تجارة الموت ..!!
تفجعني قصص الذين يفقدون حياتهم في الأرياف والمدن البعيدة.. نسبة لعدم توفر مصل وترياق مضاد للدغات العقارب والثعابين.. والذين يحالفهم الحظ تصيب الغرغرينا اللعينة أطرافهم الملدوغة.. ويفقدونها..عقار منقذ للحياة وزهيد الثمن.. كثيراً ما تحدثنا عن أهمية توفره خاصة في المناطق ذات الطبيعة الزراعية.. وهذه دعوة أخرى لمن يهمهم الأمر.
قطاع الصحة والتعليم من أهم القطاعات الخدمية المباشرة.. وبعض المناطق لا تجد حظها ونصيبها من الاهتمام المطلوب.. ويترك الأمر لبعض المنظمات الأجنبية العاملة في هذا المجال، مما يصيب سكان هذه المناطق بالسخط والشعور بالتهميش، موضوع شح وندرة الدواء بالسودان موضوع قديم ومتجدد.. فتجارة الموت تحقق لتجارها مكاسب خرافية في أزمان وجيزة.. وخطورة الموضوع تتمثل في التلاعب بحياة الناس.. مقابل بضعة أحلام بائسة بالثراء الفاحش والسريع، احتكاكي الدائم بالمرضى ومن حياتهم على المحك.. تجعلني أطالب أهل الاختصاص
بضرورة ردع هؤلاء، وكل من تسول لهم أنفسهم بالتعاون مع بعض المنفذين وأصحاب الحصانات.. في التسبب بشح وندرة واحتكار بعض الأدوية الأدوية المنقذة للحياة خط أحمر.. لا يجب تجاوزه أو السماح للتلاعب بتوفره.. وهنا لابد من تضافر الجهود للحد من شبهات الفساد التي تحيط بمؤسسات دوائية مختلفة.. فالمرض لا يرحم وكذا الفقر..
توطين العلاج بالداخل.. يحتاج لخطوات جادة وفعلية.. وجهود حثيثة.. وتوعية وإعلام، خاصة وأن قصص الفساد واللا مبالاة والتقصير والإهمال في كافة الأصعدة والمجالات الصحية.. تلامس وجدان الناس.. والثرثرة بمثل هذه القصص تملأ مجالس المدينة.. وتجعل الناس يفرون بأمراضهم وأدرانهم صوب دول الجوار.
رسالتي لكل الذين تجبرهم ظروفهم لتلقي العلاج بالخارج.. يجب عليكم تحري الأطباء والمؤسسات العلاجية التي تذهبون للاستشفاء بها حتى لا يغرر بكم وتصبحون ضحايا لتجار الموت..
خلاصة القول: فإن الكوادر الطبية بالسودان.. كفاءات لا يستهان بها.. ثروة بشريةً نفاخر بها الأمم..إلا أن ضيق ذات اليد والعوائد المادية غير المجزية والمؤسسات غير المجهزة.. تجعلنا نفتقد خدماتهم.. فعلى أكتافهم بنيت أمم وحضارات في المدن البعيدة والقريبة.. وإنسان السودان يعاني الأمرين.
كلمة أخيرة:
الأمن الاقتصادي.. ووزارة الصحة.. والقضاء السوداني.. أضربوا بيد من حديد.. وسلام عليكم في الخالدين.
راي:سابريننا المليجي
صحيفة آخر لحظة