لماذا يستعين فنانو ومشاهير مصر بالبودي غارد؟
عالمهم مليء بالمخاطر والتفاصيل الغريبة بعضها دموي وقليل منها مأساوي وأغلبها إنساني فهم معرضون للموت في كل لحظة، يخرجون من منازلهم صبيحة كل يوم وفي خاطرهم وذهنهم أنهم قد لا يعودون.
طبيعة مهنتهم تقتضي مواجهة المخاطر، ففي كل دقيقة يكون الموت ضيفاً ثقيلاً قد يداهمهم في أي لحظة، ورغم كل تلك الصعاب، ينظر إليهم المجتمع على أنهم “بلطجية “وشبيحة” و”فتوات”.
“العربية.نت” اقتحمت هذا العالم وتعرّفت على تفاصيله، وقابلت عددا من أبطاله، كما حصلت على اعترافات وخبايا وقصص إنسانية تتأرجح بين التراجيديا والكوميديا.
أغلب فناني ومطربي مصر يستعينون بـ”البودي غاردات” لحمايتهم من بعض الجماهير والمتحرشين ولمنع الصحافيين أيضا من ملاحقتهم، ولا يخلو العرض الخاص للأفلام السينمائية المصرية من وجود بودي غاردات يحيطون بالفنانين المشاركين في الفيلم، والذين غالبا ما يحضرون هذا العرض ويتسبب وجودهم في مشكلات كثيرة مثلما حدث في العرض الخاص لفيلم “كلمني شكراً” للمخرج خالد يوسف والفنانة غادة عبد الرازق حيث لجأ “البودي غاردات” إلى استخدام الصاعق الكهربائي لتفريق الراغبين في مشاهدة الفيلم دون دعوات.
وفي إبريل الماضي اعتدى البودي غارد الخاص بالفنان محمد حماقي، على أحد ضباط الشرطة الموجودين بإحدى حفلاته، وهو ما أدى لاعتقال الشرطة له، كما كاد بودي غارد الفنانة حورية فرغلي أن يفتك بأحد المعجبين، طلب منها صورة، خلال العرض الخاص بفيلم “ديكور” إلا أنها منعتهم.
وفي العرض الخاص بفيلم “الجرسونيرة”، استعانت الفنانة غادة عبد الرازق بستة من البودي غاردات منعوا الصحافيين من الاقتراب منها لإجراء أي حوارات صحافية معها، وفي إحدى حفلات المطرب تامر حسني اعتدى “البودي غاردات” على بعض الجماهير.
الفنانون ورجال الأعمال في مصر يلجأون لشركات الحراسة الخاصة من أجل الاستعانة بالبودي غاردات لحمايتهم، وبحسب ما يقول أحمد عز صاحب ومدير إحدى تلك الشركات لـ”العربية نت”، فإنه عقب ثورة 25 يناير 2011 ونتيجة لما حدث من انفلات أمني وتولي الإخوان حكم مصر وانتشار ميليشياتهم بشكل غير مسبوق زاد إقبال بعض السياسيين والمحسوبين على أنظمة سابقة وبعض الإعلاميين ورجال الأعمال والفنانين على اللجوء للحارس الخاص، مضيفا أن الشركات تعتمد على الاستعانة بالحراس الخاصين من الأبطال السابقين في رياضة الملاكمة وكمال الأجسام والكونغ فو والتايكوندو، لا سيما وأنها تمنح أبطالها مهارات قتالية وقوة بدنية عالية.
وأضاف أن الفنان أو الفنانة تتطلب حمايته مجهودا كبيرا وربما يحتاج لنحو 3 أو 4 أفراد من الحراس لمنع الاحتكاك به من جانب جمهوره أو تعرضه لمضايقات أو تعرض الفنانة لتحرشات.
ويرى أشرف عبد الظاهر صاحب شركة خاصة أن هناك مواصفات معينة لاختيار الحارس الشخصي أو البودي غارد منها حسن السير والسلوك والأمانة والمهارة في لعبة قتالية، والحصول على دورة معتمدة من وزارة الداخلية أو الأكاديميات التابعة لها ثم يتم توزيعهم لتأمين الشخصيات المتعاقدة مع الشركة، وأغلبهم من رجال الأعمال والتجار الكبار، والفنانين .
محمد برنس مدير مسؤول بإحدى شركات الأمن والحراسة، يؤكد أنه عمل لفترة “بودي غارد”، وقام بتأمين بعض الإعلاميين المصريين الذين كانوا يتعرضون لتهديدات من قبل كتائب الإخوان وميليشياتهم على مواقع التواصل مثل مجدي الجلاد.
ويضيف أن أغلب الحراس حاصلون على مؤهلات عليا، ويعملون بهذه المهنة الخطيرة ليس من أجل المال فقط، ولكن لأنهم يعشقونها فالمال لا يغني عن الحياة، كاشفا أن هناك فئات في المجتمع تطلب حراساً للوجاهة فقط.
محمد علم الدين أحد، حارس شخصي، يقول لـ”العربية.نت” إنه كان بطلاً في الملاكمة وحصل على بطولات عديدة وعقب تخرجه من الجامعة عمل في إحدى الشركات التي تناسب تخصصه الدراسي، وهو تكنولوجيا المعلومات لكن الراتب كان ضعيفاً فتركها وعمل بودي غارد، وتشاء الأقدار أن أول شخصية يقوم بتأمينها والعمل معها هي رئيس مجلس إدارة الشركة التي عمل بها في البداية بمؤهله الدراسي لكن الأجر كان مختلفا فقد أصبح 5 أضعاف وبعدما كان من الصعب عليه أن يقابل رئيس مجلس الإدارة عندما كان موظفا أصبح يلازمه كظله ولا يفارقه.
علم الدين يروي موقفا آخر شديد الغرابة ولن ينساه ويقول إنه كان مكلفا من شركته بتأمين فريق النادي الأهلي أثناء مباراته الشهيرة مع النادي المصري في بورسعيد، وشهدت المذبحة الكبرى التي راح ضحيتها 72 مشجعا من الألتراس، وفور دخول حافلة الفريق لبورسعيد بدأت حالات الرعب حيث لاحقتهم الجماهير البورسعيدية بالطوب والحجارة حتى ملعب المباراة.
ويضيف أنه قبل بدء المباراة بدقائق كان مكلفا بحماية قائد الفريق حسام غالي ونجم الفريق محمد أبو تريكة وطلب منه غالي أن يصعد للمدرجات ويأتي بأي طفل من التراس أهلاوي للتصوير معه، وعندما صعد وجد تحت المدرجات أحد البلطجية يهم بذبح طفل من مشجعي الأهلي فتدخل على الفور ولكم البلطجي في وجهه لكمة أفقدته توازنه وأسقطته أرضا مغشيا عليه، وعندما شاهد ذلك زملاء هذا البلطجي هرولوا خلفه للانتقام منه فقفز من السور ليسقط على ركبته ويصاب بقطع في الغضروف ورباط الركبة واقتضى الأمر تدخلا جراحيا حيث تكفّل الجيش بنفقات العملية في مستشفى المعادي العسكري، مشيرا إلى أنه علم بعد ذلك بوفاة البلطجي من إثر الضربة التي وجهها له وتم التحقيق معه أكثر من مرة أثناء حكم المجلس العسكري حول مذبحة بورسعيد.
موقف آخر تعرض له علم الدين فقد كان مكلفا بحماية وتأمين محمود شمام وزير الإعلام الليبي السابق والذي كان مقيما في مصر عقب الثورة على القذافي حيث فوجئ خلال مرافقته لشمام عقب خروجه من صالة الوصول بمطار القاهرة قادما من ليبيا بشخص يحاول قتل شمام بخنجر وعلى الفور قام بشل حركته وتوجيه ضربة عنيفة له طرحته أرضا، ثم قام بتقييده وتسليمه لجهات الأمن وتبين بعد ذلك أنه مواطن ليبي.
علم الدين تولى حماية وتأمين فريد الديب محامي الرئيس الأسبق حسني مبارك وكان يقيم معه بصفة دائمة في فيلا الديب بمنطقة المنيل، كما تولى حراسة وتأمين السيد البدوي رئيس حزب الوفد وعدد من الفنانين ويقوم الآن بتأمين صاحبة إحدى مدارس اللغات الخاصة.
كريم نظمي بودي غارد يؤكد رفضه العمل في حماية راقصة أو ملهى ليلي ويقول إنه “عيب” فضلا عن أنه لا يحب أن يستخدم قوته في ذلك، مؤكدا أن الوزراء والمسؤولين الكبار ترافقهم حراسة خاصة من وزارة الداخلية ويقومون بنفس مهامهم ولكن لا يطلق عليهم “البودي غارد” بل يطلق عليهم لقب الحراس الشخصيين، لذا فهو يطالب أن يختفي مصطلح البودي غارد وأن يطلق عليهم مصطلح الحارس الخاص فقد أصبحت مهنة معترف بها ومعتمدة قانونا.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة