منى سلمان

السترة والفضيحة متباريات

[ALIGN=CENTER]السترة والفضيحة متباريات !![/ALIGN] هناك شعرة أو خيط رفيع يفصل بين إمكانية ان تنبهل بالجرسة، وبين أن تلزم حد الصبر وتقطعا في مصارينك، وذلك عندما تقارعك الخطوب فتقرعك على أم رأسك .. ففي ردة فعلك الفوري المباشر على ما يصيبك تكمن حكمة مثلين من أمثالنا البليغة .. الأول يحكى عن تعادل كفتي ميزان احتمالات ردة الفعل على الابتلاء، والذي يقول (السترة والفضيحة متباريات) .. فقد تصبر على الابتلاء فتغنم السترة، وقد تتجرس وتجيب لي روحك هوا الفضيحة وشيل الحس، أما المثل الثاني فيحفزك ويدعوك للصبر على الابتلاء فهو يقول ( إن ابتليت يا فصيح .. ما تصيح).
خير تطبيق عملي لهذين المثلين على أرض الواقع هي الخلافات والاختلافات الزوجية بين الازواج، فقد تبتلى المرأة بزوج مضروب أو معيوب كأن يكون سكّير .. نكدي .. شراني .. يدو طويلة، أو عينو طايرة يعني بإختصار (عينو زالّه ومركبو حالّة) .. بالمقابل قد يبتلى الرجل بزوجة نقناقة، أو شُبكِية .. يفكوها من ده تندرع في ده، أو حوّامة نهارا كلو تتطمّش بين بيوت الجيران، سلام يا بيت وحباب يا بيت، وربما كان عيبها في السطحية وفضا المخ .. يعني اشبه ما تكون بـ (فارغات الـ كابدلو بلا قرعات).
عندما يبتلى أحد الزوجين بشريك يحمل إحدى الصفات السابقة، يكون الجو مهيأ لحياة كاملة الدسم من النكد والمشاكل الغير منتهية، وهنا يجيء دور أمثالنا الحكيمة، فالزوجة التي تعيها الحيلة في اصلاح زوجها المعوج تلجأ للشكوى، فتنصحها الحكيمات بأن:
يا بتي السترة والفضيحة متباريات .. مافي داعي للعوّة والمشاكل وشيل الحال كل يوم والتاني .. أصبري يمكن الله يعدل حالو بعد الحال .
أما الزوج المغلوب على أمره من الزوجة المعوجة، فعندما يلجأ للشكوى ينصحه العارفون بأن:
إن ابتليت يا فصيح .. ما تصيح .. يمكن الله يهديها وتخلي البتسوي فيهو.
من المعروف أن للأزواج السودانيين عموما مقدرة عالية على التكتم ومعالجة المشاكل في اضيق نطاق، وهذا من طبعنا الميال للسترة، فكم من زوجة باتت مضروبة .. مضيومة .. مغلوبة على امرها، ولا يعرف عن حالها احد، سوى وسادتها المبللة بالدموع، وكم من زوج بات مغبونا تغلي دواخله ويجقجق من عمايل مرتو دون أن يفكر في الشكوى لغير الله، بينما نجد بالمقابل أن هناك شعوبا تهوى الردحي وشيل الحال، فكم من شكلة انلعت داخل جدران الشقق بين الزوجين، لتكتمل فصولها في شارع الله والرسول .. عندما تقرر الزوجة أن تستعين بـ (أمة محمد) وليس فقط بـ (صديق)، لتعينها على دفع الظلم ده لو كانت مظلومة من أصلو- فتسرع للبلكونة أو الشارع حافية .. حاسرة الرأس لتصيح وتولول:
يا لهويييي يا خرآآآبييي .. الحقوني يا ناس الراجل حا يموتني !!
وقد تقبقبه من قبة قميصه وتدفعه للخارج أمامها بحثا عن موقع أفضل، يتيح المشاهدة لقدر أكبر من الجيران وعابري الطريق .. ثم تصرخ:
دي عملة تعملها فيا؟؟ ياراجل يا دون .. يا عِرة الرجالة!!
0 كان وجود داخليتنا في وسط حي شعبي من أحياء الاسكندرية، سببا في تلوين أمسياتنا بالبسمات وفضول الشمارات عند عودتنا من الكلية في المساء، فكثيرا ما اتخذت ربات البيوت في ذلك الحي من الميدان الصغير الذي تطل عليه الداخلية، مسرحا لربّ الشكلات مع ازواجهن المغلوبين بـ (الصوت)، فقد اشتهرت نساء الاحياء الشعبية بالصوت العالي المجلجل والموهبة العظيمة في نظم الردحي والنبذ بصورة فذة .. وكم حملت تلك الشكلات إلي قاموسنا مصطلحات يصعب ايرادها في هذا المقام لتطرفها الشديد!
مازلت لا اتمكن من منع نفسي من الانفجار بالضحك، كلما تذكرت مشهدا لواحدة من تلك الشكلات الفاهمة، والذي تابعته عن قرب لوجودي حينها في موقع الحدث، ففي ذات يوم وأنا أهم بركوب ترام سيدي جابر (المركلس) – سميناه بذلك لان سيدي جابر محطته الاخيرة يتوقف فيها فترة طويلة حتى يعيد شحن الركاب ويعود من نفس المسار لمحت سيدة تقف على نافذة الترام تحمل طفلا رضيعا وتراقب المحطة بعيني صقر، وعندما دخلت لنفس العربة جاء جلوسي بجوارها ومن معها من الاطفال .. لفت نظري بشدة اصرارها على الوقوف في النافذة كأنها تنتظر أو تبحث عن أحد ما .. وما أن بدأ الترام حركته العكسية وغادر المحطة حتى لمحت (كمساريا) داخل ترام آخر وصل للمحطة في نفس اللحظة .. فجأة انتصبت تلك السيدة واقفة، تصيح على الكمساري من بعيد بأعلى صوتها وتلوح بالصغير حتى خفت ان يطير من يدها إلى الارض .. جلست تزفر الهواء من منخارها بشدة بعد أن اسمعته عبر أثير المحطة، موال من الشتائم بدأ بـ (يا بن الكآآآآآلب)، وانتهى بمالا يصلح للنشر من الفاظ ونعوت بليغة ..!!
بعد أن هدأت انفاسها وهدأ بكاء الخلعة الذي دخل فيه صغارها من صراخها .. تبرعت بالحكي لي ولكل من كان حولنا على عربة الترام بالقصة .. فقد كان الرجل زوجها الذي هجرها دون أن يتكبد عناء السؤال عن صغاره أو الصرف عليهم .. أخبرتني بأنها حضرت للمحطة مع اطفالها خصيصا كي تفضحه وتعريه أمام زملائه، ولكن حظها العاثر وحظه السعيد جعل الترام يغادر المحطة قبل وصوله هو إليها، مما لم يتح لها الفرصة الكافية لـ الردحي عليه كما يجب، ووعدتني بأنها سوف تترصده مرة أخرى لتتسبب له في فضيحة أكبر تجبره بعدها للعودة إلى رشده وإلى بيته السعيد !
عاد يا أخواتي ده كلام ؟!!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫9 تعليقات

  1. هذه كلها عادات غير اسلامية فى فحواها لان العلاقة الزوجية هى بين الرجل والمراة لذلك قال الله تعالى ( وجعل بينكم مودة ورحمة) ان العلاقة بين الرجل والمراة بالرباط الشرعى هى علاقة واجبات وحقوق لا علاقة نفور وتقارب وطبيعى ان يكون بين المراة والرجل خلاف فى بعض الامور وهذه الاشياء تعالج بطريقة غالبا ما تنهى فى حينها ويمكن ان ينخذ الرجل اسلوبا معينا لترضية الزوجة واكيد ان العلاقة المستمرة بين الاثنين تمر بلحظات فتور بين الاثنين ويمكن لكل فرد ان ان يجدد هذه العلاقة باسلوبه الخاص واذا وصلت الامور الى طريق مسدود فلا مجال الى الافتراق ورغم ان هذا الحل لا يتاتى الا بعد ان تكون الامور قد تفاقمت ان للرجل الحق فى ان ينزوج اربعة ولكن لا يجب ان يلجا الى ذلك الا بشروط معينة تكون ادت الى فشل الزواج الاول كل هذه الامور حددها الشرع لكى لا تكون هنالك ضرر لاحدى الاطراف ثم ان المعاشرة والمفارقة يجب ان تكون بالمعروف لان الصفة الانسانية هى الاهم بين الاثنين ولا سيما عندما يكون هنالك ابناء علينا ان نفكر فى مصيرهم لانهم يواجهون مستقبل مظلم يؤثر فى حياتهم مستقبلا هذا ما جناه على ابى وما جنيت على احد علينا ان نتحاشى ذلك لان المجتمع يتاثر بهذه الافرازات …. ودائما امور الخلافات الزوجية تكمن فى الناحية الاقتصادية لان الاقتصاد هو العامل الاساسى الذى يؤثر فى الانسان مما يؤدى الى حدوث مشاكل تتفاقم يوما بعد يوم …. لكن اعتقد نشر الغسيل خارج نطاق الاسرة هذا امر ليس حميد بل يدل على تخلف ولا يدل على سلوك حضارى لان العلاقة هى فى اساسها رضا من البداية يجب ان تنتهى بالتى هى احسن فلا احد يدرك الخصوصية بين الاثنين لان البيوت اسرار وكما قال الرسول (ص) ليس المسلم بلعان ولا طعان ولا فاحش ولا بذىء) اعتقد ان هذه ابجديات اسلوبنا الاسلامى والحضارى فى طريقة تعاملنا مع البعض والبيت الذى اسس على التقوى هو البيت الذى يسير بطريقة صحيحة وينتهى بطريقة صحيحة الحياة الزوجية هى مفهوم كبير لانه يعنى مجتمع جديد يعنى اجيال تبنى بناء على هذه العلاقات الشرعية ولذلك مهما كان الخلاف علينا ان نتداركه قبل ان يؤدى الى نتائج لا يحمد عقباه عموما ان المقال يعالج تلك العلاقة بطريقة مبسطة فى العرض تلقائية فى السرد لكنها تحمل معانى لها دليلها فى المجتمعات 😎

  2. والله يا أستاذة منى ألذ حاجة فيك شماراتك دى هههههههههههها

    لكن والله مبدعة و بتعرفى تقعدى الشمار و تغربليه و تدققيه صاااااح

    😎 😎 :lool: :lool:

  3. موضوع جميل ولطيف وخفيف لكن حا نفضل ننتظر منك قصة على وزن ( المركلس ) وطبعا عندنا حاتكون في الهايسات أو الأمجاد والركشات وليك يومين كما قال أيمن غياب لعل المانع خير ونحن اتعودنا على شمارك لما بقينا ما بنقدر نروح البيت من غير نأخذ ليهم شمارك المطبوع من النت وهايك يا تعليقات من أم العيال وجاراته لكن والله غايتو جيرانا وعرفناهم بتاعين ردحي يا ربي انحنا بنكون كيف لما نوضع في مثل حالاتهم الله لا وضعنا فيها وعايز منك تعليق على يوم المرأة العالمي والذي كان قبل يومين وليه دائما نسمع عن يوم المرأة ويوم الأم ويوم الحب وتقريباً كل البرامج خاصة بحواء وقلما نجد يوم برنامج لأدم مع انو ابونا وحواء هي أمنا يعني نص نص لو لم نكن نحن القوامين عليكم، ربنا يكون في عونا ويخليكم لينا زهور و ورود تنوروا حياتنا برغم مطالبتكم لينا بالمساواة وما عارفين مين يساوي مين.

  4. اختي مني أكيد كنتي ساكنة في شارع طيبة ويقع بين خط المترو وشارع الكورنيش

    وين اليوميين الفاتو ؟

  5. والله حرام عليكي يااستاذة تغيبي عننا يوميين مشتاقين لعمودك شديد يااستاذة 😎