المهدي والفاضل … تلطيف أجواء
في خطوة مفاجئة سجل السياسي المشاكس مبارك الفاضل زيارة لابن عمه رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي بعد عودته من منفاه الاختياري، وعلمت (آخر لحظة) أن المهدي ومبارك عقدا اجتماعا ثنائياً استمر لأكثر من ساعة، نقل الفاضل للإمام أشواق الهيئة لتوحيد كيانات حزب الأمة، وأن عودته للبلاد سيكون لها الأثر الكبير في تحقيق تلك الوحدة، وأكدت المصادر أن المهدي ثمن خطوة الهيئة، وأن اللقاء تطرق للعديد من القضايا منها الحوار الوطني .
بداية الشرارة
وعلى الرغم من ترحيب مبارك بعودة المهدي، إلا أنه لم يكن حضوراً في استقبال السيد الصادق رغم استقبال عدد كبير من القوى السياسية للمهدي، وعلى نحو مفاجيء ..مبارك في لقائه مع المهدي لبس ثوب مايسمى بـ (الهيئة الشعبية لتوحيد حزب الأمة) والتي يقودها شخصه، ونقل الوفد للإمام ارتياحة للخطوة التي اتخذها بالعودة للبلاد، وثمن المجهودات التي ظل يقوم بها خلال فترة وجوده بالخارج.
لقاء مبارك بالمهدي سيجعل الأنظار تتجه نحوهما، والتكهن بمستقبل العلاقة بينهما ،خاصة وأن علاقتهما على الصعيد السياسي لم تستقر لسنوات طويلة، ووقع بينهما صراع دام طويلاً منذ اتفاقية جيبوتي الشهيرة وحتى المشاركة في الحوار الوطني مؤخراً، تبودلت خلاله اتهامات خطيرة كانت خصماً على الطرفين.
بدأ الصراع بين الرجلين عندما قرر مبارك الفاضل المشاركة في الحكومة عقب توقيع حزبيهما لاتفاق جيبوتي في العام 2001 الذي قال فيه المهدي مقولته الشهيرة (ذهبت إلى جيبوتي لاصطاد أرنباً فاصطدت فيلاً) لتبدأ حقبة جديدة من العلاقة بين الحكومة وحزب الأمة الذي كان يقاتل بشراسة في صفوف التجمع المعارض عبر جناحه العسكري ـ جيش الأمة ـ بيد أن العلاقة لم تدم طويلاً من جانب الإمام، وانتهت بالفراق بدخول مبارك القصر مساعداً وبقاء الصادق معارضاً، وتراكمت في صدور الرجلين (ضغائن سياسية) كثيفة بلغت حد العداء السافر، ولم يحتمل القصر تطلعات مبارك الذي تلقى صفعة موجعة بإقالته من منصبه، وفقد رجاله الواحد بعد الآخر وتناسلت أحزاب الأمة، واضطر مبارك للعودة للمعارضة من جديد، وساءت علاقته بالحكومة، واعتقل عام 2007 بزعم ترتيبه محاولة انقلابية ضد الحكومة، ليمكث في السجن شهور عدداً قبل أن تشطب الدعوى في مواجهته لعدم كفاية الأدلة، ومع ذلك لم يأمن المهدي جانبه..
لم الشمل
التحول الكبير الذي طرأ في مسيرة مبارك الفاضل، هو إعلانه العودة إلى حزب الأمة بداية 2010 عقب حل حزبه بيد أن المهدي أوصد أمامه أبواب العودة
وبعد غيبة طويلة من الساحة السياسية ظهر مبارك بفكرة جديدة عقب إعلان البشير لحوار الوثبة و شكل جسماً أطلق عليه «الهيئة الشعبية للم شمل حزب الأمة برئاسته وعضوية آخرين للعمل على المصالحة بين تيارات الحزب المختلفة ولم شملهم مرة أخرى في حزب واحد، إلا أن الصادق وصفه بمخلب قط للمؤتمر الوطني عبر ما سماه هيئة شعبية، وقال إنها ليست سوى آلية لمحاولة اختراق حزب الأمة القومي بقيادة شخص فقد عضويته في حزب الأمة، وسخر له الحزب الحاكم الامكانيات لتكرار ما حاوله في عام 2000م بأسلوب جديد.
نائب رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة قلل من أي بعد سياسي للقاء المهدي ومبارك وقال لـ(آخر لحظة) إن الزيارة لا تخرج من كونها زيارة اجتماعية طبيعية في إطار العلاقات الاجتماعية، وعن إمكانية عودة المياه لمجاريها بين أبناء العمومة، قال (نحن خطنا السياسي واضح لو توافق خط مبارك مع خطنا فلا مانع أن تعود المياه لمجاريها)..
فقد عضويته
رغم عزله من الحزب ظل الفاضل يشارك في عدة أنشطة سياسية بصفته قيادياً بحزب الأمة القومي، أبرزها الجمعية العمومية للحوار الوطني، وفي المؤتمر العام للحوار، متجاهلاً موقف الحزب الرسمي الرافض للانضمام للحوار، مما جعل المكتب السياسي لحزب الأمة القومي، يخاطب مجلس الأحزاب رسمياً بشأن عدم عضوية مبارك الفاضل بحزب الأمة، وعدم أحقيته المشاركة باسم حزب الأمة في أي منشط سياسي، ورد حينها المهدي بأن مبارك، كان عضواً قيادياً في حزب الأمة القومي، لكنه خالف دستور الحزب وكوّن حزباً ضرار خالف به خط الحزب، وانضم للنظام الحاكم، مما أفقده عضويته وفقاً لدستور الحزب .
لقاءات آخرى
بينما قال القيادي بالحزب عبد الجليل الباشا إن اللقاء طبيعي يعبر عن القيم السودانية النبيلة في إطار صلة الرحم، وخطوة صحيحة وايجابية في الاتجاه السليم، واعتبرها بادرة لمواصلة الوفاق الوطني، وأشار الباشا لـ(آخرلحظة) إلى أن اللقاء تناول القضايا العامة في الساحة السياسية التي تهم السودان، وأمنا على أن الحل السلمي هو الأفضل، وأن اللقاء هو أولي وسوف تعقبه لقاءات آخرى في مقبل الأيام .
تقرير:جاد الرب عبيد
صحيفة آخر لحظة
اتلم المتعوس على خايب الرجاء .. مبارك الفاضل خائن و منافق .. و الصادق هلمجرا مفلس