لوحة وطنية فى زمن الخلافات الحكومية
جسد الشعب السودانى لوحة وطنية مخلصة تدل على الوطنية والوعى والكرامة والغيرة على وطنه رغم ما بينه من خلاف مع الحكومة فى كثير من القضايا . هذه اللوحة التى جسدها الشعب هى وقوفه فى الأحداث التى أفتعلتها الجارة مصر وخاصة من الإعلام المصرى الذى قلل من الشعب السودانى وتطاول عليه بكل أنواع الإساءة وعدم الإحترام والأدب . الشعب السودانى قاطبا لم يرضى تلك المعاملة إلإ القليل منه أصحاب المنافع أو المعارضين الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية .
إنفضح الإعلام المصرى ببضاعته الرخيصة والتى أصبحت ليس لها سوق خارجى وقد تأثر الإقتصاد المصرى من رفض أكثر دول العالم صادراته الزراعية ومسلسلاته الخداعية وقل دخل السياحة لعدم توفر الأمن وأحجم المستثمرون لتعامل والنظرة التى خلفها الإعلام . الحكومة والشعب السودانى ظل يحفظ الى مصر الجارة كل الود والإحترام وظل صابرا وصامتا طوال السنوات السابقة على المكائد التى يحيكها كل من الشعب والحكومة المصرية ضد السودان وشعبه حتى أصبح من بلد مصدر الى بلد مستورد ومن شعب محافظ يمتاز بالأمانة والكرم والتدين الى شعب يلهث خلف الدنيا إلا ما رحم ربى .
الإعلام المصرى الذى أنكر أفضال السودان عليه من عهد المماليك الى يومنا هذا أصبح ينكر وجود إهرامات وأراضى زراعية ومناطق سياحية وثروة حيوانية وتشويه سمعة السودانى فى الخارج حتى وصل به الحال ليقول بأنه لا يوجد دولة إسمها السودان وإنما هى أرض مصرية . وقفة الشعب السودانى والتصدى للإعلام المصرى بأكاذيبه وتطاوله هى وقفة تدل على أصالة هذا الشعب الذى لا يرضى الظلم والإهانة له ولكرامته ومكانته وهى أصالة تدل على أن الشعب السودانى مهما إختلف مع بعضه أو مع حكومته بأنه شعب يميز بين نقاط الإختلاف ولن تؤثر عليه فى القضايا الوطنية .
الشعب السودانى لا يلدغ مرتين لانه لدغ مليون مرة من مصر الجارة التى كانت هى سبب فى فرض الحظر على السودان وإحجام الدول بمساعدة السودان والإستثمار فيه . لقد إتضحت الحقائق وإنكشف الخداع والنفاق ومازلنا نحذر الشعب السودانى من الخداع والنفاق المصرى ويجب علينا الإنتباه على مستوى الحكومة أولا ثم الشعب من تلك الأساليب . يجب أن تكون المعاملة بالمثل وبحذر مع مصر . لا ندعوا للمقاطعة ولا إشعال الحروب ولسنا فى حوجة للمنتجات الزراعية والصناعات المصرية لان بلادنا غنية إذا إتجهنا للإنتاج بنفس هذه الوقفة وعلى حكومتنا أن تلبى طلب ورغبة الشعب فى هذه الظروف . علينا الإستفادة من هذه الفرصة التى أظهرت حقيقتنا للعالم وأظهرت كيد مصر الجارة التى أحقدها الإنفتاح الخارجى على السودان وتدفق الإستثمارات الخليجية والعالمية . وأن نعلم دائما بأن الحكومة شىء والوطن والمواطن شىء آخر لا تسامح فيه ولا تنازل عنه .
عمر الشريف
تزل السودان وطني نموت ونفنا من