لقاء الاتحادي والأمة.. تفاهمات غريمين..!
داخل بيت الإمام الصادق المهدي بالملازمين الساعة كانت تشير إلى الواحدة ظهراً، دخل وفد من الحزب الاتحادي الأصل إلى باحة (الصالون)، الوفد ضم قيادات الصف الأول في الحزب من أعضاء هيئة القيادة والمشرفين السياسيين والمكتب السياسي .. في وقت كان المهدي مشغولاً بضيوف آخرين في قاعة مجاورة ..انتظر الوفد برهة من الزمن، ثم أذن مؤذن أيها الوفد أقبلوا إلى ملاقاة الحبيب الإمام .. الإمام كان يجلس في قطيته المشهورة المنصوبة بعناية فائقة .. في الحديقة المجاورة استقبلت الدكتور مريم الصادق الوفد ببشاشتها المعهودة .. المهدي صافح أفراد الوفد جميعهم قبل أن يدعوهم للجلوس .
كتلة التأصيل التقدمي
كعادته ابتدر المهدي الحديث وهو يجتر الذكريات، ثم بدأ يتفرس في وجوه الحاضرين قائلاً أعرف معظمكم، فقد جمعني بالبعض الحكم ثم السجون والمعارضة، وتابع أعتقد أن الوطن الآن عبارة عن فجوات، فجوة الهامش والمركز، وفجوة بين الأجيال، ولسد هذه الفجوات البلاد الآن أكثر حاجة إلى قوى الوسط، وطالما ولفترات طويلة تعامل حزبا الاتحادي والأمة كمتنافسين، الآن يجب أن يتعاملوا كمتنافسين، لأن ما يوجد الآن على سدة الحكم سلطة عمياء، وليس هنالك أدنى شك أنها سلطة (مورطة وكان ربنا هداها نشوف لينا طريقة نخارجها من الورطة دي) وإذا أصرت يجب أن ننزل السودان البديل الصحيح، فالمهم أننا وأنتم نتفق على طريقة مخرج للسودان باعتبار أننا حزبين يجمع بينهما تاريخ سياسي وديني ووطني، قبل ذلك تحدثت أن السودان يستشرف مرحلة تتطلب وجود ثلاث كتل سياسية (كتلة التأصيل دون تقدمية، وكتلة التقدمية دون تأصيل، أما نحن فنمثل التأصيل التقدمي) وهذه المساحة مساحة التأصيل التقدمية هي (المحمدانا نحن وأنتم) .. لأن السودان في خطر شديد، فبالأمس زارني إبراهيم محمود، وقال لي إنه تأكد أن ليس هنالك حزباً يستطيع أن يحكم السودان منفرداً، وتأكد أيضاً أن ليس هنالك جهة تستطيع أن تحكم السودان بالقوة، والثالثة لابد أن يقوم السودان على أساس حكم لا يعزل أحداً، فقلت له والله إن هذا لشيء يراد، لكن بنفس الكيفية التي سردها وليس بعبارات حمالة أوجه، وعلى كل حال أعتقد أنه علينا واجب مرتبط بمستقبل السودان مما كان بيينا في الماضي، الآن نحن ندخل مرحلة جديدة في حزب الأمة تسمى التاسيس الرابع، ونصحت الاتحاديين كثيراً بان يكون لهم إنبعاث مؤسسي لحزبهم يجمع أطرافه .
شراكة وليس مشاركة
حكيم الرياضة والسياسة طه علي البشير ظل فترة ما قبل اللقاء في حالة مشاورات مع البروفسير بخاري الجعلي، لكنه وبعد دخول قطية المهدي بدا صامتاً ومستمعاً لحديث الإمام، ثم بعد نهاية حديث المهدي مباشرة قدمه بخاري الجعلي للحديث باسم الوفد، فقال : نعتقد جازمين أن الاتحادي الديمقراطي الأصل وحزب الأمة القومي هما الحزبين اللذين يتمتعان بغالبية جماهيرية كبيرة، لذلك في نوفمبر 2010، ولما طلب منا الأخوة في المؤتمر الوطني اللقاء بهم للتفاوض والمشاركة شكل رئيس الحزب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني لجنة للتفاوض معهم كنت عضواً فيها، فقلنا لهم إننا نريد أن نتحدث عن شراكة وليست مشاركة، وهي بالضرورة تأتي لخدمة الوطن، ويجب أن يكون أحد مكوناتها حزب الأمة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، ثم طرحنا عليهم نسب معينة المؤتمر الوطني ينال 50% من السلطة و25% للاتحادي ومثلها لحزب الأمة، بيد أن إبراهيم أحمد عمر بلغنا أن التفاوض مع الإمام الصادق وصل إلى طريق مسدود لأن حزب الأمة رفض المشاركة، ثم بعدها طلبنا 30% وانفض سامر التفاوض بعد عروض من الوطني سماها مولانا (تلك اذاً قسمة ضيزى) بعد أن عرضوا علينا ثلاثة وزراء ومستشار رئيس جمهورية، ومنذ ذلك الوقت كل المجموعة التي تجلس الآن كان لها رأي واضحً في عملية المشاركة، وهذا هو موقفنا في الحزب الاتحادي الأصل في عملية المشاركة وليس الشراكة بأي حال من الأحوال، وقصدنا أن نسرد هذه الحكايات وفي البال لما قدمت لي الدعوة لحضور توقيع نداء السودان على خارطة الطريق، أنك قلت آن الأوان لأن نبني حزب السودان الكبير، ولكن قبلها نقول لك (جيداً جيت) وحبابك عشرة والآمال لازالت معلقة على الحزبين الكبيرين .
مفاجأة فائق
الرجل المرجعية في التراث النوبي والآثار وهو أحد المشرفين على عملية ترحيل آثار النوبة الباشمهندس محمد فائق دخل مع الوفد، وهو يتأبط (كيس هدايا جميل) لم يتسن لأحد ماذا يحمل داخله، بيد أن الرجل الذي تحدث بعد آخر كلمة ختم بها طه، بدأ حديثه بالقول: ترحيبنا بعودة الإمام ونأمل أن تكون بداية لعهد جديد في بلادنا، وتغيير منهج التعامل بين القوى السياسية وتنتهي عمليات الإقصاء وعدم قبول الآخر، ويسود الاحترام وسماع الآخر، ولا أريد أن أزيد ولكن أريد أن أقدم هدية للإمام عبارة عن كتاب الرحيل على النوبة، تلك كانت المفاجأة التي انتظرها البعض طويلاً .
علاقة قوية
الخليفة علي نايل وبصوته الجهور شق صمت الحضور بعد فقرة الإهداء بقوله ما كنت أود الحديث خلف هذه القامات الاتحادية، ولكن أود أن أقدم تعريفاً، فأنا من الجزيرة إسلانج ويمتلك السيد عبد الرحمن المهدي أراضي كثيرة هناك، والعلاقة داخل الجزيرة بين حزب الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي الأصل علاقة قوية جداً، حتى أذكر عندما ترشحت باسم الحزب الاتحادي في العام 1968 ورأى الأحباب في حزب الأمة دعمي أستأذنوا الإمام في ذلك، فأذن لهم فهي عشرة وعلاقة، ونريد أن نكون مترابطين لننقذ هذا الوطن
محمد طاهر جيلاني
الوزير في العهد الديمقراطي الثالث محمد طاهر جيلاني ربما عاوده حنين مخاطبة رئيسه السابق، يظهر ذلك من خلال كلماته المملوءة بحروف السعادة والثناء على المهدي، وهو يردد نحن سعداء بعودتكم ولأهدافكم المعلنة بالسلام وإيقاف الحرب والديمقراطية، وكل الأهداف التي تمثل أهداف الشعب السوداني بكل فصائله، ونريد كثير من اللقاءات والتنسيق بين الحزبين الكبيرين لأنهما يمثلان صمام أمان للبلد، وتتماشى مع الأطروحات الوطنية والإقليمية والعالمية، والناس على أمل أن يحدث انفراج بعد مجيئك، والآن الطرف الحكومي أقرب الى الاقتناع بما ذكرت .. فكلنا أمل وفرح وسرور بلقائنا معكم .
ميرغني العبيد
ولم يتمالك الاتحادي القيادي المثير للجدل ميرغني العبيد نفسه وأجهش بالبكاء وهو يتحدث عن تاريخ المهدي، وتسوقه كلماته إلى عهد حكومة الصادق، ويعترف أمامه بأنه كان نقابياً مزعجاً، وسبب له مع زملائه العديد من الإشكالات سيما ليلة زيادة السكر، حيث اقتحم مع آخرين مقر مجلس الوزراء، وقال بتلقائيته المعروفة (والله لم يمسنا أحد ولم نرش حتى بالماء ولو فعلنا ذلك في ظل هذا النظام لمحونا من الأرض) وتابع نعلم ما تعرضت له من اعتقالات لم تسلم حتى أسرتك منها، بل وحتى حرمك التي أوشك الحكم عليها بالإعدام .
دارفور على الخط
وبكلمات كلها حب للمهدي وآل بيته قال المشرف السياسي للاتحادي الأصل بجنوب دارفور، أذكر في 2006 زارنا الإمام الصادق المهدي وكان قد استقبل بجماهير مليونية أثبتت قوة حزب الأمة، وقد طلبنا نحن الاتحاديين للالتقا ء في منزل الصادق ميرغني حسين زاكي الدين، فقال لنا نفس الحديث الذي قاله الآن، وبيننا في جنوب دارفورعلاقات مميزة جداً، وصلت إلى البيوت، وحزب الأمة عنده مكانة كبيرة جداً في قلوبنا .
انحياز للأمة
القيادي والخليفة محمد الياس تحدث قائلاً أريد أن أذكر بان اللقاء بين الحزبين الكبيرين والأنصار والختمية هو لقاء ليس وليد اليوم أو الأمس، ولكنه لقاء قديم متجدد ظل قائماً منذ عهد مولانا السيد علي الميرغني والإمام عبد الرحمن المهدي رغم الخلاف في التوجه السياسي في مسألة استقلال السودان، والوحدة مع مصر، ولما رأوا فلاح الامة وصلاحها في الاستقلال انحاز الرجلان العظيمين لخيار الجماهير .
احترام السودان
المنصورة مريم الصادق قالت مخاطبة الوفد جيتكم هي تتويج وإظهار لمعاني ظلت حاكمة للسودان والفرق بيننا وبينكم في برامج حزبية، لكننا نلتقي في الرياضة والجيرة والتدريس والمجتمع ونلتقي في الأهم وهو احترام السودان واحترام قيمه، لأن مشكلتنا السياسية والاقتصادية مقدور عليها، لكن مشكلتنا الحقيقية في الأخلاق ونسينا الأجيال، ولما اتحدث عن الاتحاديين وشراكتنا هي شراكة في تثبيت قواعد السودان الذي تهتز الآن بفعل الحاكمين .
لقاءات أخرى
وكان مسك الختام خليفة الختم الخليفة ميرغني بركات بقوله نحن سعيدين بعودة الإمام ورحابة صدره، حيث فضفضنا بكل مافي صدورنا، ويجب أن ينهض الحزبان الكبيران لقيادة السودان، ويجب أن نتعاون أكثر، وستكون لنا لقاءات عدة..
أم درمان- علي الدالي
صحيفة آخر لحظة
بالله دي بلد يحكموها أمثال هؤلاء الموتورين و المتخلفين !!!
ياخي ما تحلوا عن سمانا و أمشوا شوفوا ليكم شغل مع الرجال, الشعب طافح الكيل علشان يؤمن خبزه و انتوا بتاجروا في مستقبلوا و ما عندكم أي حاجة تقدموها ليهو غير الاسترزاق من مأسيه .