رياضية

نجوم الكرة .. من جحيم الفقر إلى جنَّة الاحتراف

بيله «ماسح الأحذية»..
وميلا «بائع السمك»..
وسانشيز «غسال».. وكلوزه «بناء».. وكارلوس «اشتغل بالقماش».. وريفالدو أتعبته «الجرائد»

عبدالمحسن الأيوبي

الغالبية العظمى من نجوم ولاعبي كرة القدم في الوقت الحالي يعتمدون على الاحتراف لكسب المال، حيث ان اغلبهم بدأ ممارسة اللعبة منذ سن صغيرة دون أي تركيز على الدراسة والتعليم، ولكن عبر تاريخ الساحرة المستديرة برزت بعض الأسماء التي حرصت على تلقي الدراسة الجامعية والعمل في العديد من المهن قبل الدخول إلى عالم الاحتراف ومن هؤلاء النجم فرانك لامبارد.

تلقى النجم الإنجليزي واسطورة تشلسي تعليمه في مدرسة برينتوود المرموقة، حتى حصل على الشهادة الثانوية بتقدير ممتاز، ثم حصل على شهادة عليا في اللغات، ولذلك يسمى (الأستاذ) بين رفاقه في البلوز أو في المنتخب كما حصل على أعلى نسبة في اختبار ذكاء أجري على اللاعبين الإنجليز في وقت سابق.

أما أسطورة كرة القدم التشيكي بافيل نيدفيد فعمل في مخازن الجيش التشيكي بطفولته، قبل أن يتم اكتشاف موهبته الكروية الفذة ويتم إلحاقه بمدرسة فريق الجيش (دوكلا براغ).

وللحديث عن أحد أساطير جيل الثمانينيات مع المنتخب البرازيلي فإن سقراط تلقى تعليمه الأساسي في البرازيل قبل أن يحصل على شهادة جامعية بطب الأطفال ثم نال درجة الدكتوراه في الطب والفلسفة.

في حين نجد أن الإيطالي جينارو غاتوزو قد حقق حلماً راوده طويلاً منذ أيام صباه فبعدما دخل لاعب ميلان عالم النجومية من بابه الواسع، تمكن متوسط الميدان من تعلم الصيد، ليسير على خطى عائلته التي كانت تتشكل في معظمها من الصيادين، علماً أنه افتتح في عــاصمـة لومبارديا محلاً لبيع الأسماك تحت اسم «جاتوزو بيانكي».

وهناك نماذج اخرى عانت بالطفولة ولم تتجه الى التعليم بسبب الفقر والسؤال هنا، ماذا كان يعمل هؤلاء قبل أن يصبحوا بهذه الشهرة الكبيرة؟سنبدأ بالكاميروني روجيه ميلا الذي اتحفنا بمونديال ايطاليا 90، فهذا القناص بدأ حياته بائعًا للسمك.

أما التشيلي أليكسيس سانشيز نجم نادي أرسنال، فقد نشأ في عائلة فقيرة وكان مسح السيارات هي اول مهنة له، وكان والده يعمل بمناجم الفحم.

بينما بدأ اللاعب البرازيلي الشهير روبيرتو كارلوس حياته كعامل في مصنع للقماش محاولة منه كي يساعد عائلته الفقيرة، وذلك قبل أن يترك هذه المهنة ويبدأ في احتراف كرة القدم ويساعدهم بعد ذلك.

وعُرف أسطورة الكرة البرازيلية بيليه عنه أنه كان فردًا في أسرة شديدة الفقر، وبدأ حياته من أقل المهن، فعمل في البداية كماسح أحذية ثم عاملًا في المقاهي.

والكل يعلم أن بلاد السحر الكروي البرازيل تشتهر بالفقر، وريفالدو لاعب برشلونة السابق كان واحدا من أفراد هذه الأسر الفقيرة، اضطر في بداية حياته إلى العمل كبائع للجرائد ثم بائع في محل للهدايا التذكارية.

فيما هداف كأس العالم التاريخي وقائد المانشافت بمونديال 2014 ميروسلاف كلوزه عمل بنّاءً، لمساعدة أسرته التي هاجرت من پولندا إلى ألمانيا وهو ابن 9 سنوات.

ويقول بيتر شمايكل عملاق الكرة الدنماركية وأحد أفضل حراس المرمى عبر تاريخها إنه بدأ حياته في تنظيف الفنادق وغسيل السجاد، قبل أن يتجه إلى البساط الأخضر.

في النهاية وقبل ان نسدل الستار على هذا الموضوع نؤكد أن كرة القدم ساهمت في انتشال العديد من اللاعبين من الفقر المدقع إلى الرفاهية والغنى إذ نجد أن نجوم الساحرة المستديرة حياتهم مليئة بالأسرار، بعضهم يخفيها والبعض الآخر لايجد أي غضاضة في سردها وتسليط الضوء عليها، خاصة فيما يتعلق بماضيهم القديم والمهن التي مارسوها قبل احتراف كرة القدم، فالفقر لم يكن عيبا او عارا يلاحق الانسان.

صحيفة الأنباء