عثمان ميرغني

انقلاب عسكري.. أم ثورة؟؟


حديث المدينة الجمعة 27 يناير 2017

ليلة أمس شاهدت في تلفزيون السودان وقناة الشروق مشاهد من احتفال رسمي أقيم في ميدان الخليفة بأم درمان.. قيل إنه بمناسبة ذكرى تحرير الخرطوم في العام 1885م.

الحفل أكد لي ما ظللت أكرره.. أن (الثورة المهدية) في المخيلة السودانية باتت مجرد (انقلاب عسكري).. لصاحبه الإمام محمد أحمد المهدي.. تقزيم الفكرة والحدث في كونه مجرد معركة عسكرية صغيرة انتهت لصالح جيش المهدي.

ما حدث في 26 يناير 1885 هو ذروة التوهج لشعلة أوقدت قبل ذلك بأربع سنوات في الجزيرة أبا.. وما بين قوسي الحدثين سطر أعظم (وحدة وطنية) سودانية جمعت أهل الوطن من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.. لتنتصر الإرادة السودانية على أكبر دولة في “عالمذاك”.

وبهذه الصفة يجدر أن يكون يوم 26 يناير من كل عام هو (اليوم الوطني السوداني) ليحتفل به رسمياً داخل السودان وفي كل سفارات السودان.. بديلاً ليوم الفاتح من يناير ذكرى جلاء القوات الأجنبية من السودان.

السودان نال استقلاله في يوم 26 يناير 1885م.. لكن سوء الإدارة، وحشف الكيل الوطني أدى إلى دخول قوات أجنبية في 2 سبتمبر 1898 لتسيطر على البلاد لمدة 58 عاماً.. لكن حتى المستعمر لم يدعي أنه أسقط الدولة السودانية.. فاتفاقية الحكم الثنائي تتحدث عن (إدارة البلاد بوساطة دولتي الحكم الثنائي).. ولم يدخل السودان ضمن منظومة المستعمرات البريطانية بالنسق التقليدي تحت التاج الملكي.

لماذا ننكر أننا دولة مستقلة منذ أكثر من 132 عاماً.. ونعدّ أننا نلنا استقلانا- فقط- في العام 1956.. قبل 61 عاماً.. هذه قراءة خاطئة للتأريخ السوداني تهدر قيمة الإنجاز الضخم بكل المعايير الذي استمر إنجازه من العام 1881 في معركة الجزيرة أبا ليتوج بفتح الخرطوم في 26 يناير 1885.

اقترح أن يظل يوم الفاتح من يناير من كل عام مجرد ذكرى جلاء القوات البريطانية من السودان.. بلا عطلة رسمية.. فقط نكتفي بالبروتوكولات الرسمية على نطاق محدود في القصر الجمهوري.. بينما يتحول 26 يناير إلى (اليوم الوطني) السوداني الحقيقي الذي رسم معالم إيمان الشعب السودان بقوته وقدرته على تطويع المستحيل.. فيكون مناسبة رسمية تعطل فيها الدوائر الحكومية، وتحتفل بها سفارات السودان في الخارج، وتتلقى التهاني رسمياً من الدول الأخرى..

لكن؛ “وما أفجع لواكن البلد الملكون دائماً”.. يبدو أن حزب الأمة وكيان الأنصار– بلا وعي منهما بالأمر- يحتكران العلامة السياسية للثورة المهدية بصورة أضعفت قوميتها.. وتضافرت معهما رغبة الحكومة– كل الحكومات الوطنية بعد الاستقلال- في تهميش الحدث (26 يناير) حتى لا يثقل ميزان حزب الأمة، والأنصار السياسي.

وبين هذا وذلك.. دائماً تضيع مصالح الشعب السوداني.

صحيفة التيار


‫2 تعليقات

  1. يوم ٢٦ يناير ١٨٨٥ من أبشع أيام السودان بل والعالم دموية وبربرية ، تم ذبح عشرات الآلاف من الأبرياء علي اللون والهوية والقبيلة ، جمع قادة

    ذلك اليوم أرامل من ذبحوهم كسبايا وسراري ، وتقاسموا حليهن ومتعلقاتهم ، ظلت. الجثث ملقاه علي قارعة طرقات الخرطوم لأسابيع. دون ًان يسترها

    مدعي. الروءية النبوية والتدين ، هذه المذبحة. والإبادة البشرية. تستدعى تحقيقا شاملا وشفافا حتي تستقر أرواح. آلاف الأبرياء ، ويأتي مثل هذا

    الدعي ليقترح ان يكون يوم العار هذا ىوم استقلالنا !’!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    1. و الله يا قاضى فى ناس ترفع الضغط و عندهم خيال غريب يحول الجريمة و الكذب لبطولات وهمية, عجبي !!!