منوعات

غربة داخل البيت مطلقون.. تحت سقف واحد

الطلاق أبغض الحلال إلى الله .. وما أن تصك آذاننا كلمة طلاق فإنّ أسى وألماً يسري إلى أعماقنا وتتملكنا سحابة من الحزن .. فكم من أزواج وزوجات كانوا يعيشون حياة أسرية مستقرة وينعم أبناؤهم في أرجاء البيت، ولكن طامة الطلاق قادت إلى تشتتهم وتفرق الجمع هذا إن لم تأت بخلافات وشكاوى ومحاكم وهي في الغالب تكون حول النفقة، وما أدراك ما النفقة، لذا فإنّ الطلاق يجر في أذياله مشكلات مختلفة متنوعة نشاهدها على أرض الواقع في مجتمعنا ويعاني منها الكثيرون والكثيرات ..

قد تكون هنالك ظروف تحول بين مغادرة الزوجة المطلقة بيتها بعد الزواج فتقيم فيه وكذلك الزوج يستقر في منزله ويتخذ مكاناً معزولاً قصياً فيه بعيداً عن إقامة زوجته المطلقة ومثل تلك الحالة يعج بها مجتمعنا .. (الصيحة) أجرت التحقيق التالي حول هذا الموضوع واستنطقت عدداً من الأفراد حوله فإلى حيثياته.

حيث تقول (م .و) ربة منزل، فضلت حجب اسمها، تزوجت قبل خمسة عشر عاماً ممن يمت لي بصلة القربى وأنجبت خلالها ثلاثة أطفال وكنا مثالاً للأسرة المستقرة السعيدة ولكن تبدل حال زوجي وتغير من بعد ذلك وبدأت الخلافات بيننا تنشب يومياً لأسباب متعددة ومتباينة فطلبت الطلاق وهو كان رافضاً لذلك وكنت (مصرة) على رأيي فاستسلم للأمر، ولكن لتعلق الصغار به ولظروف أهلي الأسرية التي لا(تتحمل) وجودي ومعي ثلاثة أطفال لم أغادر بيتي وأقمت به وهو أجرى تغييراً في خارطة المنزل بحيث لا نرى بعضنا البعض وكل (زول) (بابه) المؤدي للشارع منفصل وأبناؤه يذهبون إليه يومياً وهو يقوم بمسؤوليته المادية تجاههم، وتستطرد قائلة وبالرغم من صعوبة الأمر إلا أنه كان لا سبيل لي غير هذا التصرف حتى لا أفقد أبنائي الذين لا يحبون مفارقة والدهم وحتى لا أكون عالة على أهلي بوجوه جديدة معي .

حتى أكون رقيبا ًوأقوم بتربية أبنائي كما أود اضطررت بعد انفصالي من والدتهم للعيش معهم في ذات المنزل بالرغم من زواجي بأخرى .. بهذا الحديث ابتدر (أ . س) (صيدلي) فضل حجب اسمه، وأضاف قائلاَ: تزوجت من مطلقتي قبل عشرين عاماً أنجبنا خلالها ثلاثة أبناء وابنة وشاءت الأقدار أن يتم الطلاق بيننا لأسباب لا أود ذكرها ، وتركتها تقيم بالمنزل لأني أحب أن أرى أبنائي أمام عيني ويرونني أمامهم ولتعلقهم بي وتعلقي بهم وبالفعل سارت حياتنا هكذا والحمد لله أن المنزل مساحته واسعة فهي تقيم في جزء منفصل لوحده في المنزل وأنا أقيم في آخر منفصل تماماً عنه، واسترسل في حديثه قائلاً أرى أبنائي يومياً وأجلس إليهم فهم يأتون لي في الجزء الذي أسكنه والحمد لله أشعر بالطمأنينة وهم أصدقائي ولا أقصر في الجانب المادي تجاههم وهم يعيشون حياة مرفهة وإن كنت أقرأ في أعينهم الحزن على طلاقي أمهم ولكن تلك إرادة الله وكل شيء قسمة ونصيب.

ويرى عمر حسن (موظف) أن إقامة الزوجة في بيت مطلقها تتسبب فيها وجود أبناء بينهما، وفي أغلب الأحيان تكون الضائقة المالية لأهل الزوجة مع إجبار الأب للقيام بمسؤوليته هما بيت القصيد من ذلك ، ويضيف قائلاً مع وجود حالات أخرى كثيرة أيضاً بذهاب المطلقة لمنزل أهلها ومعها أبناؤها، فلكل مقام مقال.. ويذهب في حديثه قائلاً: وفي الحالتين فإنّ الأطفال هم الضحايا وهم الذين يتأثرون بهذا الطلاق وإن بدت مظاهر السعادة عليهم .

الباحثة الاجتماعية سهير أحمد ترى أن إقامة المطلقة في بيت الزوجية إن وجد فإنه يخفف على الأبناء وطأة وألم الطلاق بين الأبوين، فبلا شك أن انهدام الصرح الأسري وذهاب الأب والأم كل في سبيله له أثره السلبي على الأبناء وينعكس على حياتهم المستقبلية، وتضيف قائلة: فقربهم من والديهم اللذين يقطنان في منزل واحد له إيجابيات متعددة ولاسيما وجود الأب الذي بمثابة ركيزة البيت، فمعنوياً يشعرون بالأمان بالرغم من مرارة الطلاق بين والديهم ، ولكن بلا شك لا يتأتى لكل مطلق ومطلقة العيش مع أبنائهم دائماً فهنالك ظروف وملابسات تتحكم في ذلك.

الصيحة