رغم أن رمضان شهر يتسم بأجواء إيمانية تجعل النفوس قابلة للتغيير إلا أن للرجال والنساء نصيباً مقدراً في القطيعة.. شمارات نهارية
يُعد شهر رمضان أفضل أيام للتغيير الاجتماعي بما يتسم به من أجواء إيمانية واجتماعية تجعل النفوس قابلة للتغيير، لكنها الغيبة والنميمة التي تفشت في المجتمع خاصة النساء اللائي أصبحت بالنسبة إليهن عادة يومية لا يمكنهم التخلي عنها أو العيش بدونها.
فلا تكاد مجالس النساء أو تجمعات العائلة الواحدة تخلو من (القطيعة) والطعن والسخرية وسب الناس، والأمر لم يقتصر على النساء اللاتي يعشقن (الشمارات)، بل انتقلت العدوى إلى الرجال الذين أصبحوا يتفننون في إبداع أساليب عديدة، ولاسيما وهم يجلسون على الطرقات طول اليوم يراقبون كل شيء وخاصة الرجال الكبار بقي أمرهم صعب جداً والشباب بعد انتشار شبكات الاتصالات وخدمة التواصل الاجتماعي (فيس بوك) التي أضحت لتنتقل أخبار وأعراض الناس.. (اليوم التالي) ناقشت هذه القضية الشائكة التي لها آثار كبيرة في نهش جسد العلاقات الأسرية وهدم النسيج الاجتماعي، ونحن في شهر عظيم حبانا الله به لنكفر عن سيئاتنا.
الفارغة والمقدودة
ابتدرت الحديث السيدة سعاد أحمد، حيث قالت لـ (اليوم التالي): “القطيعة يا بتي بقت حقت الرجال واتفرغوا ليها تماما وبقوا غير جلوس الشوارع ما عندهم حاجة بس ديل متابعين الفارغة والمقدودة، أصبحوا منافسين أقوياء للنساء في هذا الموضوع، فنجد ذلك يحدث في رمضان”. وأكدت سناء أحمد – طالبة جامعية – لـ (اليوم التالي): “شهر رمضان شهر عظيم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار عشان كده النساء لازم يحرصن على أنفسهن من القطيعة والشمارات. أما فالرجال أصبحوا القاسم المشترك في تناقل الأخبار، بس تسمع (فلان تزوج فلان طلق ومحمد دا حصل لعائلته كذا وكذا) بس ربنا يفرج عليهم ويخرجهم من هذا البرنامج السخيف لأنهم اتعودوا على الثرثرة الكتيرة وتتبع خطوات الناس”.
مفيد وغير مفيد
من جهته، قال الباحث النفسي صالح الضي لـ (اليوم التالي): معروف عن أغلب وأكثر الناس يتكلمون ويسمعون وغالباً ما تتفوق النساء على الرجال في (القطيعة)، وهو الكلام الزائد الذي تعودوا عليه ويختلف بين الإيجابي المفيد والسلبي غير المفيد والمتكرر، وفيه الغيبة التي يجتمع فيها أحيانا الرجال والنساء، ولكن نحن في هذا الشهر المبارك مفترض نبتعد عن (القطيعة)، وهو شهر كريم لكسب الحسنات والابتعاد عن السيئات.
فارقة معاي
عبد الماجد الطاهر صاحب دكان بأركويت قال لـ (اليوم التالي): “شغل الدكان دا مافي شيء فارقوا لي إلا الشمارات وخاصة القطيعة في الشهر المعظم”. وتابع: “والله في رجال كبار الواحد يجيب كرسيه ويقعد من الساعة سبعة ونص إلى الساعة أربعة يتكلم في الناس”. وأضاف: “بس الواحد (فلانة دخلت فلانة جات بيت ناس علانة)، وأنا خلاص مليت من الكلام دا وكم واحد يفتح الدكان شهر ما يتم يقفل ويمشي، والزبائن عشان كلامهم ما يقربوا حتى على الدكان حتى في شهر رمضان يا خي الواحد ما بيختشي ولا بيخجل ولابمل من البرنامج دا”.
الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي