المواطن في خطر
* فلنستعد لمعركة حامية الوطيس مع دخول فصل صيف هذا العام، معركة سيخوضها كافة السودانيين بمختلف فئاتهم وأعمارهم، معركة من طرف واحد والخاسر الأوحد فيها هو الشعب بكل تأكيد.
* فقد زادت شكاوى المواطنين بالعديد من الولايات والعديد من الأحياء داخل ولاية الخرطوم من انقطاع المياه لأيام.
* وقبلها أكد مسؤولون بشركة الكهرباء، أن هذا الصيف سيشهد قطوعات للكهرباء بعد خروج محطة بحري الحرارية عن الخدمة.
* شح في البنزين وصفوف طويلة جداً بالعاصمة والولايات، ونذر أزمة في المواصلات تلوح في الأفق مع الزيادات المتوقعة في أسعار البنزين والجازولين.
* زيادة في أسعار غاز الطهي، وصعوبة في الحصول عليه.
* نقص في أوزان الرغيف وزيادة في السعر، زيادات متوقعة في أسعار السكر مع اقتراب شهر رمضان، وغياب تام للرقابة الحكومية إن لم تكن هنالك مباركة.
* زيادة متوقعة في أسعار الدواء حسب تصريح رئيس شعبة الصيدليات بعد تنصل بنك السودان من توفيره الدولار وتركه للباب موارباً لشركات الدواء للحصول عليه من السوق الموازي.
* حرارة الجو القاتلة تنذر بالكثير من الأمراض والأوبئة والتي سيكون أشهرها مرض السحايا أو السحائي كما هو متعارف عليه، وما سيصاحبه نقص او انعدام الأمصال خاصة بعد حديث رئيس شعبة الصيدليات، والصمت المريب من الحكومة إزاء هذا التصريح الخطير.
* حالة اختناق عامة ستعم البلاد، تصاحبها حالة احتقان مزمنة لن تكون كسابقاتها هذه المرة.
* الحكومة ستظل صامتة ومراقبة لكل الأحداث المتوقعة نتيجة لهذه المستجدات دون أن تضع معالجات جذرية، لأن خروج أي مليم من خزانة الدولة لمجابهة مثل هذه الإشكالات يعتبر جريمة وخيانة، ويعني خروج الروح من جسد المسؤولين الذين يتعاملون مع المال العام على أساس أنه مال خاص، فهم لا يعنيهم ما يحدث للمواطن طالما صهاريجهم ممتلئة بالماء والوقود، وعلاجهم متوفر بالداخل والخارج، والمولدات تعمل ليل نهار في بناياتهم الشاهقة، والتكييف يرافقهم في كافة خطواتهم من مكاتبهم وغرفهم وسياراتهم الفارهة.
* غياب المسؤولية، وانعدام الرقابة، وموت الضمير، جميعها صفات لنظام شمولي قاهر، لا يرى في ممارساته أي شائبة، وبالتالي من الطبيعي جدا أن يكون المواطن في فقهه مجرد عابر سبيل، أو ضيف ثقيل غير مرحب به.
* العطش قادم، وانقطاع الكهرباء وارد، وانعدام الدواء مؤكد، وارتفاع أسعار المواد التموينية في الطريق، وشهر رمضان بدأ يطرق الأبواب، ومن لم يمت جوعاً أو مرضاً أو عطشاً، مات قهراً.
* الحكومة ستظل باقية ما لم يتحرك المواطن مُطالباً بحقه في الحياة، وفي البال شاعرنا المجيد، التونسي أبو القاسم الشابي وهو يردد (إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلا بدَّ لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر).
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة
أشهد ان لا اله الا الله و أن محمد رسوال الله , و إنا لله و إنا إليه راجعون…
اللهم اغفـر لها وارحمها و اعف عنها واكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد و نقها من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس و أبدلها دارآ خيرآ من دارها و أهلآ خيـرآ من أهلها
و قها فتنة القبر وعذاب النار .انا لله وانا اليه راجعون