منوعات

نهاية العالم تقترب.. وتهديدات كونية لأميركا وروسيا

قامت نشرة “أتوميك ساينتستس” بتحريك عقارب ساعة رمزية تسمى “ساعة يوم القيامة” 30 ثانية إلى الأمام، لتقترب من قبل منتصف الليل، في خطوة تدلل على حدوث أكبر تهديد بنهاية العالم منذ عام 1953، وهو العام الذي شهد قيام كل من روسيا والولايات المتحدة بتفجير القنابل الهيدروجينية في اختبارات خلال 9 أشهر، مكثفين سباق التسلح النووي وتصعيد الحرب الباردة.
تهور حكومات
والآن فإن حديث الحكومات “المتعجرف والمتهور” حول الأسلحة النووية، والتجاهل المتزايد للخبرات العلمية قد دفع عقارب الساعة لتقترب لمنتصف الليل، بحسب ما ذكرته الدورية العلمية الأسبوعية الدولية “نيتشر” نقلا عن نشرة “أتوميك ساينتستس”.
فقد أعلنت المدير التنفيذي للمجموعة، راشيل برونسون، وعدد من العلماء البارزين، في مؤتمر صحافي في واشنطن دي سي، في 26 يناير/كانون الثاني من العام الجاري، عن هذا التعديل في توقيتات “ساعة يوم القيامة”.
وقال ديفيد تيتلي، عضو مجلس ‘دارة “أتوميك ساينتيستس”، والرئيس الأسبق لرسم خرائط المحيطات للبحرية الأميركية وعالم الأرصاد الجوية بجامعة ولاية بنسلفانيا، في جامعة بارك: “إن تغير المناخ لا يمكن أن يصبح مسألة حزبية”، وأردف قائلا: “إن الفيزياء الراسخة لدورة الكربون على الأرض ليست ليبرالية ولا محافظة في شخصيتها”، في إشارة منه لضرورة عدم تأثير التوجهات السياسية أو الحزبية على خطط حماية البيئة وسكان الأرض.
الطفل الفظ
إن مجلس إدارة “النشرة” يشعر بالقلق بصفة خاصة حول اللغة التي استخدمها ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حديثهما حول تغير المناخ، والأسلحة النووية وفكرة الحقائق. “إن هذه هي المرة الأولى التي يكون للكلمات والسياسات المعلنة لواحد أو اثنين، ممن يشغلون مناصب عليا، تأثير قوي على إدراكنا للتهديدات الوجودية التي نعتقد أن العالم يواجهها”، وفقا لما قاله لورانس كراوس، عضو مجلس إدارة “النشرة”، وأخصائي العلوم الكونية بجامعة ولاية أريزونا في تيمبي.
وقال كراوس إنه إذا ما اختار كل من ترمب وبوتين أن يعملا معا دون أن يتصرف كل منهما بمفرده مثل “طفل فظ”، فإنه قد يمكن تحييد مثل تلك التهديدات.
وأوضحت برونسون أن القرار بتحريك عقارب “ساعة يوم القيامة” يعكس شعورا بين أعضاء مجلس إدارة “النشرة”، التي تضم عددا من علماء الذرة المميزين، بأن “الكلمات أصبحت ضرورة في هذا الشأن” بالوقت الحالي.
ويتفق مع هذا القرار مايكل أوبنهايمر، أخصائي العلوم الجيولوجية، والمتخصص الدولي في سياسة المناخ بجامعة برينستون في ولاية نيو جيرسي، حيث قال: “إذا ما استرسل ترمب في طريق تعهده بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ، فإن هذا من شأنه أن يبطئ من تقدم العالم نحو خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري”.
دقات مهمة في تاريخ الساعة
إن عقارب “ساعة يوم القيامة” قد تحركت تاريخيا في زيادات تصل إلى دقيقة كاملة، ولكن آخر تحديث شهد تحرك تلك العقارب بمعدل 30 ثانية.
كانت نشرة “أتوميك ساينتيستس” قد قامت بإنشاء ساعة رمزية توقت للحظة المحتملة لدمار العالم، سميت باسم “ساعة يوم القيامة” عام 1947، ردا على تفجير القنابل الذرية في هيروشيما وناغازاكي في اليابان عام 1945. وترمز “ساعة القيامة” عبر تحرك عقاربها قربا أو بعدا عن توقيت منتصف الليل بقرب حدوث كارثة مدمرة للعالم حسب الأحداث العالمية، التي تنذر بخطر داهم وتتناسب حركة عقارب الساعة بالاقتراب من منتصف الليل بثوان أو دقائق مع حجم الخطر الذي تمثله الأوضاع العالمية.
وفي البداية، كانت عقارب الساعة تشير إلى سبع دقائق قبل منتصف الليل. وخلال 70 عاما منذ ذلك الحين، ظلت عقارب الساعة بعيدة بمقدار 17 دقيقة قبل منتصف الليل، عن لحظة الدمار، وكان هذا هو موضعها أيضا عندما انتهت الحرب الباردة في عام 1991.
تحديات حالية
واختتم كراوس قائلا: إن التحديات التي تواجه العالم اليوم، مثل الأخبار الوهمية التي تهدد بتقويض الديمقراطية واختراقات أمن أنظمة الكمبيوتر وشبكة الإنترنت، لم يسبق لها مثيل. ولذا فقد حذر قائلا: “إن مستقبل الساعة (ساعة يوم القيامة) ومستقبلنا (العالم)، هو في أيديكم (القيادات في واشنطن وموسكو)”.

العربية نت