متى الحكومة؟ ..
لا تنشغل الساحة السياسية بشيء مثل انشغالها بمسألة تشكيل الحكومة وإعلانها، والكل ينتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة بعد المشاورات المكثفة التي دارت طيلة الفترة الماضية
وعكوف السيد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء القومي واللجنة العليا لمتابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، على مناقشة موضوع المشاركة في الحكم والتشاور مع تسعين حزباً وبضع وثلاثين حركة مسلحة موقِّعة على الوثيقة الوطنية بعد أن تقدم الجميع بمرشحيهم للتعين في الحكومة الاتحادية والحكومات الولائية والمواقع المحددة في الهيئة التشريعية القومية والمجالس التشريعية بالولايات .
> ويبدو من تصريحات قيادة المؤتمر الوطني وحديث الأمين السياسي للحزب الحاكم السيد حامد ممتاز لبرنامج في الواجهة التلفزيوني ، أن هنالك بالفعل تعقيدات تقف عقبة أمام تشكيل الحكومة. فرغم وجود معايير متفق عليها للمشاركة في الحكومة، إلا أن الرغبة في المشاركة وشهوة السلطة تغلب على كثير من شركاء الحوار فيصرون على ضمان أنصبتهم وزيادتها بغض النظر عن المعاني السامية والرفيعة التي كانوا يقولونها في فترة الحوار عن الهم الوطني وجمع الصف وكيف يُحكم السودان وليس من الذي يحكم، فكل تلك الإكليشيهات السياسية والشعارات تبدت في الهواء بمجرد أن لاحت كراسي السلطة وبان بريقها وعلا لمعان المناصب في الأفق .
> بالطبع هناك قوى سياسية مهما انتقدها الناس أو تصوروا مدى زهدها المزعوم ، فإنها لن توافق إلا على ما يرضي نهمها وشرهها للسلطة خاصة الأحزاب التي غابت عنها ولم تذق منها طعماً طيلة السنوات المنصرمة من عمر الإنقاذ أو تلك التي كانت ترقد في مخادع السلطة ثم ابتعدت أو أُبعدت عنها ، وهنا تبدو معضلة السياسة في السودان ، الجميع يقدم العاجلة على الآجلة ، والكل يريد أن ينصَّب وزيراً أو والياً أو حتى معتمداً أو عضواً برلمانياً يزحم براياته وطبوله الآفاق .
> فالصورة الظاهرة الآن أن هناك جملة من العقبات تقف أمام تشكيل الحكومة ، فحزب مثل المؤتمر الشعبي يعتقد أنه شارك بفاعلية في إنجاح الحوار الوطني ولولا انخراطه بقوة في الحوار ومشاركته الفاعلة فيه، لما وصل إلى النتيجة الحالية وأنه أسهم إسهامات فكرية وسياسية وقدم مقترحات في حياة أمينه العام السابق المغفور له الدكتور حسن الترابي كان هادية لكثير من المخرجات الحالية ، لا يمكن لهذا الحزب كما ترى قياداته أن تنحصر مشاركته في مواقع ضئيلة لا تسمن ولا تغني من جوع ، فالمؤتمر الشعبي يريد نصيباً مقدراً من كيكة السلطة تساوي حجم مشاركته في الحوار الوطني، بينما ترى شخصيات مثل السيد مبارك الفاضل أنه بوزنه السياسي وتاريخه في حزب الأمة القومي انتمائه لطائفة الأنصار وحفيد الأمام المهدي وتمثيله لبيت كبير من بيوتات السودان ، إن مشاركته يجب أن تكون بحجم ما يمثله وما يرمز إليه .
> إذا كان المؤتمر الشعبي وحزب مبارك الفاضل المهدي سيغضبان في حال حصلا على نصيب قليل من أنصبة السلطة ، فذلك يعني أن الآخرين من دونهما سيكون لهم نفس الموقف ، ولذلك لا يوجد موقف لا يحسد عليه مثل موقف المؤتمر الوطني وقيادة الدولة وهي تسعى الى إرضاء الجميع وتلبية رغبات الشركاء الكُثر ، وأيضاً هناك معضلات أخرى تتمثل في أن الحركات المسلحة وهي لا تمثل تيارات سياسية ولا تجربة لها يمكن الاعتماد عليها فهي ترى أن نصيبها يجب أن تأخذه مهما كانت الظروف ، ولا تفهم هذه الحركات طبيعة العمل السياسي أو مفهوم التنازلات، فقصور تجربتها أو انعدامها تمثل عقبة ضخمة تقف أمام مسار لحكومة المنتظرة .
> ويمثل قادة الأحزاب ورؤساء الحركات علامة من علامات الإخفاق والتباطؤ في إعلان الحكومة ، فهم يريدون ضمان مواقعهم هم قبل قيادات أحزابهم وكوادرهم الأخرى وسيسعون الى فرض تصوراتهم للمشاركة بإعطائهم ما يطمحون إليه ، وغالب هؤلاء يريد وجوده في الحكومة الاتحادية لا غير ، وهنا تكمن علة السياسة في السودان عندما تفكر القيادات في ما تريده وتتمناه هي وليس في البرامج والسياسات الموحدة لحكومة الوفاق الوطني .. فبالله متى ستُعلن الحكومة المرتقبة ؟!!..
الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة
قلنا و نكرر ان مسرحية الخوار التي جاء بها الحزب الحاكم هي مجرد تمثيلية هزلية لالهاء الناس و تضييع الوقت و شغل الناس عن الثورة على نظام الفساد و الفشل … و هاهي مخرجات ذلك الخوار …. مزيد من التعقيدات و المشاكل و مزيد من ترهل اجهزة الحكم و مزيد من الانفاق خصما على الخدمات و خصما على ما ينفع الناس … نتيجة الخوار هي كما لخصها الرئيس الراقص: كيكة صغيرة و ايدي كثيرة تريد الاكل … و سعادته يدري او لا يدري لخص كل المسالة بانها مجرد ماكلة