المرأة السودانية ودورها فی تشكيل وتحفيز الشخصية السودانية
وقفت أتأمل عظمة وشموخ الشخصية السودانية والصفات الجميلة والمتفردة والتی يتمتع بها الإنسان السودانی رجلا كان أم امرأة .. فوجدت ذلك يعود الی دور المرأة السودانية والتی تحتفی بصفات الرجولة والمروءة والشجاعة والكرم والأمانة والبطولة وذمها للصفات السالبة .. مما جعل الرجل السودانی دون غيره أن ينشأ علی هذه القيم ويسعی اليها ويدافع عنها .. ولعلنا نلمس ذلك ومنذ طفولته وهي تحمله بين يديها وتهدهده وتغنی له : منايا ليك ما وقف .. اتمنيت انا تكبر تشيل بی ردف . …. مو لقاط طرف … ومتين يا علی تكبر تشيل حملی .. اياكا علی الخلاك أبوك دخری .. للغنی والفقير الكان أبوك بدی .. وماهو الفافنوس وماهو الغليد اب بوص .. والوافر ضراعو .. والشيخ سيرو .. والدود النتر .. واغانی كثيرة ظلت تمجد القيم وتطالب الإنسان السودانی أن يرتقی لها …
فلذلك انا لا أشك لحظة واحدة بأن سر هذا التميز وهذه الهالة وهذا الوهج الذی يحيط بشخصية الرجل السودانی يعود الی حواء السودان. . الی جداتنا اللاتی الهمن هذه القيم للرجل فتمخض ذلك عن الشهامة والشجاعة والرجولة والمروءة والثبات .. والجنيات الجرو سابو عروضم هملوا … ويا اخوانی البنات القده عطشانه ، بتدور الرجال البحملوا بطانه .. والخواف ده ما حر منو نتبرا … واغانی كثيرة تقدح فی الرجل الجبان الرعديد وتدعو الی مقاطعته والبراءة منه وتشيد بالشجاعة والبسالة والشهامة .. ومقنع الكاشفات والمامون علی بنوت فريقو والكابی فوق الولية ..
مما حدا بالرجل أن يسعی للتميز ليضع له مكانة فی أعين حواءات السودان فنشات عادة البطان بالسوط والوقوف والثبات أمام أعين الجميع للسعات السوط دون أن ترمش له عين والدماء تسيل من جسده ولا تزال هذه العادة تمارس والی اليوم فی بعض أقاليم السودان ..
وأخيرا ما أود قوله صدق من قال أن المرأة نصف المجتمع وتربی النصف الآخر وحبوباتنا والله ما قصرن ابدا ، وليهن حق كان كحلننا بالشطة .. وتحية المساء أرسلها لكل نساء بلادی وهن يغرسن فی أجيالنا المتعاقبة اروع القيم ويزرعن فی نفوس أطفالنا كل معنی نبيل وكل غرس جميل ودام عزك يا وطن .
أحمد بطران