عبد الغني النعيم وكيل وزارة الخارجية: السودان مؤهل لتحقيق الامن في دارفور ولا يحتاج اليوناميد
يزور البلاد مجلس الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي بكامل عضويته غداً الإثنين، في زيارة هي الرابعة من نوعها للمجلس منذ بداية أزمة درافور، ويضم الوفد أكبر عدد من سفراء الاتحاد الإفريقي للوقوف ميدانياً على حقيقة الأوضاع في دارفور (آخر لحظة) التقت بوكيل وزارة الخارجية السفير عبد الغني النعيم، وأجرت معه حواراً حول أهمية ومغزى الزيارة لدارفور، ودور وزارة الخارجية في الترويج للاستثمار في دارفور، فضلاً عن قضايا أخرى تختص بالدور الإفريقي وخروج بعثة اليوناميد ..
أعلنتم عن زيارة لوفد مجلس السلم والأمن الإفريقي للبلاد منتصف الشهر الجاري، ماهي أسباب وأهداف الزيارة؟
هذه الزيارة تأتي في إطار التعرف على حقيقة الأوضاع في إقليم دارفور، ونحن في وزارة الخارجية نرحب جداً بالزيارة، والآن أكملنا الترتيبات الخاصة بها ، ووضعنا برنامجاً تكاملاً يمكِّن الوفد من التعرف على الوضع الأمني والإنساني والتطورات التي حدثت في دارفور في الوقت الراهن، وعلى ثقة أن الاتحاد الإفريقي سيكون عوناً للسودان، كما كان في السابق، وحتى تنعم دارفور بحقها في الأمن والاستقرار وتنطلق إلى مرحلة التنمية، وتتهيأ للاستثمار.
ممن يتكون الوفد؟
الوفد يتكون من كامل عضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي، وتعتبر هذه الزيارة زيارة تفقدية، وسيلتقي بالمسؤولين بالدولة في كافة المجالات، وبعض ولاة ولايات شمال ووسط دارفور، وسيزورون بعض المواقع بأنفسهم، لأن هناك الكثير من المعلومات المغلوطة، لذا نريدهم أن يقفوا على الأوضاع ميدانياً، لأن من رأى ليس كمن سمع، وهذه الزيارة مهمة جداً بالنسبة لأشقائنا في الاتحاد الافريقي بأن يقفوا على واقع الحال في دارفور حتى تبنى القرارات على معلومات حقيقية.
هذه هي المرة الرابعة التي يزور فيها الاتحاد الافريقي السودان، هل تعقدون أن رؤيتهم ستختلف عما في السابق؟
طبعاً ستختلف لأن الأوضاع الآن أصبحت مختلفة تماماً عما كانت عليه في السابق.
كيف؟
في كافة المناحي ،والمؤشرات تؤكد استتباب الأمن، حيث لا توجد اية عمليات عسكرية بدارفور، بل هناك مزيد من الاستقرار ومزيد من التأمين، وفي النهاية همنا الأساسي أن ينعكس كل هذا التقدم على حياة المواطن في دارفور وفي السودان ككل.
كيف تنظرون للاهتمام الافريقي بدارفور؟
هذا شيء طبيعي والسودان جزء من قارة افريقيا.
هل تثقون في الأفارقة، هل هنالك انقلاب في الموقف الافريقي تجاه السودان؟
نحن نثق في الأفارقة بنسبة 100% وليس هنالك انقلاب في أية مرحلة يبدأ التفاهم في مرحلة ما، ثم يمضي ويسير الى مراحل أفضل.
كيف سيكون التنسيق بين السودان والاتحاد الافريقي في المرحلة المقبلة؟
– التنسيق يجري على قدم وساق في قضايا دارفور والسلام، وكافة القضايا التي تهم البلاد باعتبار أن السودان يمثل افريقيا المصغرة، ولذلك ومن باب أولى أن يولي الأفارقة اهتمام به فهو بلد مؤسس للاتحاد الافريقي ومنظمة الوحدة الافريقية، ومساهم الآن في كافة القضايا الافريقية، وله باع طويل وإن يهتم الاتحاد الأفريقي بقضايا القارة الذي هو جزء منها.
تتوقع للزيارة أن تكون إيجابية؟
بكل تأكيد إن شاء الله.
ذكرتم آنفاً أنه آن الآون للاهتمام بالاستثمار في دارفور هل بدأت وزارة الخارجية فعلياً في الترويج لا سيما أن المنطقة تتمتع بميزات استثمارية كبيرة؟
لقد قمنا منذ فترة بالتواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية كالإتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامية، والدول الخليجية والدول العربية عامةً، والعديد من الدول الأوربية وكذلك الولايات المتحدة وحثها على التعرف على الفرص الإستثمارية في دارفور باعتبار أن الإنتاج وزيادة فرص العمل وزيادة الدخل هي الوسائل المناسبة للمعالجة الناجعة لجذور النزاع في دارفور، وتحقيق التنمية المستدامة.
*كيف تنظر للتنسيق بين مجلس الأمن والسلم الافريقي ومجلس الأمن الدولي؟
نعم هناك تنسيق، فبعثة اليونميد في دارفور عبارة عن منظمة تتكون من الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة، والممثل الخاص هو ممثل لليوناميد والاتحاد الافريقي، وكل الأعمال التي تقوم بها بعثة اليوناميد يقوم بها المجلسان وحكومة السودان، سواء كان ذلك في استراتيجية الخروج أو في إطار التسهيلات التي تقدم لليوناميد، أو في حالة التقارير حول دارفور، ومعرفتها على الطبيعة، وعادة ما يكون هنالك تقريران يصدر أحدهما من الاتحاد، والثاني من الأمم المتحدة، بجانب أن هناك تعاوناً بين الأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية وفقاً للفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة، الذي نص على التعاون بين المنظمة الدولية ونظيراتها الاقليمية.
مسؤول دبلوماسي رفيع بالاتحاد الافريقي أكد خروج بعثة اليوناميد من اقليم دارفور الفترة المقبلة؟
-هذا هو الوضع الطبيعي لأي بعثة تقوم بمهمة حفظ السلام أن تنتهي مهمتها بالخروج ونتمنى أن توظف الكثير من الأموال التي تصرف الآن على البعثة في مجال إنعاش الاقتصاد والتنمية، كما أن الخروج الذي تطالب به الحكومة السودانية ليس خروجاً تعسفياً أو مستعجلاً، إنما خروج مرن وممرحل وباتفاق، وبما يعين المواطنين على الاستقرار والتهيئة لمرحلة التنمية، وآن الاوان أن يتم التركيز عليها في دارفور، باعتبار أنه الأمر الفيصل في استتباب الأمن في دارفور والسودان جميعاً.
*هل هناك تعاون بين السودان والاتحاد الافريقي في خروج اليوناميد؟
– السودان عضو أساسي في الاتحاد الافريقي والخارجية لديها إدارة مختصة بالاتحاد الافريقي.
*هل سيناقش الوفد كيفية استراتيجية خروجها؟
– نعم، استراتيجية خروج اليوناميد على رأس الأجندة، فالإتحاد الإفريقي جزء من الفريق الثلاثي لاستراتيجية الخروج، إلى جانب السودان والأمم المتحدة، وترتكز الاستراتيجية على قرارات صدرت من مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الإفريقي..
*هل هناك سقف زمني محدد للخروج؟
– سيكون خروج البعثة سلس وممرحلاً ولدينا معايير محددة وسنمضي مع الجهات الثلاث- الأمم المتحدة، والاتحاد الافريقي، والحكومة السودانية- وسنذهب للمواقع معاً منطقة، ونتأكد إذا ماكان هناك حاجة للدعم الإنساني أو غير ذلك، وإذا تأكد لنا أن الوضع لا يحتاج لوجود اليوناميد ينبغي أن تنتقل الى موقع آخر، وحكومة السودان قادرة على أن تقوم بهذه المهام.
*أغلب المشاركين في اليوناميد أفارقة بقبعات زرقاء هل سيكون الاتحاد الافريقي جاداً في مساعي الخروج؟
-هناك مشاركون في اليوناميد من دول عديدة من العالم، والدول الإفريقية أن هذه بعثة لأمدٍ محدود، وأن من المهم أن تنجح في مهمتها والخروج بمرونة وبسلاسة وبمراحل.
*هل تعتقدون أن الحكومة السودانية قادرة على المحافظة على استقرار الأوضاع في دارفور عقب خروج اليوناميد؟
-نعم السودان مؤهل وقادر بقواته المسلحة، وقوات الأمن والشرطة، وكل الأجهزة المختصة لتوفير الأمن والاستقرار في دارفور، وتحصينها تماماً بالسلام الشامل الذي لا يستثني أحداً.
اخر لحظة