لماذا انهملت الدموع؟
حديث المدينة الأحد 26 مارس 2017
في المؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي أمس الأول رصد الصحفيون المشاعر الجياشة للدكتور نافع علي نافع.. الذي انخرط في نوبة بكاء حرى حزناً على غياب الدكتور حسن الترابي في مثل هذا المشهد.
ومع تقديري للعواطف والأحاسيس إلا إن سؤالاً مهماً يفرض نفسه، الدكتور حسن الترابي– الذي تفتقده دموع نافع اليوم- ظل سنوات طويلة خلف جدران السجون على أيدي تلاميذه خلال عهد الإنقاذ.. ويشاء القدر أن يبدأ الترابي حياته السياسية من أصخب مكان يضج بالحركة في (شارع الجامعة) ويختمها– بفعل تلاميذه- في “أسكن” مكان في (شارع أوماك).. وما بين المكانين تأريخ طويل كان أشقه وأكدره فصول عمره الأخيرة تحت سلطة تلاميذه.
عندما اندلع الخلاف المرير بين الترابي وتلاميذه لم تظهر على (منصة العرض) أدبيات الخلاف التي يمكن أن تقدم أنموذجاً يستحق أن تبكيه الدموع الحرى.. على النقيض احتشد المثال بالتغابن والأنياب الدامية.. وظل الترابي حتى آخر قطرة من عمره – في أعين بواكيه اليوم- مجرد زعيم حزب معارض محاصر بكل أصناف المكر الحزبي المضاد الذي يحبسه في أضيق ركن.
مثل هذه الدموع– المتأخرة– تكشف صورة مقطعية للعقلية التي ظلت تدير بها الحركة الإسلامية في أحرج محكاتها العصيبة.. عقلية (اليوميات) التي لا تنظر أبعد من كراسي السلطة.. تهدر العمر في معارك تستنزف الجهد والمال بل وكرائم الأخلاق.. ثم بعد انجلاء غبار الكر والفر لا تمطر سحائب الماضي إلا الدموع السهلة في صالة المؤتمرات.. دموع ليتها كانت على ورقة (استقالة) تعتذر فيها الحركة الإسلامية لكل السودان عن حصاد الهشيم.. هشيم وطن تناقص من أطرافه ومن باطنه أيضاً.. تناقصت مساحته شمالاً وجنوباً، وتناقص شعبه الذي هبّ إلى المهاجر من كل حدب وصوب.. لكنها دموع على وزن (فاصل ونواصل).. لا تغير من الحاضر ولا المستقبل شيئاً.
أي عمل أو فكرة أو حتى دمعة لا تغير الحاضر في مسير الصعود إلى المستقبل لا فائدة منها.. شعب السودان (رَفَعَ الفُراش)، وأغلق العزاء في ماضيه، ولم يعد قادراً إلا على النظر نحو المستقبل.. لا يهمه (الدموع) إلا بقدر ما قد تحدثه من تغيير.. فهل تغير (دموع نافع) الحاضر أو المستقبل؟ لا أظن ذلك!.
عثمان ميرغني
صحيفة التيار
والله ما فى تحليل منطقى اكثر من كده
صدقت و الله ,
دموع فاصل و نواصل و تستمر النخب السودانية في اجترار الفشل جيلا” بعد جيل !!!.
من اروع واصدق ما كتبت
دائماً كتاباتك سم زعاف وتدل على الحقد والكراهية.
يا أم غشعم …
هذا الرجل عبر بحسه الصحفي عن تلك الدموع وفي هذه المناسبة بما يمليه عليه الواجب المهني والوطني ،،، فهلا عبرت لنا بحسك وفهمك لهذه الدموع التي إنسكبت من رجل ليس من الساهل ان يجود حتي بكلمة إعتذار .
و احنا المفروض نكون مبسوطين و ممنونين انو سيدك نافع نزلت منو دمعتين !!!
انت قريت المقال و فهمتو ولا بس كلام والسلام ؟؟؟