تحقيقات وتقارير

اجتماع برلين.. الكرة في ملعب الحكومة


شهدت العاصمة الألمانية برلين خلال الساعات الماضية فصلاً عملياً لمساري التفاوض الخاص بدارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وذلك بعد أن استضافت اجتماعاً ضم وفداً من الحكومة السودانية بقيادة د. أمين حسن عمر، وآخر يمثل حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وتحرير السودان برئاسة مني أركو مناوي، حيث جاء الاجتماع نتيجة للدعم المقدم من ألمانيا لجهود الآلية الإفريقية الرفيعة لتحقيق السلام في السودان، التي وقعت معها اتفاقية في نوفمبر 2014، بموجبها أصبحت تعمل على تسهيل عمل الآلية، وشريكاً لإنجاح السلام والتغيير الديمقراطي بالبلاد

تحرير الملف
هذه الخطوة التفاوضية وإن كانت غير مكتملة، ولم تأخذ طابع المفاوضات الرسمية، فانها حررت ملف دارفور من الرهن للمسار الآخر الذي تسببت الحركة الشعبية في تاخيره برفضها للمقترح الأمريكي لإيصال المساعدات الإنسانية، الذي قبلت به حكومة السودان، مسار عطل العملية السلمية برمتها وجعل القوى السياسية في الحكومة والمعارضة في موقف المنتظر لما تجود به الحركة الشعبية شمال، التي تعاني خلافات داخلية أعاقت حسم الملف التفاوضي، لتكشف مجريات الأحداث حجم الخلل داخل جسم تحالف قوى نداء السودان، التي تفتقر لموقف موحد من التفاوض مع النظام، وضع أكده الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة بقوله في آخر مؤتمر صحفي له، إنه يوافق على مقترح أمريكا الانساني، وسيعمل على حشد رأي ايجابي بشأنه من القوى التي معه في التحالف
مرونة الأطراف
مخرجات اجتماع برلين الذي تواصل يومي الخميس والجمعة بحضور ممثلين للحكومة الألمانية والإدارة الأميركية وتنسيق من الاتحاد الأوروبي وبعثة حفظ السلام بدارفور «يوناميد» مفادها أن الحكومة السودانية والحركات المسلحة بدارفور أبدت استعدادهما لاستئناف المفاوضات بين الطرفين، رغماً عن إنهما لم يتوصلا بعد لصيغة حول علاقة المفاوضات المقبلة مع وثيقة الدوحة لسلام دارفور، وقد شهد اللقاء مرونة من الطرفين الأمر الذي يعزز الثقة، ويؤكد حسن النوايا باتجاه السلام، ومن المؤكد أن إطلاق سراح الأسرى هنا وهناك، وتوقف التصريحات العدائية هو ما ساهم في خلق هذه الأجواء الايجابية التي من شأنها إحداث اختراقات في التفاوض بشكل سريع في أقرب جولة قادمة
ملحق للوثيقة
الأطراف المشاركة في الاجتماع التشاوري أبدت الاستعداد على التفاوض حول جميع النقاط العالقة التي ترغب في وضعها على طاولة المفاوضات، وذلك على خلفية اجتماع عقد بالدوحة في ديسمبر الماضي بمشاركة الحكومة السودانية والوساطة القطرية والمبعوث الأميركي السابق دونالد بوث، وممثل «يوناميد» اتفقت فيه الأطراف على فتح باب التفاوض مع الحركتين حول النقاط العالقة، وأن يتم إدراج الاتفاق الذي يتوصل إليه في ملحق لوثيقة الدوحة للسلام، وهو أمر متوقع حدوثه خلال الأيام المقبلة، سيما وأن المجتمع الدولي وفي طليعته قطر وتشاد يدفع في هذا الاتجاه الذي بات أمراً شبه حتمي
كسر الجمود
وفي تصريح مشترك لكل من أحمد تقد وعلي وترايو كبيرا المفاوضين في الحركتين عقب الاجتماع ، قالا: إنه «بدعوة من الحكومة الألمانية التقت حركتا العدل والمساواة السودانية وتحرير السودان بوفد من الحكومة السودانية لمشاورات غير رسمية في برلين بحضور ممثلين للحكومة الأمريكية» وأشار التصريح المشترك إلى أن الحركتين قدمتا ورقة تضمنت مقترحاً للدفع بعملية السلام «قبلت من جانب المسهلين كورقة عمل، سيكملون المشاورات حولها بالتواصل مع الطرفين» فيما قال ممثل رئيس الجمهورية للمفاوضات والتواصل الدبلوماسي بشأن دارفور أمين حسن عمر في تصريح صحفي، إن الأطراف تبادلت تقديم مقترحات لكسر جمود مساعي السلام بدارفور، وأفاد بأن اللقاء اتسم بروح إيجابية رغم الخلاف على نقاط، موضحاً أن الطرف الألماني وعد بمواصلة السعي لتجسير الفجوة والتوصل لاتفاق يسمح بمواصلة التفاوض وذلك بتكثيف التشاور مع الأطراف

الإرادة السياسية
القيادي بحركة العدل والمساواة سيد شريف جار النبي قال في اتصال مع «آخر لحظة « عبر الأنترنت أن حركتهم وتحرير السودان وصلوا إلى تفاهمات مع الوفد الحكومي والمسهلين لمواصلة المشاورات لتقريب الفجوة، وأضاف ليس هنالك وقت محدد للاجتماع المقبل ولكننا ننتظر الحكومة وأمريكا وألمانيا، وما سيخرجون به بشأن الورقة المقدمة من الحركتين التي بها نقاط ايجابية بالنسبة للمواطنين في دارفور والقوى السياسية السودانية، وأكد جار النبي رغبتهم في السلام، إلا أنه عاد وقال إن وفد الحكومة أتى بنفس الفكرة القديمة، وليس لديه الإرادة السياسية ويراوغ، وأننا أعطينا المسهلين مهلة للضغط على النظام

المجهر السياسي


تعليق واحد

  1. دكتور امين لا أحد يشك في مقدرتك علي التفاوض ممثلا للسودان لكن وانت تتحدث عن تفاهمات مع الحركتين يواجة ابناء شرق دارفور وقوات الدعم السريع هجوما غادرا من ذات الحركتين وبنشرك لمقالك هذا في وقت هذه الهجمة يجعله بلا معني وكان جلوس ممثلي الحركتين للحوار معك تكتيكا يخفي سؤ النوايا ويضلل الوساطة الالمانية ويجعل الامر كله في حكم (لعب العيال) اتمني ان ترمي ما عدت به من اوراق من هذه الاجتماعات في اقرب سلة مهملات وتحتسب الوقت الذي اضعته فيها وتشحذ قلمك البتار لمواصلة مقالاتك القيمة عن (المسكوت عنه في العلاقات السودانية المصرية) تعبئة للراي العام السوداني لا سيما وان مصر قد جهزت وسلحت هذه القوة وقد التقي بها وزير دفاع مصر وخليفة حفتر قبل انطلاقها لمهاجمة حدودنا والتوغل في ارضنا بيومين اثنين..