أشهر الأكاذيب التي غيّرت التاريخ… وقتلت الآلاف
تعتبر الحروب جزءاً أساسياً من سيرورة التاريخ. حروب تشنّ تحت شعارات مختلفة، تارة باسم الدين، وتارة أخرى لحماية الأمن القومي لهذا البلد أو ذاك، وفي العقود الأخيرة باتت تشنّ تحت حجة “جلب الديمقراطية للعالم”. لكنّ الحجج التي تعطى في الإعلام لشنّ الحروب تكون في أوقات كثيرة كاذبة. أكاذيب يعترف بها الزعماء أو تكشفها الوثائق بعد سنوات من انتهاء الحرب.
نستعيد هنا أبرز الأكاذيب التي اعتمدت كأسباب لشنّ الحروب أو أثّرت على مسار التاريخ، وتبيّن لاحقاً أنها مزيّفة:
حادث خليج تونكين
بين الثاني والرابع من أغسطس/آب من العام 1964 وقعت مواجهتان منفصلتان بين فييتنام الشمالية والولايات المتحدة في خليج تونكين، وأدت المواجهتان إلى سقوط قتلى وجرحى واتّهمت أميركا فييتنام الشمالية بمهاجمتها. لكن في الوثائقي الذي عرض عام 2003 بعنوان The Fog Of War، اعترف وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت ماكنمارا أن الهجوم الثاني في الرابع من أغسطس/آب لم يحدث يوماً وأن الإدارة الأميركية اخترعته لاستمرار المواجهات.
الغزو الأميركي للعراق
قبل أيام قليلة أعلنت مستشارة الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، كوندوليزا رايس، أن الولايات المحدة لم تشنّ الحرب على العراق في العام 2003 لنشر الديمقراطية، بل بشكل أساسي للإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدّام حسين. وقالت رايس في محاضرة كانت تشارك فيها في معهد بروكينغز، إن الإدارة الأميركية كانت على يقين أنها لن تتمكّن من “جلب الديمقراطية إلى العراق”.
اجتياح بولندا وانطلاق الحرب العالمية الثانية
في الأول من سبتمبر/أيلول 1939 بدأت الحرب العالمية الثانية بشكل رسمي، مع اجتياح ألمانيا النازية لبولندا. لماذا اجتاح أدولف هتلر بولندا؟ السبب المعلن كان هجوم غلايفتز، حيث قامت مجموعة عملاء نازيين يرتدون الزي العسكري البولندي بالسيطرة على إذاعة غلايفتز الألمانية وبثت رسالة معادية لألمانيا باللغة البولندية. استعان هتلر بهذا الهجوم الذي قال إن بولنديين نفذوه لغزو بولندا، قبل أن يتضّح طبعاً أن هذه المسرحية من تمثيل وإخراج الألمان، ولم تكن إلا حجة لإعلان الحرب.
كذبة تايتوس أواتس الشهيرة
عام 1678 أبلغ رجل يدعى تايتوس أواتس الملك تشارلز الثاني عن وجود مؤامرة من الكنيسة الكاثوليكية لقتله، بما أنه يتّبع المذهب المسيحي الأنغليكاني. وقد أدت هذه الشائعة إلى موجة كراهية غير مسبوقة ضد الكاثوليك في بريطانيا وإلى إعدام 35 شخصاً. لكن بعد اكتشاف كذبته، تم تعليقه وتعذيبه على عمود خشبي في ساحة عامة.
العربي الجديد