عثمان ميرغني

الكيكة صغيرة .. والأيدي كثيرة!


في مراسم تنصيب الفريق أول بكري حسن صالح رئيساً للوزراء أمس الأول (الخميس).. قال السيد رئيس الجمهورية عمر البشير (الكيكة صغيرة والأيادي كثيرة.. عملية- تشكيل الحكومة- ليست سهلة..).

فعلاً تشكيل الحكومة أمر صعب.. لكن يجدر السؤال عن (سبب) الصعوبة.. هل لقلة الخبرات التي تصلح للقيادة التنفيذية، أم لكثرة الخبرات بما يجعل المفاضلة بينهم أمر شاق وصعب، أم لأن البرامج والتكاليف المطلوبة من الحكومة استثنائية وشاقة بما يصعب اختيار الوزير المناسب في الوزارة المناسبة؟.

بكل يقين، لا هذا ولا ذاك (على رأي الأستاذة منى في برنامج “فرسان في الميدان” لصاحبه القدير حمدي بدر الدين).

الصعوبة التي يقصدها السيد رئيس الجمهورية- هنا- هي المتعلقة بالجزء الأول من حديثه.. (الكيكة صغيرة والأيدي كثيرة).. صعوبة إطعام أفواه جائعة ونهمة لأكل (الكيكة).. وطالما أن (الكيكة) صغيرة.

وهكذا؛ تمخض جبل الحوار الوطني ليلد فأر (الكيكة) الصغيرة.. بعد ثلاث سنوات حسوماً من الحوار الدوار انتهى الأمر إلى محطة (كيكة) توزع على المتحاورين.. فيطل السؤال النبيل.. وما هو نصيب الشعب السوداني من (الكيكة)؟.

حسناً؛ الإجابة سهلة، وبحيثيات وأدلة قوية لا تحتمل اللجج، فهذه (الكيكة) ليست صنيعة اليوم، سبق تكوين حكومات بمختلف المسميات.. حكومة قومية، حكومة عريضة.. حكومة وحدة وطنية، وكلها كانت توزع قطع (الكيكة) على الأحزاب المتشاركة في السلطة.. ومن فرط تطويع (الكيكة) لإرضاء أذواق كل الآكلين.. توسعت الحقائب الوزارية الاتحادية لتصل إلى تخوم المائة.. أكثر من سبعين حقيبة وزارية قسمت لتتسع للساسة وليس لأن حاجة خدمة الشعب والوطن تتطلب هذا العدد.. لدرجة تقسيم الوزارة الواحدة بين عدة وزراء على مبدأ (الفقرا اتقسموا النبقة) فوزارة النقل والطرق والجسور قسمت إلى وزارة للنقل وأخرى للجسور.. ليس لأن مصلحة العمل تتطلب ذلك.. بل لإرضاء كل حزب وسياسي بكرسي إضافي، أشبه بإضافة كراسي جانبية في قاعة سينما قاعة الصداقة لإجلاس أكبر عدد ممكن من الجمهور.

الآن.. عدد الأحزاب والساسة أكبر.. أكثر من 90 حزباً ونحو 30 حركة مسلحة، ومثلهم من الشخصيات القومية الأخرى.. كل هؤلاء شاركوا في الحوار، وكلهم ينتظرون نصيبهم من (الكيكة).. بعضهم سيدخل الوزارة.. وأغلبهم سينالون مقاعد في المجالس التشريعية القومية والولائية.. وكل هؤلاء تحيط بهم الصافنات الجياد من الامتيازات المالية والعينية والجاه ونثريات السفر داخل وخارج السودان (والأخير أهم بند).

لا أريد توسيع دائرة الاحباط الوطني، لكني أسأل بكل احترام.. هل يتوقع أحد من وزارة قامت على قسمة سياسية محضة أن تحقق أمل الشعب السوداني في الخروج من نفق الاحتراب السياسي إلى سعة رفاهية وكرامة الحياة التي يستحقها شعب يملك وطناً مترف بالخيرات الظاهرة والباطنة؟.

لا.. لا .. أتوقع..

ويستمر الإحباط!.

عثمان ميرغني
صحيفة التيار


‫4 تعليقات

  1. والله هذه الحقيقة وان الوزارة الجديد تزيد من الاحتراب لا الرضاء قاس ومااظن انه في واحد حايكون راض زايدا زيادة معاناة هذا الشعب الذي صار يئن من المصائب التي كل تاتيه من الجهات

  2. الريس البشير فشل صراحه
    كيكه معقوله ياريس
    يعني الكيكه دي بس للعصابات والاحزاب والشعب دافع التكاليف من دمو
    نرجو من الريس اتكال كل المهمات لبكري وخلي احسم لينا ناس الكيكه ديل الوصولو ٩٠ حزب و ٥٠ حركه
    وبقينا ١٥٠ دوله داخل دوله
    حرااااااام عليكم قسمتونا قسمتو مال الشعب بينكم ع حسب كلامك

  3. من البديهي ان نقول اي حزب شارك بالحوار ان يكون له نصيب بالكيكة وان كانت صغيره… كل حزب علي حسب وزنه وحسب الكفاات المتوفره عند عضوية… الفرق بين حكومة (الكيكة) الحالية وسابقاتها ان للحكومة القادمة (الكيكة) برنامج محدد ملزم لكل من يشغل جزء من اطراف الكيكة…وحتي يتهيأ الكل بعد 3 سنوات للانتخابات العامة والتي تمهد لديمقراطية شاملة لكل وليات السودان…ان الحكم الفدرالي هو الانسب للسودان وان كان مكلفا ويستهلك موارد الدولة الشحيحة… وفي رأي انها خطوة للامام ان نتدرج في الوصول لحكم ديمقراطي وان نبني احزاب قوية قادرة علي المنافسة بالحكم وبالمعارضة… لا يتوقع الكاتب ان تعمل الحكومة القادمة علي تحقيق امل الشعب في الخروج من نفق الاحتراب السياسي لانه سوداوئ النظرة ولا يري في (اعز مكان) شئ يستحق الاشادة والالتفاف….البلدان تبني بشعبها لا بساستها…. وانا اسأل الكاتب المهندس الذي يجب ان يكون في موقع (عمل يخدم الدولة والشعب) هل لديه مصدر رزق غير تسبيط الهمم ونفث التشاؤم؟ … والله المستعان…