دراسة أوروبية .. أغلب مواقع حجوزات السفر مخادعة .. ووكلاء سفر : 6 ألاعيب باتت معروفة للجميع
يظل الصراع قائمًا بين مواقع الحجز الإلكتروني وبين وكالات السفر والسياحة، وبعد أن أظهرت دراسة حديثة أعدَّتْها المفوضية الأوروبية أن 235 من بين 352 موقعاً إلكترونياً لحجوزات السفر قامت بمراجعتها، تعلن عن أسعار أو عروض ترويجية ليست بالضرورة حقيقية.
وذكر موقع السفر والسياحة العالمي “ترافيل أند ليجر” في معرضٍ كشفه عن زيف بعض تلك المواقع؛ أن المشكلة الأساسية التي توصلت إليها المفوضية تتمثل في أن المواقع كانت غير واضحة فيما يخص عروض أسعار الحجوزات.
ومن أبرز مشاكل الأسعار أن ثلث المواقع تطرح أسعاراً مبدئية مغايرة عن السعر النهائي الحقيقي، بينما اتضح أن الثلث الآخر كان غامضًا عند طرح السعر النهائي، بما في ذلك الضرائب.
أضاف الموقع أنه على الرغم من أن الدراسة انصبَّت على مواقع حجوزات السفر بالنسبة لأوروبا، وهي من أهم الوجهات التي ينطلق إليها السياح من الشرق الأوسط والشرق الأدنى، وتظل النتائج مهمة وقيِّمة بالنسبة لأي سائح، وقالت الدراسة: إن حوالي 20% من المواقع تغري العملاء بأسعار خاصة اتضح عدم توافرها عند دخولهم صفحةَ الحجوزات الأخيرة.
واستغلت المواقع ميزة ندرة المعروض، وهو ما يحدث عندما تحث المواقع العملاء على الإسراع وحجز الصفقة بحجة وجود مقعدين خاليين فقط.
من ناحيته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة “فلاي إن” للسفر “فيصل الحميضي” لـ”سبق”؛ أن المصداقية عامل أساسي في عملية حجز تذاكر الطيران والفنادق، سواء السعر المعروض لاختيار مقعد الطيران أم نوع الغرفة الفندقية أم خدمة ما بعد البيع من تعديل الحجوزات وغيرها؛ وللأسف توجد بعض الممارسات المخادعة التي تجذب العميل من وضع سعر مزيف أو آخر فرصة أو آخر غرفة، وهذا ما تعرضه المواقع الإلكترونية التي سرعان ما تفقد مصداقيتها.
وذكر على سبيل المثال أن هناك مواقع تعرض أسعارًا مخفضة وغير منطقية من خلال عملية البحث وإظهار النتائج، ولكن تتغير الأسعار عند عملية الدفع.
وأشار “الحميضي” إلى أهمية المصداقية في إظهار الأسعار شاملة أدق التفاصيل من ضرائب ورسوم ونوعية الغرف الفندقية حتى نوع المقعد والصور الداخلية والخدمات المقدمة داخل الطائرة، وغيرها من الخدمات الأخرى للسائح حتى تكسب ثقته ورضاه.
من جهة أخرى أشار مدير قطاع الامتياز التجاري “مهند ندا”، إلى أن السائح السعودي أصبح أكثر نضجًا، ويستطيع التمييز بين مواقع الحجز الآمنة والمخادعة، كما أن شريحة كبيرة من السائحين بأهمية التواصل المباشر، بالإضافة إلى التواصل الإلكتروني؛ نظرًا لكثرة عمليات الاحتيال لضمان مصداقية وجوده وقرب الخدمة من العميل عن طريق الموقع الإلكتروني.
من ناحية أخرى، أشار مدير فرع المصيف في شركة الرياض للسفر “أحمد بسام”، إلى وجود قناعة لدى العديد من العملاء بأن المواقع الإلكترونية هي الأصدق والأوفر، وأنها مضمونة للغاية وأرخص من الوكلاء السياحيين، وهذا بالضرورة ليس صحيحًا؛ لأنه من الأهمية أن تراجع الأسعار وتقارنها أولًا قبل الدفع، وخاصة بين وكالة السفر ومواقع الإنترنت.
وبين “بسام” أن كثيرًا من المواقع تحتال على العملاء بأشكال عدة؛ منها: أنه يمكن خداع العملاء في الأسعار عندما تجد كلمة “تبدأ بـ”، ويمكن الخداع بكلمات مثل: “آخر فرصة وآخر غرفة وآخر عرض”، كما يمكن خداع العميل عندما يكون الموقع غير مرخص أو مسجل قانونًا، كذلك يمكن خداع العميل بالأسعار الرخيصة وتوضع عبارة: “غير مسترجعة” بشكل صغير غير ظاهر.
وكشف “بسام” عن أن هناك العديد من المواقع لا تتعدَّى تكلفة إنشائها ألف ريال، وهو موقع وسيط يرسلك إلى موقع آخر وله نسبته، وبمجرد الضغط على اسم الفندق ينقلك الموقع الثاني إلى موقع ثالث أكبر، وهكذا ينخدع العميل بأسعار تجذب انتباهه.
وأوضح “بسام” في صور خاصة بأحد الحجوزات في الصيف “16 ألف ريال في 3 فنادق” هذا الحجز من إحدى الشركات، ويظهر فى صورة أخرى نفس الحجز ونفس الموعد تصل كلفته 21 ألف ريال؛ مما يعني أن سعر الحجز عن طريق مواقع الحجز الإلكتروني أكثر “25 %”.
وقال “محمد عبدالمنعم” المدير الإقليمي لشركة “جي تي ايه” في السعودية، وهي المزود الأول في العالم لحجز الفنادق: “بالنسبة لوكالات السفر والسياحة فإن هناك نظامين فى الحجز الأول هو بين أربع شركات عالمية كبرى متخصصة في الحجوزات والوكالات، والثاني بين الوكالات وبين العملاء، وهذا ما يدور فيه قطاع السياحة والحجز على مستوى العالم كله”.
وأوضح “عبدالمنعم” أن الشركات المتخصصة في الحجز الإلكتروني الموجودة في السعودية تتسم بالمصداقية والشفافية، وذكر أسماء ثلاث شركات معروفة.
وكشف “عبدالمنعم” عن طرق الاحتيال وكيفية اكتشاف المواقع التي تتحايل على العميل، وقال: “إذا أردت الحجز من أي موقع ولم يصدر لك الحجز المدفوع، فهذا وسيط لا تأمن له، والثاني إذا ظهر موقع بدون أرقام التسجيل التجاري أو الرخصة أو بدون عنوان فتأكد أنه وهمي”.
وأشار “عبدالمنعم” إلى أهمية التأكد من الموقع أو الوكالة التى يتم الحجز منها، وإن كان الحجز من الوكالة هو الأكثر أمانًا وشفافية.
صحيفة سبق