منوعات

تداعيات زيارة الشيخة : البجراوية.. هل من عودة لي


في الإشارة الحمراء.. توقفت الحركة.. أحد (الهايسات) كان يحمل مجموعة من الفتيات .. تعلو أصواتهن بأغاني السيرة.. الدلوكة والصفقة.. جعلت الجو مرحاً في تلك الثواني القليلة.. رفع أحد المارة يده قائلاً (أبشرن).. تعالت الزغاريد.. وصوت الغناء.. وفجاة تحولت الإشارة الى بيت عرس مصغر.. الكل أبتسم.. الباعة الصغار رقصوا على أنغام (حنانه والنسى أهله ما نسانا)..ابتسمت وقد وجدت نفسي في خضم هذه (الحفلة).. قلت لنفسي لا يوجد مثلنا في الانفعال اللحظي.. إن كان فرحاً.. أو كرها.. ثم تجدنا ننسى كل شيء بعد لحظة..دون أخذ العبرة حتى.. هل من تفسير؟؟
أرسل لي أحد الأصدقاء.. رسالة فحواها (ما حتردي على المصريين ديل يا استاذة ؟؟ ما شايفة كيف كاتبين عن الأهرمات السودانية؟؟).. زيارة الشيخة (موزا).. وجدت تفاعلاً كبيراً.. من وسائل الإعلام المختلفة.. والحق يقال كان برنامجها حافلاً.. لكن خبر زيارتها للبجراوية أشعل مواقع التواصل الاجتماعي.. فقد كتب عدد من المصريين تعليقات كلها اجتمعت على التساؤل عن أهرامات السودان.. والسخرية من وجودها فعلاً.. بل ادعى بعضهم إن الأهرامات أقيمت مخصوص لتتصور الشيخة بالقرب منها.. وطبعاً في المقابل.. اشتعلت مواقع التواصل السوادنية بحمى الرد على المصاروة.. وبدأ أن الأمر لن ينتهي.. والساقية لسه مدورة.
بعيداً عن حمى الإعلام المصري.. والرد عليه.. يبقى السؤال الأهم.. (كيف يعرف المصريون أن هناك أهرامات بالسودان.. إن كنا نحن السودانيون لا نعرف ذلك ؟؟).. من منا يذكر أسماء الملكات صاحبات الأهرامات.. أو يعرف عنهن شيئاً؟؟ هل تحوي مناهجنا الدراسية أي معلومات ضافية وافية كافية عن الآثار السودانية؟؟ الحقبة الوحيدة التي يدرسها الطالب السوداني بالتفصيل هي حقبة المهدية.. وهي مرحلة مهمة في تاريخ السودان.. لكن هل السودان قبل المهدية (لم يكن شيئاً مذكوراً؟)؟؟..
المنهج الدراسي السوداني.. يا سادة يا كرام.. لا يتضمن ولا رحلة واحدة لمناطق الآثار السودانية وهي (بالمناسبة.. ليست البجراوية فقط)…ولا يعدها شيء ذي أهمية حتى يتوقف عنده.. ولو توقفنا عند البجراوية.. ستجد إنها تفتقر الى أبسط مقومات الحياة.. بل حتى لا توجد لها وسائل مواصلات منتظمة.. فقل لي بربك.. كيف نطمح الى أن يعرف العالم عنها شيئاً؟؟
نشكر للشيخة موزا زيارتها.. فقد منحتنا الكثير لنحكي عنه ونكتب.. معها إكتشفنا كم هي غنية بلادنا.. كم هم جميلون أطفالنا.. وكم نحن أثرياء بهذه الأرض المعطاءة.. والتي كما قال عنا بعضهم (اننا سنسلمها كاملة يوم القيامة.. كما تسلمناها.. لم نضف لها شيء.. ولم نأخذ منها شيء)…فيا صديق الأسافير.. لن أرد على الإعلام المصري.. فقد تعودنا منه ذلك كثيراً.. ولو لم يفعلوا كعادتهم.. لتملكتنا الدهشة.. ولقلنا (يا ربي الجماعة مالهم؟؟).. لكن التمني يمتد لكي (نقعد في الواطة) وندرس بحق أمر الآثار والسياحة في بلادنا.. عندها سيكون الرد وافياً.. وشافياً.. .فتحت الإشارة.. تحرك البص.. وتباعدت أصوات الفتيات.. وتبدلت الأغنية الى (تجي ولا نجي.. يا مطار أبوظبي).

صباحكم خير – د ناهد قرناص


‫4 تعليقات

  1. والله النساء الكتاب كلهن طريقتهن واحد في الكتابة بتحس لما تقرأ لهن زي كأنك قاعد في محل جبنه

    طيب انت ككاتبة وصحفية هل زرتو مووقع واحد اثري في السودان.مش كان من باب اولي الصحيفين والعاملين جوطه في الصحف الكتابة وتعريف السودانين والعالم عن هذه الحضارات بدل يجو ناس من مكان بعيد يعملوا دعاية الآثار الخاصة بنا . وكتابتنا زي الونسه في الكورة بتاعتنا عيب ليكم والشيخة موزة.. ظهرة لينا الناس علي حقيتها والنساء باذات جن حسد وجنس غيرة من الشيخة… استحن علي انفسكم.

  2. طيب انتو الإعلاميين السودانين منتظرين في شنو بدل تملو لينا الجرايد كلام نصو فارغ ما تملو صفحاتكم بتاريخ السودان و ب أثاره وتوعو السودانين ببلدهم .

  3. بصراحة الكل مقصر في إبراز معالمنا التاريخية والأثرية الثرة أولها وزارة السياحة وثانيها وزارة الإعلام والتي تتمثل في الإعلامين جميعاً والمعالم المصرية ما أبرزته هو الإعلام والإعلاميين ..