عالمية

“ترامب سيبقى رجل أعمال حتى النخاع”

أجرت صحيفة “إيزفيستيا” مقابلة مع المؤرخ الأمريكي آلان ليختمان، لاستيضاحه عما إذا كان الرئيس الأمريكي الحالي سيتمكن من تجنب تكرار مصير ريتشارد نيكسون.

جاء في مقابلة الصحيفة:

بعد أن تمكن المؤرخ الآن ليختمان من التنبؤ بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ونيله شكر الرئيس المنتخب، أصدر ليختمان، بعد مضي ثلاثة أشهر على تنصيب ترامب رئيسا رسميا للولايات المتحدة، كتابا جديدا يتضمن تحليلا لمستقبل سيد البيت الأبيض.

وقد توجهت “إيزفيستيا” إلى آلان ليختمان، وطرحت عليه بعض الأسئلة حول مضمون كتابه الجديد وردود الأفعال، التي ينتظرها من جانب الرئيس نفسه.

المؤرخ الآن ليختمان

– هناك رأي يفيد بأن هدف، الذين يتحدثون عن عزل دونالد ترامب، هو إزاحته أو تغيير سياسته.

أنا لا أقول أبدا إنني أقترح عزل ترامب بسبب سياسته، أو بسبب أسلوبه في الإدارة، أو بسبب قراراته الارتجالية. أنا أقول إن هناك شروطا دستورية قائمة يمكن أن تؤدي إلى استقالته مبكرا في حال عدم تغييره نهجه، لأنه ليس لدي أي مصلحة في عزله، إضافة إلى أن هذه العملية قد تسبب أضرارا لعدد من الشخصيات والعمليات الاجتماعية.

وعندما أتحدث عن إمكان عزل الرئيس، ألفت النظر بالدرجة الأولى إلى احتمال أن يؤدي ذلك إلى تفكيك الثقة الاجتماعية بشخص دونالد ترامب. فمثلا، إنه يتجاهل مسائل التغيرات المناخية دائما، في حين أنها هي في الوقت الراهن من الشروط الأساسية للمحافظة على استمرار الحياة. وهذه بالمناسبة جريمة مباشرة ضد البيئة. وأكثر من هذا، برأيي أن هذا هو أحد الأسباب الجوهرية التي يمكن أن تؤدي إلى استقالته.

– هل إن غالبية الأمريكيين بتقييمهم لسياسة ترامب، يريدون استقالته؟

الحديث لا يدور عن السياسة بصورة عامة، بل عن تلك التصرفات، التي يمكن أن تهدد أمن البلاد وتتعارض مع الدستور. إضافة إلى أن تصرفاته خلال فترة رئاسته أزعجت العديد من مستشاريه والوزراء ورجال الأعمال وأعضاء الكونغرس أكثر من أي رئيس سبقه.

– ما مدى جدية المواجهة بينه وبين وسائل الإعلام الأمريكية؟

لا شيء أسوأ من العلاقة بين دونالد ترامب والصحافيين. ويذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون قال إن وسائل الإعلام عدوة. ودونالد ترامب ينظر إلى وسائل الإعلام كحزب معارض. أما الرئيس الثالث للولايات المتحدة توماس جيفرسون، فقال إذا خيرتُ بين الصحافة الحرة والحكومة الحرة، فسوف أختار الصحافة.

وبما أن ترامب على غرار نيكسون يريد فرض سيطرته على كل شيء، فإنه لا يتحمل أي نقد يوجه اليه.

– ومع ذلك، هل يمكن مقارنة ترامب بأوباما؟

لا أعتقد، لأن من الصعب مبدئيا مقارنة دونالد ترامب مع أيٍ كان غير نفسه. لقد اتخذ خطوات معينة لم يسمح أي رئيس من الذين سبقوه لنفسه باتخاذها.

– وهل بإمكانه جعل أمريكا عظيمة من جديد؟

بالطبع. لم يكن هدفي من إصدار الكتاب إظهار ترامب وكأنه يستحق العزل، أو لكي يستخدم أحد ما هذه الفكرة. أنا فقط أشرت فيه إلى الأخطاء التي يمكن أن تؤدي إلى استقالته المبكرة، مبينا كيفية تصحيح هذه الأخطاء. فهو إلى الآن يحاول الجمع بين البزنس والسياسة، ولكن الأفضلية يجب أن تكون للسياسة. ترامب سيبقى رجل أعمال حتى النخاع، ولكن هذا يجب استخدامه للأهداف الإيجابية. لذلك ضمنت كتابي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الرئيس. ولكن هل سيأخذ بها أم لا؟ هذه مشكلته.

– يتضح أن كتابك – هو كراس تعليمي حول كيفية تجنب العزل؟

يمكن أن نقول ذلك، لأنه عبارة عن تحليل معمق يكشف الأخطاء الموجودة، ودليل للعمل، حيث باستخدامه يمكن تغيير الأوضاع الحالية.

– وهل أرسلت نسخة منه إلى الرئيس؟

آمل أن يكون الرئيس قد اقتنى نسخة منه وقرأ الكتاب. أعتقد أنهم سوف يبلغوني عن ذلك.

روسيا اليوم