوزوا السبعين .
وعلى كل من يتشدق بالديمقراطية الغربية ان يمتثل لكل متطلبات الديمقراطية فعندهم لا يحكم الحاكم اكثر من دورتين ولا وزير او رئيس وزراء اكثر من دورتين .
كفاكم يا رؤساء الاحزاب خمسون عاما واكثر ترؤس الاحزاب بلا برامج او خطط لتطوير الاحزاب بل توريث الاحزاب جيلا بعد جيل .