واتساب .. مليار شخص و19 مليار دولار
أحد أشهر تطبيقات التراسل الفوري للأجهزة الذكية، وهو بمثابة شبكة اجتماعية واسعة الانتشار ويستخدمها مئات ملايين الأشخاص حول العالم لمشاركة الصور والفيديوهات والصوتيات والتواصل مع الأصدقاء. أصبح منذ العام 2014 ملكا لشركة الفيسبوك بعدما اشترته بـ19 مليار دولار.
التأسيس والتطور
تأسس الواتساب في فبراير/شباط 2009 من طرف الأميركي براين آكتن والأوكراني يان كوم اللذين عملا معا في شركة ياهو، وبلغ مجموع سنوات خدمتهما فيها عشرين عاما.
والواتساب (WhatsApp) اسم مستوحى من الكلمة الإنجليزية (what’s up) المتداولة في السؤال عن الجديد بين العائلات والأصدقاء، وهو إيحاء بالطبيعة الاجتماعية للتطبيق.
وقد هدف كوم وآكتن من وراء إطلاق هذا التطبيق في البداية إلى إيجاد بديل للرسائل النصية القصيرة التقليدية، ولكنه تطور لاحقا ليتحول إلى إحدى أنشط الشبكات الاجتماعية في تداول وإرسال نصوص وصور ومقاطع فيديو وملفات صوتية عبر الإنترنت، للأفراد أو الجماعات.
ومنذ إطلاقها حققت خدمة الواتساب نموا مذهلا ووصل عدد مستخدميها النشطين شهريا إلى 450 مليون شخص عام 2014، وأعلنت في أكتوبر/تشرين الأول 2011 أنها عالجت -لأول مرة- مليار رسالة خلال يوم واحد، قبل أن يقفز هذا الرقم إلى ملياري رسالة في أبريل/نيسان 2012 ثم عشرة مليارات في أغسطس/آب 2012.
وحقق التطبيق طفرات لاحقة، فبدءا من مطلع فبراير/شباط 2016 وصل عدد مستخدمي الواتساب إلى مليار شخص، مما يعني -حسب الشركة- أن هناك شخصا من بين سبعة أشخاص من سكان الأرض يستخدم الواتساب شهريا للبقاء على اتصال مع أسرته وأحبائه وأصدقائه. كما أعلن الواتساب في يونيو/حزيران 2016 أن مستخدميه أجروا أكثر من 100 مليون مكالمة عبره، أي ما يعادل 1100 مكالمة في الثانية.
وبعد المكالمات الصوتية أعلنت شركة الواتساب يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 عن إطلاق خدمة مكالمات الفيديو للذين يستخدمون هواتف أندرويد أو آيفون أو ويندوز فون.
المقر
يوجد المقر الرئيسي للواتساب في ماونتن فيو بكاليفورنيا في الولايات المتحدة.
استحواذ الفيسبوك
أعلنت شركة فيسبوك الأميركية يوم 20 فبراير/شباط 2014 استحواذها على “واتساب”، في صفقة بلغت قيمتها 19 مليار دولار، سعيا منها لتعزيز شعبيتها خصوصا بين جيل الشباب.
وفي إطار هذه الصفقة، دفعت الفيسبوك للواتساب أربعة مليارات دولار نقدا و12 مليارا مقابل أسهم في الفيسبوك، إضافة إلى ثلاثة مليارات دولار ستمنح على شكل أسهم مقيدة لمؤسسي الواتساب وموظفيها. ونص الاتفاق على انضمام الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي “للواتساب” جان كوم إلى مجلس إدارة الفيسبوك، وانضمام فريقه إلى الشركة، وبقاء العلامة التجارية وخدمة الواتساب على ما هما عليه.
وبعد الصفقة الضخمة أكد زوكربيرغ أن الفيسبوك والواتساب تتقاسمان نفس المهمة وهي ربط العالم بشكل أفضل، وتحدث بعض المحللين أن هدف الفيسبوك من وراء دفع هذا المبلغ الضخم هو الوصول إلى مجموعة مستخدمين لم تكن له صلة بهم في السابق، ولكن محللين آخرين يرون أن الهدف هو البحث عن بيانات جديدة وأن قاعدة البيانات التي توفرها الواتساب للفيسبوك هائلة.
الخدمات
يوفر تطبيق الواتساب لمستخدميه عددا من الخدمات من أهمها:
– الرسائل النصية، وهي خدمة مجانية تسمح للمستخدمين المتصلين بالإنترنت إرسال رسائل نصية للذين يشتركون معهم في نفس التطبيق.
– الدردشة الجماعية، وذلك عبر مجموعات الواتساب، ويمكن من خلالها مشاركة الرسائل والصور ومقاطع الفيديو دفعة واحدة ضمن مجموعات، كما يمكن تسمية المجموعة أو تخصيص إشعاراتها أو حتى كتم صوتها، بالإضافة إلى غيرها من التعديلات.
– مكالمات الفيديو والمكالمات الصوتية، ولا يشترط أن يكون المتصلان في دولة واحدة. وتعتمد المكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو عبر الواتساب بطبيعة الحال على الاتصال بواسطة الإنترنت، وتقوم بعض الدول من حين لآخر بحجب خدمة الاتصال صوتا أو فيديو أو هما معا.
– واتساب للويب والحاسوب، وهي خدمة تتيح مزامنة الدردشات التي يجريها المستخدم على جواله مع الواتساب على الحاسوب. ولكن الواتساب لا يتيح لك تطبيقا منفصلا للحاسوب عن الجوال، بل يشترط أن تزامن بينهما، وأن يتصل الجهازان بالشبكة اللاسلكية لكي تتمكن من قراءة الرسائل على الحاسوب.
– التشفير والأمان، إذ تؤكد شركة الواتساب أنها أضافت التشفير التام في الإصدارات الحديثة من تطبيق الواتساب لحماية مستخدميه، وتؤكد أنه عندما تكون رسائلك ومكالمتك عبر الواتساب مشفرة تماماً فهذا يعني أنها محمية، وبالتالي لا يمكن لأحد -بما في ذلك الواتساب- قراءتها أو الاستماع إليها، ما عدا الطرف الآخر الذي تتواصل معه.
وقد تم تصنيف الواتساب -حسب موقعه الإلكتروني- من بين التطبيقات الـ25 الأولى الأكثر تنزيلا في أكثر من 100 دولة من متجر الآب ستور، كما سجل أكثر من مليار تنزيل من متجر بلاي.
الجزيرة نت