لهذا السبب هاجم مذيع إيراني “العربية.نت”
تغطية ” #العربية.نت ” لمقابلة أجراها #المذيع_الإيراني المنتمي للتيار الأصولي المعروف بعلاقته مع الأجهزة الأمنية الإيرانية “وحيد يامين بور” مع ” #أنيس_النقاش ” المعروف بتدريبه لعماد مغنية، القائد العسكري السابق لميليشيات #حزب_الله اللبناني، أثارت جدلا واسعا في #إيران ، ما دفع المذيع لمهاجمة “العربية” والدفاع عن اغتيال معارضي النظام الإيراني.
وفي التفاصيل، غطت “العربية.نت” مقابلة اعترف فيها التلفزيون الرسمي الإيراني، للمرة الأولى، بتنفيذ عمليات اغتيال معارضي النظام خارج البلاد.
التغطية حازت على اهتمام واسع في الوسط السياسي الإيراني، وانتقد الكثير من السياسيين الإيرانيين المذيع “وحيد يامين بور”.
فعلى سبيل المثال، اتهم الناشط الإصلاحي والمتحدث باسم الحكومة الإيرانية في عهد الرئيس محمد خاتمي في تغريدة على موقع تويتر المذيع ووصفه “بالنفوذي”.
وخرجت انتقادات قوية من الجناح الأصولي الذي ينتمي إليه المذيع أيضا، حيث قال الناشط الأصولي البارز “حسن سبحاني نيا في مقابلة مع موقع “رويداد 24” إن “البعض في التلفزيون الرسمي يقومون بتصرفات تضر بالمصالح الوطنية”. وطالب سبحاني نيا بـ”محاسبة الفاعلين قانونياً كي لا تتكرر هذه التصرفات” على حد وصفه.
المذيع يدافع عن الاغتيالات ويهاجم العربية
وبعد الضجة التي حدثت، دافع المذيع “وحيد يامين بور” في مقال نشرته مواقع منتمية للمتشددين، ومنها موقع “رجا نيوز” المقرب من الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، أكد فيه أنه يعتبر “كل من يجاهد لتطهير الأرض” ممن وصفهم بـ”المنافقين وأصحاب الفتنة”، “بطلاً يجب احترامه”.
وعادة ما يصف النظام الإيراني معارضيه بـ “المنافقين وأصحاب الفتنة”.
وهاجم يامين بور في مقاله “شابور بختيار” آخر رئيس وزراء إيراني في عهد الشاه الذي اغتيل في فرنسا، وتطرق البرنامج الحواري إلى محاولات اغتياله، وأضاف: “الجميع كان يعرف أن أنيس نقاش قام بعملية اغتيال فاشلة لبختيار ما أدت إلى اعتقاله في فرنسا”.
وأضاف المذيع: “اليوم نرى أن جماعة من أصحاب الفتنة من الذين حاولوا تلطيخ سمعة النظام – في إشارة إلى احتجاجات عام 2009 في إيران بعد الانتخابات الرئاسية – الذين وصفهم المرشد بفاقدي الحياء، يدعون أنهم من مدافعي سمعة النظام استنادا إلى قناة العربية، تلك القناة التي دافعت عن أصحاب الفتنة بل أصبحت بيتاً لهم”، في إشارة إلى تغطية “العربية” للاحتجاجات في إيران.
أول اعتراف للتلفزيون الرسمي الإيراني
وكان قد اعترف التلفزيون الرسمي الإيراني، للمرة الأولى، بتنفيذ عمليات اغتيال لمعارضي النظام خارج البلاد على يد عملاء له.
وفي هذا البرنامج الحواري الذي بثه التلفزيون الإيراني، الخميس قبل الماضي، أشار أنيس النقاش إلى أنه كان مسجوناً في فرنسا، عندها تدخل المذيع الإيراني وحيد يامين بور، موضحاً سبب اعتقال أنيس النقاش في فرنسا، فقال المذيع: “بعد مرور عام من الثورة الإيرانية ذهب أنيس النقاش إلى فرنسا لاغتيال رئيس وزراء الشاه شابور بختيار. العملية لم تتكلل بالنجاح، واعتُقل إثرها أنيس النقاش وسُجن عدة سنوات”.
يذكر أن أنيس النقاش ولِد في بيروت عام 1951، والتحق بصفوف حركة فتح عام 1968 وتسلم فيها عدة مناصب. وبعد الثورة الإيرانية أصبح من المقربين للنظام الإيراني، وشارك في تدريب بعض قادة حزب الله اللبناني، وله دور في التنسيق بين قادة الجماعات الفلسطينية والنظام الإيراني. وسُجن أنيس النقاش عشر سنوات في فرنسا بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شابور بختيار في باريس، وأفرِج عنه عام 1990.
ولم ينجح النقاش في اغتيال بختيار، ولكن في 6 أغسطس/آب عام 1991 تم اغتيال بختيار في منزله برفقة سكرتيره الخاص في إحدى ضواحي باريس من قبل ثلاثة أشخاص، كما قُتل أحد جيرانه ورجل شرطة ذبحا بسكين لإخفاء الخبر. ولم تكتشف ألغاز وفاة بختيار إلا بعد مرور 36 ساعة.
وفر اثنان من منفذي الاغتيال إلى إيران، في حين اعتُقل الثالث (وهو علي وكيلي راد) في سويسرا، وسُلّم إلى فرنسا برفقة زينال سرحدي (وهو قريب بعيد للرئيس الإيراني آنذاك هاشمي رفسنجاني)، وتمت محاكمة علي وكيلي راد، وحكم عليه بالسجن المؤبد في 1994.
وأفرجت فرنسا عن وكيلي راد عام 2009 حيث تمت مبادلته بـ”كلوتيد ريس”، وهو معلم فرنسي اعتُقل في طهران بتهمة المشاركة في الاحتجاجات التي جابت شوارع المدن الإيرانية بعد الانتخابات الإيرانية في العام نفسه.
وفي عام 2014، اعترف وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي بـ”تنفيذ اغتيالات ضد معارضين لنظام الجمهورية الإسلامية في الخارج” ضمن نشاطات وزارته خارج البلاد، حيث أكد في تصريح نشرته وكالة أنباء السلطة القضائية الإيرانية أن “الاغتيالات شملت زعيم جيش النصر البلوشي عبدالرؤوف ريغي وابن شقيقه وأشخاصا آخرين في باكستان”.
وأشهر الاغتيالات التي نفذت بحق المعارضين الإيرانيين خارج البلاد استهدفت شابور بختيار، آخر رئيس وزراء لإيران في عهد الشاه، والزعيمين الكرديين الإيرانيين عبدالرحمن قاسملو في النمسا، وصادق شرفكندي واثنين من رفاقه في برلين بألمانيا، والفنان الإيراني الذي كان يعتبر من وجوه الشاشة الإيرانية في عهد الشاه فريدون فرخ زاد، وغيرهم من الشخصيات.
العربية نت