تحقيقات وتقارير

خياراتها حال ثبوت (هلال) المفاصلة .. الخرطوم .. (حتى العرب قسمة ونصيب)

في رمضان العام 1999م، وفي أعقاب مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في السودان، قادت الدوحة وساطة لرأب الصدع بين الرئيس عمر البشير، وعراب الإسلاميين د. حسن الترابي، ولكن دون أن تكلل تلك المبادرة بالنجاح.

في رمضان 2017م، يقود السودان والكويت وساطة بين الدوحة والرياض، إثر مفاصلتهما الاثنين يوم (الإثنين)، وسط مخاوف جدية من تكرار التاريخ لنفسه، وذهاب جهود الوساطة أدراج الرياح، الأمر الذي قد يضطر الخرطوم لاحقاً للانحياز لأحد الطرفين، كونها انحشرت في قولة الراحل الاستنثائي حميد (قسمتنا نحنا أولاد عرب .. حتى العرب قسمة ونصيب).

أس المشكلة
يعيش الخليج أوضاعاً مأزومة، وهذا من المعلوم بالضرورة، إذْ وجدت العواصم الخليجية خاصة، والعربية على وجه العموم نفسها في رمضاء الاختيار، لا ينفعها خيار الاستجارة بدوح الرياض دوناً عن ظلال الدوحة، أو العكس.

وتتهم المملكة العربية السعودية وإلى جنبها الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، قطراً بالعمل على تقويض الأمن في المنطقة العربية، من خلال دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة.

زاد من اشتعال النيران، ما ورد في جازيتا وكالة الانباء القطرية الرسمية (قنا)، من تهجم على السعودية بلسان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وذلك بعد ساعات من انفضاض القمة العربية الإسلامية التي شرفها حضوراً ومشاركةً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أولى محطاته الخارجية.

وبالفعل اشتعل الخليج، دون أن تجدي مسارعة الدوحة في نفي التصريحات المنسوبة لأميرها بالقول إن موقع الوكالة تعرض لقرصنة الكترونية، بمقتضاها دس الخبر الآثم، لغايات تسميم الأوضاع بين (الخلايجة)، وهو الأمر الذي حدث بحذافيره.

وبعد ما قررت الرياض وحليفاتها فرض قطيعة على الدوحة تمتد من الحقائب الدبلوماسية وحتى حقائب المسافرين جواً وبحراً وبراً؛ لم تجد قطر بداً من تدبيج بيان على لسان خارجيتها تأسفت فيه على مذهب الأشقاء الخليجيين، نتيجة (قرصنة) ووشاية لا تستوي على ساقين.

مواقف
قد صنع الدهر ما صنع بين (الرياض – الدوحة) ولكن ما الذي صنعه بحق حلفاء كل فريق. وانكب الناس يوم (الإثنين) على إجهزتهم الجوالة بانتظار مواقف دولهم مما يجري في خليج العرب.

منهم من اختار الرياض عند الصدمة الأولى، وهنا تبرز أبوظبي والمنامة والقاهرة وصنعاء بل وحضرت المالديف البعيدة التي لا يعرفها إلّا العرسان من الناس.

في المقابل، انحازت طهران وأنقرة سريعاً لصف الدوحة، وأعلنت إيران فتح مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، بينما قالت تركيا أردوغان إنها تساند دوحة العرب، وحين تقول تركيا فالقول ما قالت.

واختارت دول أخرى الحياد الإيجابي، ودفع مبادرات لنزع فتيل الأزمة، وهنا تنهض الخرطوم والكويت، بينما تكلم الباقون بلغة الصمت والحياد.

حياد
لنعد إلى الخرطوم ومواقفها، ما ضرنا العودة على متن الخطوط القطرية أو السعودية، فعاصمة اللاءات الثلاث وقفت عند (مقرن المواقف) وعبرت وزارة الخارجية عن أملها في أن ينقشع صيف علاقات الرياض والدوحة سامحاً للربيع أن يأتي من جديد.

واتبعت الخرطوم أمنياتها فعلاً، بأن قالت بمساعيها الحثيثة لحل المشكل الخليجي ضمن البيت العربي، ولأجل هذه الغايات يجوس مبعوث رئيس الجمهورية، الفريق طه عثمان في الديار الخليجية لأجل وأد شيطان الخلافات في مهده.

حالة اضطرارية
عند هذه النقطة تحديداً دعونا نبحث عن فرضية تقول إن الخرطوم قد تضطر في مرحلة ما إلى مجافاة الحياد، لا سيما في ظل التحركات الجارية وراء الكواليس وتصور للحلفاء السعوديين -على وجه الخصوص- إن الخرطوم عاجزة عن مبارحة المنصة الإسلامية التي توفرها قطر بكل (حماس) لـ (الإخوان).

ولذا ليس بعيداً بالمرة مع كرة الجليد المتدحرجة بقسوة، أن تنطق الرياض والدوحة شعر حميد وتقولان (الليلة ياموت ياحياة .. خاتي البيختار الوسط)، فيا ترى لأي الشقيقين هي أقرب الشقية الخرطوم.

سؤال طرحناه في (الصيحة) على المحلل السياسي محمد نورين، فابتدر حديثه بلوم الخرطوم على اتخاذ الحياد، وقال إنه المصلحة كانت تقتضي تأييد الرياض منذ أول وهلة لا سيما في ظل وجود كتيبة سودانية خالصة تخوض الحرب ضد الأحواث اليمنيين تحت لواء الحلف العربي الذي تقوده السعودية.

مضيفاً بأنه مع اقتراب أجل المهلة الأمريكية الخاصة بالنطق بالحكم في أمر بقاء السودان في قوائم الإرهاب والحظر الأمريكية من عدمه، ينبغي على الخرطوم مساندة الرياض باعتبارها تملك النفاذية لواشنطون لا سيما في ظل التقارب الخليجي الأمريكي مؤخراً.

ويؤكد نورين أن اقتصاد السودان المتداعي في أمس الحاجة إلى الاستثمارات السعودية، التي لولاها لدخلت البلاد في أمر عسر، محذراً من مغبة اتخاذ ما من شأنه إثارة حفيظة الرياض التي تستضيف أكبر جالية سودانية في العالم ما يعني تشريد الملايين وتوقف الدفقيات النقدية التي تنعش الخزينة السودانية منذ عقود.

حتى لا ننسى
بين (الرياض والدوحة) يختار المحلل السياسي، د. الهادي محمد المهدي أبو زايدة، دوحة العرب، من دون أن يطرف له رمش.

ويبرر أبو زايدة خياره بالقول إن الدوحة ساندت الخرطوم في أشد اللحظات قتامة، وحين كانت عواصم العالم تتجنب الخرطوم إعلاءً لمصالحها، اختارت العاصمة القطرية المبادئ والأخوة.

ويذكر ابو زايدة في حديثه مع (الصيحة) بعضاً من فقرات كتاب الدوحة والخرطوم، وفي مقدمة ما قاله توفير منبر تفاوضي لعب أدواراً مهمة في إحلال السلام بدارفور، وتقديم الدعم المالي لبلاد هزها انفصال جنوبها بثلثي الإنتاج النفطي، بجانب إتاحتها منفذاً للخرطوم تطل به على العالم بعد ما انسد الأفق أمامها.

وينبه أبو زايدة إلى أن اشتراك السودان في الحلف العربي الذي تقوده الرياض ضد الحوثيين في اليمن، أملته ضرورات استراتيجية، متمثلة في تأمين البحر الأحمر الذي يشكل شريان حياة للسودانيين.

التحضير المبكر
يعد الاصطفاف بجنب الرياض أو الدوحة خيارين أحلاهما مر، ولكن على عاصمة اللاءات الثلاث أن تجهز نفسه ليوم كريهة قد تضطر معه للإشاحة بوجهها عن إحدى العاصمتين، وصدها بكلمة لا.

الخرطوم : مقداد خالد
صحيفة اليوم التالي

‫7 تعليقات

  1. الان اتضح ان السعوديه بمساعدته للسودان كانت تعد وتجهز لهذا اليوم ليس حبا في السودان لان من الواضح هذا الموضوع تم الاعداد له من زمن بعيد الكل يدري التقارب الحاصل بين مصر والسعوديه من البدايه كان تقارب غير مفهوم لان اعلام مصر اساء للسعوديه اكثر من مرة ومنع تسليم السعوديه الجزر لكن مع ذلك كانت الرياض تحتفظ بعلاقاته مع القاهرة تلزم الصمت لان هناك شي يربط بينهم علي العموم نحن كاسودانين في هذة اللحظه لا يمكن ان نخون الجهه التي وقفت معنا وقت الحاجه بدون اي مصلحه غير السعوديه التي عملت كل ذلك من اجل هذه اللحظه واريد ان اقول للزين يقولون نقف مع السعوديه خ فا من عدم رفع الحظر اننا كنا محاصرين اكثر من عشرين عاما الحمد لله لم نمت يمكن ان نعيش ايضا دون ان تمت لكن اذا خنا الجهه التي وقفت معنا فنحن لا نستحق العيش

  2. ذات مرة لا اذكر فى حوار سئل أحد اللوائين الفاتح عروة أو حسن بيومى عن عملاء سودانيين للخارج قال لا وكانا يتحدثان عن فترة مايو 69-85 كانت الاجابة لا وقال هم ما محتاجين لان ساستنا واعلامنا وحتى المواطن العادى “غشيم” ولسانه فاكى ومنذ وقوع هذه الأزمة لا تخلو صحيفة من مقال أو مقالين وتبرع بتحليلات وتنظيرات وقياس اتجاهات الراى وووووو رجاء من فضلكم أصمتو ولا تنظرو وتشاترو فى 1500 موضوع ممكن تتكلمو فيهو الا هذا الموضوع رفع العقوبات على الابواب أذا كانت الامارات ذاتها ما قطعت العلاقات حتى الان مع ايران وتبادلها التجارى بالمليارات ولا يتحدثون عن ارهاب ولا كباب ولا جذر محتلة ولا يحزنون وحتى لما اعتدى الايرانيين على سفارة السعودية فى طهران لم تقم ابوظبى ولا الكويت ولا مسقط بقطع العلاقات الدبلوماسية والسيسى رجل هنا ورجل هناك شعاره فى النهار “معاك وبهواك” وفى الليل “مع داك وبنساك” بطلو دروشة رؤساء تحرير صحف دراويش وصحفيين مطرطشين موقفنا هو الوسط والأصطفاف خلف أمير الكويت وسلطان عمان لأصلاح ذات البين والله يجازى أيللى كان السبب

  3. واذا لم تنجح مبادرة امير الكويت فنحن وبدون اي تردد مع قطر قلبا وقالبا وبلاش السعودية والامارات لان هؤلاء قوم ليس لهم اي امان يظنون بان الاموال يمكن ان تصنع دول عظمي ومؤثرة في المنطقة والا ما السبب الذي يجعل بن زايد يتدخل في ليبيا ويعمل في الخفاء لفصل جنوب اليمن عن شماله في حين ان علاقته اكثر من جيدة مع طهران بالرغم من احتلالها الجزر الاماراتية وكذلك السعودية تريد ان تقود المنطقة والعالم الاسلامي وهي غير مؤهلة لذلك لان هنالك دول اسلامية مثل تركيا وماليزيا واندونسيا هي الاولي بقيادة العالم الاسلامي .
    اما من يظن ان امريكا سوف ترفع الحصار المفروض علي السودان من اجل السعودية او الامارات فهو واهم ولايعرف كيف تدار السياسة الامريكية .
    واخيرا ان كان رفع الحظر عن السودان مقابل ان تقف السودان مع السعودية والامارات ضد قطر فهذا لن يكون ابدا . وطظ في السعودية والامارات وامريكا واهلا ومرحبا بقطر وشعب قطر الشقيق.

    1. يا مغبون
      أذا لم تنجح مبادرة أمير الكويت نظل فى مكاننا علاقات طبيعية بين الطرفين اما فى حالة أذا ما مورست علينا الضغوط يجب تذكيرهم بمواقف جيرانكم الاقرب أليكم وبالعدم الوقوف مع قطر أولا لأنها مظلومة لأننا حتى الآن لم نرى دليلا ملموسا كلها فبركات و”توجسات” ورمى بلاوى وثانيا لأن قطر هى من وقفت معنا منذ الحصار للان وفى هذه الحالة أقترح على حكومتنا الرشيدة

      *- منح دولة قطر مطار بورتسودان ليكون تحت تصرف طيران القطرية ويكون بمثابة مطار أم ثانى لشركة الخطوط الجوية القطرية خاصة للرحلات المتجهه لأفريقيا وحتى أوربا عبر مسار ليبيا “الحكومة الشرعية” ومنها لايطاليا فرنسا مالطا …الخ *
      لا نريد الانحياز لطرف ضد طرف لكن أذا مورست الضغوط (ظهرت الكروت)

  4. لماذا رفضت قطر دفع الجزية مثلها مثل السعوديه والإمارات لي ( المحتال. ) ترامب انه التطبيع مع اسرائيل مقابل تدمير ايران وجعل السعوديه قوة اقليميه بدعم أمريكي في الخليج العربي ( او الفارسي كا يسميه الشيعة ) وادخال اسرائيل في منظومة عربية والغاء جامعة الدول العربيه الميته سريريا منذ تأسيسها وتكوين حلف من كل الدول العربيه بي قيادة السعودية وبقيت الدول ضد كل من ايران وسوريا وروسيا وجنوب لبنان ( حزب الله ) وقطاع غزة وكل من يرفض التطبيع يعتبر ارهابيا او ممول لي الاٍرهاب او يدعم الاٍرهاب
    علي حكومة السودان الوقوف مع من يتماشي مع المصلحة فقط ووفق شروط الخرطوم من. قروض ميسره ورفع اسم السودان من الاٍرهاب وإعفاء الديون وجلب الاستثمارات وفتح الجامعات والبعثات لي الطلبة السودانيين هذا اذا اختار السودان الموقف السعودي اما اذا اخترنا الوقوف
    مع قطر وإيران وروسيا ودي طبعا دول الضد أصبحت
    علي الحكومة فرض شروطها وعليها التسلّح بي كل انواع الأسلحة الروسية والايرانية المتطورة من صواريخ ومضادات طيران ودبابات ويا بخت حركات التمرد سوف يتم إحياءها مرة اخرة عن طريق مصر وليبيا وجنوب السودان
    اما اذا اختارت الحكومة موقف المتفرج وهذا قد ياخر مطالب السعوديه شويه نسبة لي القوات السودانيه التي تقاتل في اليمن فعلي الحكومة ان تختار الحلف الأخير حلف قطر فالقطريين اذكياء ويمتلكون المال ويعرفون كيف يتصرفون

  5. الله يفتح عليك يا الكوشي ،،، نظرتك صحيحة وسليمة ،،، الله يسلمك ،، ورمضان كريم.