مع بداية هطول الأمطار في أغلب ولايات البلاد تقول وزارة الصحة إن “75 %” من المواطنين معرضون للإصابة بالملاريا
قالت وزارة الصحة الاتحادية إن (75 %) من المواطنين معرضون للإصابة بخطر الملاريا، هذا في وقت بدأ هطول الأمطار في أغلب ولايات البلاد، أي ما يضاعف من عمليات توالد البعوض، المسبب للملاريا، هذا إذا وضعنا في الحسبان المشكلات الأخرى التي تواجه أعمال المكافحة في أغلب الولايات من نقص في العمالة وغيرها، بجانب مشكلات عدم وصول الأدوية للمراكز الصحية وانقطاعها لفترة، حيث توجد مناطق بالبلاد يصعب الوصول إليها في فترة الخريف.
نسب عالية
وزارة الصحة كشفت أن عدد المترددين على المستشفيات في عام 2015م المشتبه في إصابتهم بالملاريا بلغ (5) ملايين مشبته، وبلغ عدد المترددين في المؤسسات الصحية بالبلاد (19 %)، وسجلت ولاية وسط دارفور أعلى نسبة إصابة بالملاريا، حيث بلغت (21 %)، هذه الأرقام والنسب مخيفة إلى درجة تستدعي رفع حالة التأهب إلى أعلى درجة مع دخول فصل الخريف، للحيلولة دون انتشار الملاريا، السبب الرئيس في معدل الوفيات بالبلاد.
نقص عمالة
إذا أخذنا في الاعتبار أن مسؤولية صحة البيئة والرش مسؤولية الولايات والمحليات في أضعف حالاتها، إذ إن أغلب المحليات تعاني من مشكلة عدم توظيف عمال للرش، ما يضعف عملية القضاء على الملاريا، وتستعد الوزارة هذه الأيام لتوزيع معينات الخريف على الولايات. أمر آخر هو أن هذه المعينات في أغلب الأحيان يتم تخزينها في رئاسة المحليات دون أن تصل للمناطق المستهدفة، ما يتطلب المزيد من الضبط والرقابة.
استراتيجية علاجية
أعلنت وزارة الصحة في الشهر الحالي عن استراتيجية علاجية جديدة لعلاج الملاريا، تغيّر بموجبها البرتكول السابق، وأطلقت الوزارة تحذيراً شديد اللهجة على لسان نازك أحمد بابكر مديرة إدارة التشخيص والعلاج، من مغبة سوء استخدام أدوية الملاريا، وقالت إن (54 %) من الأشخاص تم علاجهم بالعلاج الأحادي، وشددت على ضرورة عدم بيع أدوية الملاريا بالمؤسسات العلاجية الحكومية التي تصرف مجاناً، ودعت نازك الأطباء إلى عدم كتابة أدوية (الارتميترز)، التي أثبتت النتائج وجود مقاومة لها من قبل طفيل الملاريا في عدد من الولايات، أبرزها القضارف والنيل الأزرق، لافتة إلى تغيير العلاج بحقن الارتميترز والتحول للبرتكول الجديد الذي بدأ العمل بتطبيقه في المستشفيات الحكومية، مشيرة إلى أن الوزارة حددت نهاية العام الحالي لاستخدام العلاج بالخط الأول وأوقفت استيراده.
استخدام الناموسيات
برنامح مكافحة الملاريا دعا المواطنين إلى أهمية استخدام الناموسيات باعتبارها من أهم السياسات، وقالت نازك في حال عدم استخدام الناموسيات المشبعة، فإن معدل الإصابة سيزيد، وإن نتائج المسح الذي تم من (2012 – 2016) أثبتت أن (33 %) من الأشخاص المصابين بالملاريا في ولايتي القضارف والنيل الأزرق لديهم مقاومة للأدوية.
تقوية المؤسسات استراتيجية عالمية
الصندوق العالمي للسكان وضع خطة جديدة، وقال عبد الله أحمد إبراهيم، إن استراتيجية الصندوق العالمي (2016- 2030م)، وإن جملة الوفيات العامة بالملاريا بلغت (4.3 %)، فيما بلغت جملة الوفيات وسط الأطفال (3.6 %)، وبلغت جملة الإصابة (29) إصابة لكل ألف من السكان، مشيراً إلى أن الاستراتيجية قللت نسبة الإصابة إلى (75 %)، وحققت أهداف الألفية، وأشار إلى أن جزءاً من استراتيجية الوقاية مبني على نظام الإحصاء والمعلومات الروتيني، ويشمل القطاعين العام والخاص، لافتاً إلى أن الاستراتيجية تابعت تقوية المؤسسات الصحية، مقراً بوجود فجوة في الموارد لبرنامج الملاريا والتي بلغت (2.7) مليون دولار لإكمال مشاريع المكافحة هذا العام، منوهاً بأن الفجوة عالمية، عازياً ذلك لندرة الموارد بصندوق الدعم العالمي.
عدم وصول الدواء
كشف مديرو مكافحة الملاريا ببعض الولايات خلال الاجتماع الـ(34) بالقضارف، عن وجود إشكاليات تواجه وصول أدوية الملاريا للمراكز الصحية بالمحليات، مشيرين إلى تعرض العديد من المناطق لانقطاع الأدوية المجانية، بجانب ضعف الرقابة على توزيع الدواء، وصوبوا انتقادات حادة للصندوق القومي للإمدادات الطبية لعدم إيصاله أدوية مشروع المعالجة المنزلية إلى القرى النائية، خاصة في موسم الخريف، مطالبين بإيجاد آلية لانسياب الأدوية تضمن وصولها إلى المراكز الصحية. إلى ذلك دافعت إسراء موسى بشرى من الإمدادات الطبية عن الصندوق بقولها إن صندوق الإمدادات الطبية قام بتوزيع أدوية العلاج المجاني للملاريا لعدد (2.300) مليون شخص خلال العام الحالي، كاشفة عن نسبة انقطاع أدوية العلاج المجاني للملاريا بلغت (20 %)، وأن نسبة توزيع الدواء بلغت (96 %)، وأشارت إدارة الملاريا إلى وجود ضعف في التقارير الواردة من المحليات عن أدوية الملاريا، بجانب أنها لا تأتي في الوقت المناسب، لافتة إلى أن الصندوق يوفر أدوية العلاج المجاني ويشرف على توزيعها وتوصيلها للولايات وفق جدول ثابت يراعي احتياجات كل ولاية من الدواء، وحسب استهلاكها منه. ولفتت إسراء إلى أن هناك مشكلة حقيقية في انسياب التقارير الواردة من بعض المحليات.
وبين شكاوى مديري الملاريا ودفاع الإمدادات، يتضرر المواطن من عدم وصول الدواء للمراكز الصحية، ومع دخول الخريف لابد من مراجعة خطة توصيل الدواء لكل نقاط العلاج بجميع الولايات، مع ضرورة توفير احتياجات المكافحة وتعيين العمالة للرش، ليتجنب (75 %) من السكان خطر الإصابة بالملاريا.
الخرطوم – خضر مسعود
صحيفة اليوم التالي