عثمان ميرغني

لماذا نحن دولة.. محرومة؟!


حديث المدينة الأحد 29 يناير 2017

يبدو أن الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” قرر أن يجرب حالة كونه رئيساً لدولة من العالم الثالث.. أصدر قرارات تنفيذية- فورية التنفيذ- بمنع جنسيات- بعينها- من دخول الولايات المتحدة الأمريكية.. فإذا بوكالات الأنباء تنقل أخباراً عن إرجاع مواطني هذه الدول وهم حاملون لتأشيرة الدخول بعد وصولهم المطارات الأمريكية.. وآخرون أرجعوا من مطارات العبور في الدوحة والقاهرة وغيرهما.

لكن الأغرب والأعجب في قرارات “ترمب” ما يختص بنا نحن مواطني دولة السودان.. فالحيثيات التي بُني عليها القرار أنه لحماية أمريكا وشعبها من الإرهاب العابر للأطلنطي.. مثل الذي تعرضت له أمريكا في صبيحة 11 سبتمبر 2001.. لكن برصد دقيق لمجمل الإرهاب في كل الكرة الأرضية والكواكب المجاورة.. يكاد لا يظهر للسودانيين أي ذكر.. وحقيقة يدركها أي دبلوماسي غربي تأتي به الأقدار إلى بلادنا أن شعبنا مسالم إلى أقصى درجة.. ليس تجاه الأجانب فحسب، بل حتى في خضم وعنفوان صراعه السياسي لم يسجل التأريخ حالات اغتيالات سياسية– من جانب الشعب أنا لا أتحدث عن عنف الحكومة- ويبدو أكثر من عادي تجوال الدبلوماسيين الأجانب في شوارع الخرطوم، وزيارة الفعاليات السياسية، والاجتماعية، والدينية بكل أريحية دون أية هواجس أمنية.

وباستثناء حادثة نادرة وغريبة عندما قتل موظف المعونة الأمريكية بالخرطوم في زخم الاحتفال برأس السنة.. فليس هناك حالات عنف مسجلة في الخرطوم ضد أجانب إلا من أجانب آخرين.. مثل حادثة السفارة السعودية التي قتل فيها دبلوماسي أمريكي، وآخر بلجيكي.. وارتكبتها منظمة “أيلول الأسود” الفلسطينية، وحادثة إطلاق النار على دبلوماسي في السفارة الأمريكية بالخرطوم ارتكبها عنصر مخابرات من ليبيا- معمر القذافي.. وحادثة اغتيال المهدي الحكيم في فندق “هيلتون” بالخرطوم، وارتكبها عنصر مخابرات من طاقم السفارة العراقية بالخرطوم.

ليس للسودانيين أي رصيد (إرهابي) دولي يستحقون عليه الوصمة التي يحملها قرار الرئيس “ترمب”.. بل– من وجهة العلاقات الثنائية- السودان يحظى بأكبر سفارة أمريكية ربما على مستوى قاري أو عالمي.. وخلافاً لدول إسلامية كثيرة فإن نظرة الشعب السوداني لأمريكا إيجابية للغاية.. لا تعلو عليها إلا نظرة السودانيين– بالطبع- لبريطانيا بحكم الارتباط التأريخي القديم.

ومع هذا- الأجدر أن ننظر في الأسباب الحقيقية وراء (وصمة الجواز السوداني) في السفارات والمطارات الدولية.. فليس أمريكا- وحدها- من يحتقر جواز السفر السوداني.. الغالبية العظمى من دولنا العربية والأفريقية تفعل ذلك.. لماذا؟.

الأمر ليس تمييزاً عنصرياً- كما قد يفضل البعض استسهال الحل، ولا شأناً اقتصادياً فحسب، فهناك دول أقل منا اقتصاديا ولا تُسجل في قوائم (الوصمة العالمية).. الشقيقة دولة جنوب السودان الناشئة.. ورغم أنها تمر بظرف عصيب بسبب الحرب الأهلية.. ورغم أنها كانت جزءاً من السودان.. إلا إن مواطنيها لا تشملهم قوائم الحظر.. ولا الريب والهواجس الدولية.

لا بد من أن نكاشف أنفسنا بحقيقة ما يحطّ من قدرنا العالمي.. لماذا نحن دولة مثقلة بالغرامات والإهانات الدولية؟.

لماذا؟.

عثمان ميرغني
صحيفة التيار


‫9 تعليقات

  1. عشان الفصاحة ولسانكم الطويل .. الواحد منكم تلقاهو وسخان جيعان عريان ويشتم في أمريكا ليل نهار .. الطاغية الأمريكان ليكم تسلحنا .. أمريكا روسيا قد دنا عذابها .. عرفت ليه انتو أحقر الناس في مطارات العالم .. يا بشر اقعدوا في الواطة وراجعوا نفسكم ..والله الشعوب اتقدمت ونهضت وانتو لسه تتفاصحوا ..

    1. يا ود الشيخ انت بتشتم ابوك وامك واخوك ونفسك انت ما بتشتم الحكومة وامريكا الانت معجب بقراراتها لم نمنع الحكومات انما منعت الشعوب .
      لا اظن انك سوداني ولا تعرف السودانيين

  2. ملحوظة هامة : يتم منح الجواز السوداني لكل من هب ودب وبالفلوس .. معظم هؤلاء من المجرمين والمطلوبين دوليا .. وعندما يتم القبض عليهم تضبط معهم أوراق ثبوتية سودانية .. مثل الرجل الذي نفذ هجوم تركيا وجدت معه عملات سودانية ..وكما تعرفون أن الجنيه السوداني ليس عملة عالمية يمكنك الحصول عليها من أي مكان .. اللهم إلا إذا كنت في الخرطوم ترتب لعملياتك الإجرامية لأنها مدينة لاوجيع لها وكل شذاذ الآفاق اتخذوها ملجأ لهم وقاعدة لتنفيذ عملياتهم ..
    اها وبعد دا تجو تسالو انتو محرومين ليه !!!

  3. لاننا ندعم حماس المصنفة ارهابية واعطيناهم جوازات العبور لدول العالم وهم ابعد منا من الليكود نفسه….ولاننا اكثر فلسطينية من فتح التي تلهث للتطبيع مع اليهودززززز ولاننا اكثر عروبة من الاردن الهاشمية وبينها وبين اليهود وادي عربة….والله المستعان …..

  4. ترامب وغيره ينظرو للسودان دولة ضعيفة اقتصاديا وليس لها مؤسسية تحكمها ولا قانون ولا دستور فقط بلطجية يقررون وينفذون ما يحلو لهم .. ياخى نحنا ما قادرين نحل مشاكلنا فكيف العالم يرحب بنا والله لو استمرينا فى هذا الخط ارتريا تمنعنا من الدخول لاراضيها
    ياخى نحنا فى عشرين سنه بقينا اكثر الدول فسادا وانقساما وانحطاطا على العكس نجد دول فى عشرين سنة طفرت اقتصاديا ووجدت نفسها من الدول التى لا تقل اهمية عن الدول العظمه… شايفن الفرق..
    نحنا لو عاوزين تكون لنا مكانا بين العالم لا بد من ازاحة هذا النظام .. ونحل مشاكنا الداخلية فقط وبعدها نتتطلع للخارج.

    1. وهل تحل مشكلتنا بمنع ترامب دخولنا لامريكا ؟؟؟؟؟؟؟
      وماذا عن الست دول الاخرى هل حكومة البشير سبب منعهم من دخول امريكا ؟؟؟؟؟؟؟

  5. راعي الخلاء في …. يعرف أن من يبيع الحواز السوداني بعشرة الف دولار هو شقيق الريس – عبد الله -والريس يعرف ذلك ولديهم مكتب في روتانا ومكاتب اخري … أدفع كاش تستلم..
    لماذا تلفوا وتدوروا
    أديني بكره عشره الف دولار أجيب ليك جواز سوداني والرقم الوطني ورخصة قياده هوادة !!!

    إنتو قائلين السفارة الأميركية نائمه في العسل يا عطا..ويا طه..ويا غندور وعصمت

  6. حسبي الله ونعم الوكيل اخر الزمن السودانيين يقيمهم ترامب ويرقص فرحا بعض المعارضين للحكومة .
    نحن ابناء ملوك الزمان توجوا الفنج وزانوا كردفان
    نحن لسنا ارهابيين واذا كانتم فرحتم بقرار ترامب فترامب ارجع من المطار دكتورة سودانية ذهبت بدعوة من ارقى جامعات امريكا ولم تطرد البشير او اخوه او احد من ناس الحكومة .
    لقد بان حقدكم على السودان والسودانيين .