حركة جبريل.. فقدان الحصانة ضد الإنشقاقات
الإنشقاق الأخير الذي قاده رئيس هيئة أركان حركة العدل والمساواة بفصيل جبريل إبراهيم، القائدعبد الرحمن أرباب بمنطقة بور بحربدولة جنوب السودان وصفه العديد من المراقبون بأنه الأقوى والأعنف منذ هروب حركة جبريل للعمل كمرتزقة بالجنوب، فقد شهد هذا الإنشقاق إشتباكاتومحاولات إعتقالات بمنطقة خور شمام بين المجموعة المنشقة ومجموعة جبريل.
وشهدت حركة العدل والمساواة منذ نشأتها العديد من الانشقاقات أبرزها انشقاق عبدالكريم باري الملقب بـ«تك» القائد العام السابق للحركة، وانشقاق مجموعة محمد صالح حربه والتي عرفت باسم “ساسا” في مدينة الطينة السودانية في عام 2004م ، وانشقاق عبدالرحمن أبو ريشة عام 2006 والذي وقع “بنيالا” اتفاقية مع الحكومة باسم حركة العدل والمساواة “جناح السلام”.بجانب إنشقاق مجموعة بشير آدم السنوسي، ومهدي آدم إسماعيل(جبل مون) وإبراهيم أبكر يحيى محمد (بغدادي) وإبراهيم يحيى أتيم (تورشين) العام الماضي وكذلك إنشقاق أبناء إقليم كردفان بالحركة بقيادة اللواء (م) بندر إبراهيم أبو البلول والمهندس الرحيمة إسماعيل مسيبيل، وغيرها من الإنشقاقات التي قاربت الـ(25) إنشقاق.
إنشقاقات مسببة
الكثير من المجموعات بررت إنشقاقها بأن الحركة خرجت عن الطريق الذي إختطته، وإتهمت رئيس الحركة باحتكار كل المؤسسات لتنفيذ أجندته الخاصة، بجانب الانفراد بقرارات الحركة السياسية والعسكرية، وإهمال الجيش وغياب الشفافية، وعدم إيضاح الرؤية المستقبلية للحركة.
بينما أكدت بعض القيادات المنشقة أن سبب خروجها من الحركةهو تغاضي جبريل عن محاسبة المجرمين داخل الحركة، وذلك بدافع المحسوبية والانتماء العشائري ، إذ سُجن العشرات وتم تعذيبهم بواسطة أقرباءه ولم يحرك ساكنًا، وأيضاً أجرى جبريل ترقيات مجحفة وظالمة في حق الكثيرين من قوات الحركة، مما ساهم في تدنى الروح المعنوية لجنود الحركة.
أول إنشقاق
قاد أول حالة انشقاق بالحركةالقائد عبد الله جبريل الذي كون الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية، أعقبها انشقاق إدريس إبراهيم أزرق الناطق الرسمي وحسين دفع الله أمين الشؤون الاجتماعية، ثم انشقاق إبراهيم يحيى ، ثم أعقبه انشقاق عبد الرحمن أبو ريشة عام 2006، وكون حركة العدل والمساواة جناح السلام.
وأكثر الانشقاقات التي أصابت صفوف الحركة بالشلل لقوة تأثير القائمين عليها ميدانياً وسياسياً هو انشقاق مجموعة محمد بشر وأركو سليمان ضحية اللذين اغتالتهما الحركة بعد شهر من توقيعهما اتفاقاً مع الحكومة، وتم بعدها تنصيب بخيت عبد الكريم (دبجو) رئيساً للحركة، وكانت المجموعة اتهمت رئيس الحركة جبريل إبراهيم بعدم الشفافية والانفراد بالقرارات واحتكار مؤسسات الحركة السياسية والعسكرية لتنفيذ أجندته الخاصة، وإهمال الجيش، وعدم وضوح الرؤية المستقبلية للحركة.
إشتباكات وإعتقالات
ويعد الإنشقاق الأخير الذي قاده عبدالرحمن أرباب قاصمة ظهر للحركة فبهذا الإنشقاق تكون الحركة قد فقدتماتبقى من قيادتها الأساسيون، والذين يمثلون أبناء المساليت والأرنقا والنوبة والمسيرية.
ويقول ابراهيم البغدادي مسؤول التدريب المنشق عن الحركة إن خلافات المجموعة الأخيرة نشبت بعد محاولة العمدة الطاهر ممثل رئيس الحركة في الميدان أعتقال رئيس هيئة الأركان عبد الرحمن أرباب بمنطقة بور بحر وتجريده من السلاح والعربات، مما جعل العديد من القيادات الميدانية تنحاز إلى الأرباب وعلى رأسهم دفع الله ود مساليت والصادق حمدان وعمر كنجي.
وأكد البغدادي وقوع إشتباكات بمنطقة خور شمام بين المجموعة المنشقة والمجموعة التي لاحقتهم بقيادة حيدر ود جنقا وصهيب ابراهيم الذين تم اعتقالهم وتجريدهم من أسلحتهم.
وفي غضون ذلك توقعت قيادات منشقة من حركة العدل والمساواة، إنضمام مجموعة رئيس هيئة أركان الحركة التي قادت إنشقاقاً بفصيل جبريل مؤخراً لعملية السلام والحوار بالبلاد.
ويؤكدالفريق بشير السنوسي، مستشار رئيس الحركة المنشق،إن الحركات المتمردة قد إنتهت بدارفور وأصبح تواجدها محصوراً الآن داخل أراضي جنوب السودان وليبيا كمرتزقة، ويشير إلى أن حركة جبريل أصبحت تعاني كثيراً من الإنشقاقات والتشتت وأصبحت منقسمة لمجمعتان، متوقعاً إنضمام الذين إنشقوا مؤخراً لعملية السلام والحوار.
وقال السنوسيإن حركة جبريل حادت عن مسارها وتحولت إلى حركة ارتزاق وعمالة، وأبان أن هذه احدى الاسباب التي ادت لخروجهم عن الحركة وانحيازهم للسلام، داعياً الحركات إلى ضرورة الإنضمام للسلام بإعتباره الحل الوحيد لمشكلات البلاد.
فقدان وهيكلة
ويرخبراء استراتيجون أن هشاشة تركيبة الحركة المبنية على أسس جهوية وقبلية قد ساهمت في تفكيكها ولم تمنحها حصانة ضد الانشقاقات، وأنه من الصعب إعادة هيكلة الحركة العسكرية والتنظيمية بعد العواصف والهزائم التي تعرضت لها وفقدانها الكادر البشري بجانب انشقاق القادة الميدانيين الذي كان له تأثير كثير على الحركة.
تقرير (smc)