تحقيقات وتقارير

خلافات الاتحادي … الميرغني يرفع (عصا) الحسم

بصورة دفعت المشفقين عليه ليضعوا أياديهم على صدورهم ، خشية تلاشي الحزب من خارطة السياسة السودانية في ظل تصاعد الخلافات التي وصلت مرحلة الغليان داخل مؤسسات الحزب وتياراته المختلفة ، وزاد درجة الغليان هذه اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية المشير البشير والقيادي بالحزب ومقرر لجنة التفاوض مع المؤتمر الوطني حاتم السر علي سكينجو ، في وقت سارع فيه تيار الحسن الميرغني إلى الدعوة لمؤتمر إستثنائي حدد له أواخر الشهر الجاري ، وربما وجدت مجموعة أم دوم بالحزب متمثلة في قياداتها الثلاثية ـ حسن أبوسبيب وعلي محمود حسنين وتاج السر الميرغني ـ ضالتها في خضم الصراع الدائر فصبت جام غضبها على المجموعات المتصارعة ، واتهمهما بتسليم الحزب إلى (الشيطان ) . وفي المقابل لم يطول صمت القاهرة مقر إقامة رئيس الحزب الحالية حيث دفع بعدد من القرارات الحاسمة وأودعها منضدة مجلس الأحزاب من شأنها أن تحسم جدل الشرعية.

إحتدم الصراع داخل الحزب الاتحادي اجتماع عاصف
وسارعت أمانة التنظيم التابعة ـ لتيار الحسن الميرغني ـ إلى عقد اجتماع عاصف كانت ضمن مخرجاته إستدعاء إبراهيم الميرغني وحاتم السر وجعفر أحمد عبدالله عبر لجنة قانونية لمحاسبتهما، فيما أصدرت الأمانة قراراً بالفصل في حق النائبة البرلمانية مواهب السيد بسبب مرافقتها وفداً من قيادات اتحادية مناوئة للحسن سجلت زيارة للصادق المهدي ، وأكدت على الدعوة للمؤتمر الاسثتنائي ، لكن الاجتماع نفسه وكذلك قيادات تيار الحسن تحاشت الحديث عمداً عن لقاء البشير ـ حاتم ولم تقرر بطلانه إذ افترضت جدلاً أن حاتم السر متفلت تنظيمياً ولم يناقش الاجتماع مستقبل مشاركته مع المؤتمر الوطني الذي فتح الباب على مصرعيه لاحتضان اللجنة المكلفة من رئيس الحزب في القاهرة للتفاوض رسميا مع المؤتمر الوطني.

تساؤلات مشروعة
وسخر مصدر من داخل المجموعة من إستدعاء اللجنة للقيادات المذكورة وقال أن غالبية أعضاء اللجنة القانونية من الطريقة الختمية فكيف تستدعي إبراهيم الميرغني وهو في مقام شيخهم ؟ ومن يحاسبه ؟ وبالمقابل كيف تفصل مرشح الحزب السابق لرئاسة الجمهورية وهو المبعوث الرسمي من رئاسة الحزب في القاهرة للتفاوض مع المؤتمر الوطني ورئاسة الجمهورية وكيف تصدر قرار في حق وزير الدولة بالثروة الحيوانية جعفر أحمد عبدالله المقرب جداً من زعيم الحزب مولانا الميرغني والمعروف بولائه اللامحدود للبيت الميرغني ؟ ولماذا لم يتم استدعاء وزير رئاسة مجلس الوزراء أحمد سعد عمر وقد رافق أعضاء اللجنة في رحلتهم الى القاهرة وهو عضواً باللجنة المرفوض من تيار الحسن وأدى القسم أمام رئيس الحزب بأن يعمل مع تيم اللجنة يداً بيد ويخدم قضايا الوطن والحزب عبر اللجنة المكونة ؟ . وهل فعلاَ سيمثل المذكورين أمام اللجنة أم أنه إجراء تمهيدي لفصلهم بدعوى عدم الاستجابة لقرارات أمانة التنظيم ؟

وتبرأت الهيئة السياسية للحزب الاتحادي ـ مجموعة أم دوم ـ من الدعوة للمؤتمر الاستثنائي الذي دعا له تيار الحسن الميرغني وقال البيان الذي تحصلت (آخر لحظة ) على نسخة منه :إن المؤتمر لايمثل إلا الحسن نفسه وبطانته التي تريد أن تستخدم المؤتمر في إطار ما أسماه بالحرب مع مجموعة آخرى مهرولة للحاق بركب النظام وأضاف البيان ، ولكن الاتحاديين الشرفاء إختاروا المواصلة في السكة التي إختاروها وهي العمل مع أبناء الشعب السوداني لإسقاط حكومة المؤتمر الوطني الإنقلابية والاقتصاص من كل من أكل أموال الشعب وولغ في دماء أبنائه .

قرارات الميرغني
وفي المقابل من المتوقع أن يعلن مجلس الاحزاب السياسية عن قرارات جديدة صادرة من مكتب رئيس الحزب مولانا الميرغني وحسب مصدر موثوق من داخل المجلس أبلغ (آخر لحظة ) أمس أن الميرغني خاطبهم بمكتوب رسمي ممهور بتوقيعة طالب فيه المجلس بعدم التعامل مع أي جهة حزبية غير مكتبه ومندوبي الحزب لديه ، وهما د. علي السيد والمراقب العام بابكر عبدالرحمن وقال المصدر :إن الميرغني أودع أيضاً قرارات تنظيمية على منضدة المجلس سيعلن عنها في الأيام القليلة الماضية من شأنها أن تحسم الجدل حول مسألة الشرعية والجهة المعتبرة من رئاسة الحزب .

تقرير:علي الدالي
صحيفة التيار