مقالات متنوعة

مقاطعة مشروعة

* لم أكترث كثيراً للحملة الإعلامية المدبرة بعناية من قبل (المؤتمر الوطني)، المناهضة لسياسات النظام المصري، والتي تأتي مغلفة عقب زيارة الشيخة القطرية موزا بنت ناصر آل مسند لأهرامات البجراوية، وتبني دولتها لمشروع آثار السودان التاريخية وإنعاش حضارة كوش المنسية، وما أعقبها من ملاسنات من الجانب المصري بغرض تغبيش الصورة تماماً لطمس الهوية السودانية كما جرت العادة.
* ولكني أكتب اليوم من منطلق أعلمه تماماً، وكثيراً من تطرقت اليه في هذه الزاوية وهو المتعلق (بالخطاب الإعلامي المصري المتعالي) تجاه كل ما هو سوداني، وقبل ذلك لابد من التأكيد على أن احتراماً كبيراً يفرض نفسه بيني وبين عدد من الإخوة والأخوات والأصدقاء والزملاء والزميلات المصريين وممن تجمعني بهم علاقات نسب ورحم، وهم بالتأكيد غير معنيين بمن أعنيهم في كتاباتي السابقة واللاحقة.
* فالخطاب الإعلامي المصري في الغالب الأعم متعالي، متعجرف، لا يصلح الا ليدرس كمنهج للخطاب الإعلامي الساقط، بينما الخطاب الإعلامي السوداني (الموالي) استسلامي، لا يخلو من الانهزامية وانتظار شارة البدء من أصحاب القرار بعيداً عن روح الوطنية التي تفرضها مثل هذه المواقف.

* قبل سنوات من الآن تحدثت عن الحادثة الشهيرة التي جعلت منا أضحوكة العالم العربي والمصري تحديداً، فبعد أن أخرجنا منتخب الفراعنة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، كافأناه بدعوة كريمة جداً لزيارة السودان وتكريمه على مستوى رئاسة الجمهورية باحتفالات غير مسبوقة، تمثلت في آلاف الدولارات وسيارة لكل لاعب، بخلاف الهدايا الأخرى، في الوقت الذي يعيش فيه غالبية السودانيين تحت خط الفقر، وهناك من لا يجد ثمن الوجبة الواحدة.

* يحدث هذا بينما يفتعل الإعلام المصري الأزمات مع السودانيين (لاحظ السودانيين) وليس النظام السوداني، فتارة يكيل السباب والشتائم بسبب تشجيع معظم السودانيين لمنتخب الجزائر في الفاصلة الشهيرة بأمدرمان، وما أعقب ذلك من زيارة قيادات صحفية سودانية لمصر بمبادرة لاتحاد للصحافيين السودانيين والتي أسميناها في وقتها بمبادرة (الانكسار والخنوع).

* وتارة بسبب قضية حلايب وشلاتين التي يعلم الإعلام المصري أكثر من غيره حقيقة سودانيتها والظروف التي جعلت منها مستعمرة مصرياً.
* وأخرى بسبب إيقاف استيراد عدد من المنتجات المصرية بسبب التلوث الذي تم إثباته عالمياً، وكون أن السودان قرر إيقاف استيراد المنتج المصري فلا يعني ذلك أن النظام السوداني (كفر)، بل يعني أنه (أستيقظ فجأة) ليمارس حقه الطبيعي في حماية شعبه من الجشع المصري.

* العنصرية البغيضة للنظام المصري تجاه النظام السوداني، تم توجيهها بشكل قبيح جداً من خلال حادثة ميدان مصطفى محمود وإطلاق خراطيش المياه تجاه تجمع اللاجئين السودانيين وتدافعهم الذي تسبب في مقتل العديد منهم، وفي الكلاب المسعورة الناطقة بلسان الإعلام المصري، والتي تم إطلاقها بغرض الاغتيال المعنوي للشعب السوداني البرئ من (حكومته) براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فبات المواطن السوداني هدفاً مشروعاً للكلاب الضالة في الشارع المصري، لتنهش لحمه دون رحمة وسط ضحكات ممن يُسمون مجازاً (بشر).
* سياسة التمييز في المعاملة تجاه السودانيين، تبدو واضحة حتى في أسطول الطائرات (القديمة جداً) لشركة مصر للطيران وسوء معاملة طاقم الضيافة بها والذي يتم اختياره على ما يبدو بعناية فائقة لخط الخرطوم القاهرة بالعكس.

* كثيراً ما طالبنا بضرورة مقاطعة المنتجات الغذائية المصرية، وكافة السلع الاستهلاكية، وشركة مصر للطيران، وإيقاف السياحة العلاجية بالقاهرة، ليعي النظام المصري، وأبواقه من ضاربي الطبول في القنوات والصحف، حجم السودان، وليتأكدوا من ثقله الكبير في دعم الاقتصاد المصري المعروف الذي بدأ يتهاوى للأسباب المعلومة للجميع.
نواصل ..

بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة

‫2 تعليقات

  1. شكراً،يا بتنا،،،،،،
    لكن اعلمي ان كل هذه الأشياء المحرك الأساسي لها هم عملاء وخونة سودانيين يتم تحريكهم بواسطة المخابرات المصرية،،
    وإذا لم يتم القضاء عليهم لن تقوم لنا دولة مهما عملنا
    وهؤلاء داخل الدولة العميقة موجودون يحضروا وينسقو حتى الاجتماعات السرية للدولة ليرفعو تقاريرهم للمصريين،،،

  2. ابنتنا هنادي : ارجو ان لا تخلطي بين كرهنا للحكومة وهي منتخبة شئنا ام ابينا وبين وطنيتنا .
    تشجيع الجزائر في كرة قدم ليست جريمة وكرهنا لمصر منذ القدم واظن انك لم تكن مولودة في عام 1954 حينما خرج معظم السودانيين رفضا للوحدة مع مصر حتى بعد ان رقص الصاغ صلاح سالم ( اصوله سودانية ) شبه عارى في الجنوب .
    جميل انك ذكرتي معاملة المصريين للشعب السوداني وليس الحكومة السودانية حتى في اسطول طائراتهم القادمة للسودان .
    نحن شعب واعي نمارس السياسة على اصولها نختلف مع الحكومة ولكن نحترم صناديق الانتخابات وقديما قال البطل الهادي بشرى انه عندما راى المعارضة اصبحت لا تفرق بين معارضة حكومة وتخريب وطن عمل ( للخلف دور ) .