الأخ الرئيس.. أحسنت وأصبت
ظل الشعب السوداني بكل مكوناته وأحزابه الموالية والمعارضة- ظل يراقب مجريات الحوار الوطني الذي تطاولت مدته لمختلف الأسباب الواقعية والمفروضة، ثم ظل يترقب صدور توصياته ومقرراته التي جاءت ملبية لطموحات غالبية أهل السودان إلى حد كبير نسبياً، فأفلحت في إحداث بعض الاختراقات في مواقف المجتمع الدولي الذي كان قد أحكم خناقه علينا لسنين عدداً، والآن يترقب الناس ما ستسفر عنه التعديلات الدستورية التي قصد منها تمهيد الطريق أمام إنفاذ المتفق عليه من مخرجات الحوار الوطني، ومن بينها منصب رئيس الوزراء والذي سيقود جهاز الدولة التنفيذي مباشرة تحت بصر رئيس الجمهورية والبرلمان، وكان كثير من المراقبين في الداخل والخارج يتوقعون أن يذهب هذا المنصب إلى حزب آخر غير المؤتمر الوطني، علّ ذلك يقلل من الاحتقان السياسي، ويمنح المزيد من مساحات المشاركة بمختلف مسمياتها المنطقية منها وغير المنطقية، ويقرّب المتشككين والواقفين على الرصيف..
ولكن بعد التصريحات الأخيرة من السيد الرئيس وبعض قادة المؤتمر الوطني بأن منصب رئيس الوزراء لابد أن يكون للمؤتمر الوطني عادت بعض التخوفات من جديد، بأن الحوار الوطني ماض إلى إفراز ما يمكِّن أكثر للأزمات- أنا شخصياً ورغم ما أعلمه من النفوذ الذي يتمتع به المؤتمرالوطني، وخاصة في أمر المواقع والامتيازات سعدت أيما سعادة عندما فوض الحزب السيد الرئيس لاختيار رئيس الوزراء، واستبشرت كثيراً من أن السيد الرئيس – وهو المعني مباشرة بالحفاظ على جدية الحوار ونتائجه لأن تصل إلى مراميها رغم تحفظات بعض الآخرين- استبشرت لأن السيد الرئيس يملك من الحكمة ما يحفظ به التوازن بين مكونات المجتمع الأخرى كلها، وبين المؤتمر الوطني الذي يصر بعض قادته وكوادره – رغم تطاول الزمن بالاحتقان الذي يحس به الجميع- يصر البعض على التمسك بكل ما تفرزه الظروف التي تستجد من مواقع سلطوية، حتى وإن استجدت بعد ولادة متعثرة بعد حوار وطني وفيض، وهنا تبرز حكمة السيد الرئيس وحنكته بأن استقل الفويض واختاز الفريق أول ركن بكري حسن صالح كنائب أول ورئيس للوزراء، كأوسط الحلول وأصوبها بين تشبث أهل المؤتمر الوطني وبين طموحات الجماهير، حيث يمثل الأخ بكري عنصراً مقبولاً، وشخصية متوازنة تتمتع باحترام كبير عند جماهير الشعب السوداني بأطيافه المختلفة، لا سيما وأنه الآن يقود حملة إصلاح الدولة من أجل الوطن والمواطنين بكل حنكة واقتدار، توازن رغم كل المتاريس والمصدات من بعض الجهات التي ستتضرر مصالحها من هذه الحملة..
إنني أعتقد جازماً أن ثقة الأخ الرئيس بإضافة صلاحية رئيس الوزراء لمنصب النائب الأول في قيادة الجهاز التنفيذي ستمنح الأخ بكري مزيداً من القوة في معالجة قصور الخدمة المدنية، بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وضرب معاقل الفساد والمحسوبية واستغلال النفوذ أينما وجد، ونحن كمراقبين ندرك تماماً أن الأخ بكري رجل أصيل ونظيف و(دغري) وتربى داخل المؤسسة العسكرية التي ظلت دائماً تحمي مصالح هذا الشعب الكريم.
فليهنأ السودان والسودانيون باختيار السيد الرئيس الموفق جداً للأخ بكري نائباً أول لرئيس الجمهورية ورئيساً للوزراء، سائلين الله أن يوفقكما لقيادة هذه الأمة بما يعيد توازنها، وأن تتقدما بكل ثقة في إنفاذ مخرجات مؤتمرالحوار الوطني والتي هي جماع طموحات هذا الشعب، وأن تعملا بنفس معايير الحكمة والتجرد قي اختيار من يتولون دفة العمل التنفيذي في الحكومة القادمة مع الأخ بكري، دون التوقف عند المشككين والذين لايزالون يطمعون في استمرار الواقع الذي لايعلم محطة نهايته الا الله سبحانه وتعالى
والله وراء القصد.
راي:علي فقير عبادي
صحيفة آخر لحظة
ياخ ما تسيبونا من المطاولات دي والله حال البلد ما ينصلح بي افراد هم اصلا كانوا منها كيف نستبدل السرطان بالسرطان