مقالات متنوعة

(شيوعي).. يعني شنو؟!


(شيوعي).. يعني شنو؟!
تملكتني الحيرة حينما نظرت أمس إلى خبر يقول “الوطني: لن نستثني أحدا من الحوار بما في ذلك (الشيوعي) والجبهة الثورية”.. وتساءلت، ما الذي يجمع الجبهة الثورية التي تنتهج العمل العسكري المسلح، بالحزب الشيوعي المسالم حتى يضعهما )الوطني( في خانة واحدة؟!
لأي حزب سياسي تقييمه الخاص لبقية الأحزاب، ويتضح أن )الوطني( يعامل (الشيوعي) بشيء من الاستعلائية، وهذا من حقه، كما يعامل (الشيوعي) الحزب الحاكم بدونية، وهذا أيضا من حقه.!!
إن فصلنا الأمر قليلا، نجد أن المؤتمر الشعبي وعلى رأسه الترابي، وحزب الأمة وعلى رأسه الصادق المهدي، وبقية القوى المعارضة، ظلوا ينادون بإسقاط النظام ويطالبون برحيله حتى بعد أن يخرجوا مباشرة مع اجتماع ضمهم مع الحزب الحاكم، غير أن دعواتهم تلك لم تمنعهم من الاستجابة لأي دعوة يقدمها )الوطني( للحوار في فترات متفاوتة..
طالما )الوطني( قبل الجلوس مع القوى السياسية فلابد أن يسقط من حساباته سياسة “فرق تسد” وأن يحترم الأحزاب بأيدلوجياتها وأفكارها المختلفة.. فمن غير المنطق أن تقدم الدعوة لـ(الشيوعي) لحضور خطاب الرئيس قبل بدئه بساعات.!
بلا شك أن المشكلة بين الحزبين ليست في الدعوة وطريقة تقديمها، إنما الأزمة بينهما أعمق من ذلك، يرى البعض مثلا، أن (الشيوعي) يتعامل مع (الوطني) كالإدارة الأمريكية، كلما استجاب الحزب لمطلب زادت وارتفعت مطالب (الشيوعي) الذي لا يرى شيئا إيجابيا تم تنفيذه أو تحقيقه.. وفي ذات الوقت لا زالت كلمة (شيوعي) هي تهمة يطلقها (الوطني) عادة على أشخاص كأن شبهات تحوم حولهم، وهي مناسبة بأن نسأل (الوطني) “يعني شنو (شيوعي)؟”
أمين العلاقات الخارجية الدرديري محمد أحمد قال أمس، “إن الدعوة للحوار ستشمل كل الأحزاب بما فيها الحزب الشيوعي وأنه لن يُعزل لعدم تلبيته الدعوة الأولى”.. وهنا نقول فقط، وليس حبا في (الشيوعي)، إن طريقة “التعاطف” التي تتمثل بعدم العزل، أو تلك الاستعلائية التي تتمثل في طريقة تقديم الدعوة، تنسف نظرية (الوطني) بأنه لا يفرق بين حزب وآخر، وأن جميع القوى السياسية مرحب بها.. من الأفضل أن يكون (الوطني) واضحا، وأن يقول “لا نريد (الشيوعي)”، فهذا من حقه، ويسهل الأمر عليهم وعلى أولئك وعلينا أيضا.!!

الصوفية، معليش لو غلطنا!
رسائل غاضبة وصلتني من بعض الطرق الصوفية تحتج على “عمود” كتبته بمناسبة المولد كان عنوانه “ليس دفاعا عن أنصار السنة”، انتقدت خلاله بعض المظاهر، لكني أحسست أن الرسالة، رغم وضوح العبارات، لم تصل بالطريقة المطلوبة..
قبل يومين، سرت شائعة بأن السفير الأمريكي اعتنق الإسلام، وهو أمر مفرح إن حدث، لأن أي مسلم يحب أن يعتنق أهل الديانات الأخرى، هذا الدين الحنيف.. والشائعة رُبطت لعلاقته مع هذه الطرق وشيوخها، فالتواصل بينهما كان مستمرا لم ينقطع، بل إنهم أقاموا له احتفالية وداعية بمناسبة مغادرته الخرطوم.
رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي أيضا، له علاقة مع هذه الطرق، وحريص على التواصل معها، وشخصيات أجنبية عديدة، تحترم الشيوخ الصوفيين، والأمر إن دل على شيء، إنما يظهر أنهم أكثر الناس قدرة بأن يحببوا الإسلام لغير معتنقيه وأيضا هم أكثر الناس اجتذابا للمسلمين بأن يحبوا الإسلام ويتقربوا لله ورسوله.
انتقاد مسلك معين حدث في المولد بإحضار الفرق وإقامة المهرجانات وازدحام الناس والتصاقهم ببعضهم، لا يعني انتقاد نهج كامل تسير عليه الصوفية، فهذا مظهر، ربما ليس إيجابيا، لكن واحد من مظاهر أخرى لافتة ومضيئة.!

الكاتب : لينا يعقوب
لأجل الكلمة – صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. يعني شنو (شيوعي)؟”

    معناه لا إله والحياة مادة ؟

    ألا توجد هذه العبارة في أدب الشيوعين منذ ماركوس ولينين!