معالج شعبي يكوي المرضى بـ”عشوائية” وبـ500 ريال!
خلال الأسبوعين الماضيين، تداول السعوديون ستة مقاطع فيديو انتشرت عبر تطبيق “واتساب” لمعالج شعبي ظهر في حائل يدعى بندر البلوي، ويصور فيه مشاهد لكبار سن يتم كويهم بالنار وشُفُوا من آثار جلطة لحقت بهم.
مقاطع الفيديو تم تداولها على نطاق واسع، وتتحدث عن قصص شفاء لم يتم التحقق من مصداقيتها، ويظهر في بعضٍ منها المعالج عبر حسابه في “السناب شات” وهو يتكلم عن إنجازاته وعن حالات لشفائهم.
المقاطع التي انتشرت، سوّقت للمعالج بطريقة كبيرة بين الناس، ما أدى إلى تهافت جموع كبيرة على موقعه في حائل.
“العربية.نت”، حاولت الاتصال بالمعالج عبر رقم جواله المغلق طوال الوقت وبرسائل متوالية على “الواتساب” الخاص به لكن دون جدوى.
قصته في جدة
قال مأمون الهاشمي، مواطن سعودي يسكن جدة: “سمعت عن المعالج في حائل عبر فيديوهات منتشرة، ولأن والدي مصاب بجلطة بالدماغ كنت أبحث عنه طوال الوقت حتى حصلت على رقمه المقفل طوال الوقت وعبر الحالة في “الواتساب” حصلت على سناب شات الذي يتواصل به”.
وأضاف الهاشمي: “أعلن عبر حسابه في “السناب” أنه قادم إلى جدة بعد المدينة المنورة، ولمدة ليلة واحدة، وحدد الموقع والمكان”.
مشاهدات يوم في حياة المعالج
بيّن الهاشمي أنه تحرك بوالده المريض لمكان المعالج: “وصلت الساعة الواحدة ظهراً، أي قبل وصوله بست ساعات تقريباً، وحصلت على رقم 256، وكان التواجد كبيراً بوجود شركة حراسات أمنية”.
وأوضح الهاشمي أنه عاد مرة أخرى في الساعة الخامسة عصراً لموقع المعالج، أي قبل وصوله بساعة وكان الزحام كبيراً جداً، وفوضى عارمة تعم المكان، ولا يمكن الدخول إلا بإحدى طريقتين إما بمعرفة أو بالقوة.
وتابع الهاشمي أنه استطاع الدخول من البوابة النسائية وإدخال والده فلم يكن الداخل بأفضل حال من الخارج بوجود أكثر من 100 شخص داخل القاعة مابين مريض مقعد على كرسي متحرك ومريض آخر لا يستطيع الوقوف، ومن هو بلباس المستشفى، حيث خرج طلبا للشفاء.
وقال الهاشمي إن المعالج قال بالحرف الواحد: “صفوا فأنا لا أستطيع أن أقوم بكي 100 شخص خلال دقائق في منظر غير مريح”.
وقبل البدء بالكي طلب منا أحد الأشخاص تسديد رسم مالي قدره 500 ريال ثمن الكي والكشف، حتى إن البعض لم يكن مستعداً، وتم تحصيلها عبر فواتير طبعت بلا أي دليل أنها للعلاج “وكأنه محل تجاري”.
وصف الهاشمي المكان الذي يتواجد به المعالج، حيث هناك موقد في زاوية القاعة وضعت عليه المسامير التي يستخدمها بالكي، حيث يكوي بالمسار الواحد خمسة أشخاص بطريقة عشوائية قبل أن يعاود العملية بمسمار جديد.
واستغرب الهاشمي أن المعالج الشعبي لا يوجه أي أسئلة للمريض سوى الكي فقط في خمسة مواقع في القدم واليد والرأس.
وأشار الهاشمي إلى أنه دفع 200 ريال وتبقى 300 ريال في فاتورة حصلت “العربية.نت” على نسخة منها، بينما دفع الباقون كامل المبلغ استعداداً لتلقي الكي بالنار.
يبدأ بالكي ولا يسأل عن شيء
وحول ما جرى مع الهاشمي، أكد أن الدور على والده جاء بعد أربع ساعات من الانتظار والدخول: “حينما اقترب المعالج من والدي لم يسأله عن المرض أو وقته أو نشاطه، فقط قام بكيه بخمسة مواقع، وخرجنا في الساعة العاشرة مساءً وسط حضور كبير وفوضى عارمة في الموقع”.
ومن خلال “سناب” المعالج الشعبي، أعلن أنه قادم للجنوب في عسير بعد أن قضى ليلة في جدة، وقبلها ليلة في المدينة المنورة، وقبلها في حائل التي انتشرت المقاطع منها، ليعود مجدداً ويعلن أنه توقف عن النشاط عبر حسابه في “سناب” بعد أن شهد حضوره في جدة كثيرا من المغالطات.
المعالج البلوي يتحرك بسرعة كبيرة من منطقة حائل والمدينة، وينشر عبر “السناب” و”الواتساب”، وينتظره في المدينة المنورة المئات، وكذلك في جدة التي شهدت أكبر حضور، فيما تغيب جهات متخصصة عن بيان طريقة المعالج وترخيصه التي من أهمها وزارة الصحة.
العربية نت